«من الحب ما قتل» هذا المثل كاد أن يودي بحياة المشرف على جهاز الكرة في نادي الوحدة حاتم خيمي، حيث وصف تلك اللحظات بأنه قد تذوق طعم الموت خلالها، إثر تجاوز فريقه عقبة الاتفاق في طريقه للمباراة الختامية لكأس ولي العهد، كاشفا أنه كاد أن يرتكب أكبر قرار خاطئ في بداية الموسم عندما عزم على تقديم استقالته من إدارة الكرة، مؤكدا أن الهلال لا يخيفهم، وأن حلم الوحدة تجاوز البقاء في الدوري إلى البحث عن البطولات. كما أشار الخيمي إلى أن هناك عدة أوراق ساهمت في التأهل، والصبر والإصرار كانا أهم ورقتين للوحداويين في إسعاد جماهيرهم وتقديم ما يصبوا إليه أهالي مكةالمكرمة، ووعد الخيمي الجماهير الوحداوية بأن سنين الإحباط والتعب ستزول، وتحدث عن أمور عديدة من خلال الحوار: • ما هي دواعي العارض الصحي الذي تعرضت له؟ كنا في مواجهة نكون أو لا نكون وأمام استحقاق ننتظره من عشرات السنين في مواجهة قوية لا يمكن الاستهانة بها وبحضور جمهور وحداوي لا يمكن خذلانه بأي شكل من الأشكال، كل هذه الأمور كنت أعيشها. • وماذا حدث فجأة؟ حينما أعلن الحكم نهاية المباراة شاهدت بعيني المدرجات واقفة على قدم واحدة والأعلام فوق الرؤوس والفرحة تعم كل أرجاء الملعب، وشعرت أنني غير قادر على التقاط أنفاسي ولا أستطيع الوقوف على قدمي وأحسست فعلا بالموت، ولكن عناية الله ورجال الإسعاف الذين كانوا قريبين مني وأبناء هذا البلد الطيب الذين التفوا حولي في الملعب والمستشفى. • ما الذي كنت تخشاه في مثل هذه الظروف؟ خروج الجمهور الوحداوي منكسرا هذا الشيء الذي كان يقلق قلبي، حيث كنت أخشى الهزيمة. • ولكن الهزيمة واردة في مثل هذه المواجهات؟ أتفق معك، لكن الجمهور الوحداوي سئم من الوعود وأصابه الإحباط ففي كل موسم ينتظر من الفريق تحقيق حلم الوصول إلى مباراة ختامية، وتكون النتائج عكسية، إلى جانب المركز الذي يحتله في سلم الترتيب لا يلبي تطلعات الجماهير، لكن اللاعبين كانوا محل ثقة الجمهور الذي وصل إلى درجة اليأس. • ماذا حدث في موقعة ملعب الشرائع، حيث سبق أن تلقت الوحدة خسارة من الاتفاق في الدوري؟ في مواجهة الشرقية في الدوري كان لدينا نقص سبعة لاعبين بسبب الإصابات ففضلنا تجهيزهم لمباراة كأس ولي العهد؛ بهدف الوصول إلى نهائي كأس ولي العهد، فلعبنا معهم وتفكيرنا منصب على المباراة الثانية، لكن الاتفاق توقع أن هذا هو حال الوحدة. • من وجهة نظرك ما هي الأوراق الفعلية التي أعادت لفريق الوحدة حلما كان يبحث عنه طوال 38عاما؟ هناك عدة أوراق كانت تمثل مصدر قوة للوحداويين لكسب الاتفاق والوصول إلى المباراة الختامية لكأس ولي العهد. • ما هي هذه الأوراق؟ الصبر، حيث صبر الوحداويون صبر أيوب ولم يستسلموا لقسوة الظروف والإحباط، حيث كان هناك نافذة على أمل مشرق، كما أن عناصر الفريق من الشباب أصبحوا يلعبون الآن ويمتلكون الروح القتالية ولديها مهارة عالية وتمتلك كل الأدوات الفنية، بل أن غالبية عناصر فريق الوحدة في الوقت الحاضر ودون ذكر أسماء تتفوق على عناصر الفرق الكبيرة والتي كانت تحتل المركز الأمامية في الدوري، وثالثا وجود رئيس بحجم جمال تونسي يلبي كل احتياجات الفريق من الألف إلى الياء، ووقف خلف كل اللاعبين في حل مشاكلهم ووفر أقصى درجات الراحة للجهازين الفني والإداري. • ماذا عن المشاكل الوحداوية؟ لا شك خلو الوحدة من المشاكل الموسمية التي كانت تحدث بين أعضاء الشرف والإدارة وتدخلات هنا وهناك التي كان لها دور كبير في زعزعة الفريق، ويبدو أن الوحداويين استوعبوا الدرس وعرفوا أن المشاكل تهدم وتبدد الطموحات وتبعد كثيرا عن تحقيق الأحلام والتطلعات. • هل حلم الوحداويين سيتوقف عند حد الوصول للنهائي؟ هذا الكلام غير صحيح ومجحف في حق الوحداويين، حلمنا لن يتوقف عند الوصول للنهائي، لكن تحقيق الكأس من أبسط حقوقنا، إلى جانب إعادة الوحدة لذاكرة التاريخ رغم إدراكنا الكلي بأننا نلعب أمام فريق مرصع بالنجوم وتاريخه ملئ بالبطولات المحلية والقارية، لكن فريقنا لن يكون ضيف شرف، بل سيكون منافسا قويا للهلال، وفي النهائي سيكون الجميع فائز بالتشرف بالسلام على ولي العهد. • ما هي أسلحتكم الفنية أمام الهلال؟ العزيمة والإصرار والروح القتالية داخل الملعب ووقفة كل الوحداويين خلف اللاعبين وأعضاء شرف وجماهير، بالإضافة إلى وضع هدف أساسي وهو تحقيق الكأس؛ لأننا تجاوزنا مرحلة حلم البقاء في الدوري إلى البحث عن البطولات. • لكن الهلال يتفوق في كل شي؟ نعرف بأن الهلال يعد واحدا من أقوى الفرق السعودية والخليجية وأيضا العربية، لكن الوحدة الآن أصبح لديها عناصر لا تقل إمكانياتها عن لاعبي الهلال، الاتحاد، النصر أو الأهلي، خصوصا في ظل عودة الجماهير الوحداوية للمدرجات، وتنتظر وعدا قد قطعناه على أنفسنا بتحقيق أحلامها ورسم الابتسامة على محياها. • ما هي أبرز أخطاء المرحلة الماضية؟ هناك أخطاء تمت معالجتها مثل تغيير الجهاز الإداري واستقطاب عناصر وإبعاد أخرى، لكنني أخطأت بحق نفسي عندما تقدمت باستقالتي من منصب المشرف العام على جهاز الكرة نتيجة ظروف أسرية في مستهل الموسم، وهذا الخطأ كاد أن يحرمني نعمة الفرح مع الجماهير وزملائي اللاعبين وأعضاء الشرف وكافة محبي هذا النادي العريق بمناسبة تأهل فريق الوحدة إلى المباراة الختامية لكأس ولي العهد. • ما هي متطلبات المرحلة المقبلة؟ الالتفاف حول هذا الجيل الذهبي وتقديم له الدعم المادي والمعنوي والتمسك به، ومواصلة تنقية الأجواء الصحية التي تساعد على نجاح العمل داخل أسوار النادي.
