ظنت المطلقة الخمسينية حمدة الحارثي، أنها قد نجحت في التغلب على الظروف، عندما وضعت كل ما تملك وتحملت فوق ذلك ديونا لإنشاء مبنى بسيط تحتمي به وأسرتها من لهيب الحر وبرد الشتاء، وما كادت تهنأ بهذا المنزل حتى أتى ما لم يكن في حسبانها، حيث صدر أمر إزالة على منزلها المتواضع وأعادها لنقطة الصفر. بدأت حمدة حديثها بتذكر الأيام قبل طلاقها: «كانت أحوالنا مختلفة، لم نكن في حاجة إلى أحد، وكل ما هو مطلوب لأمور الحياة نجده متوافرا لدينا»، مشيرة إلى أن طلاقها أسهم في تردي أوضاعها هي وأبنائها. وأضافت: ما يؤلمني كثيرا ويحز في نفسي عدم توفر المال الذي يمكنني من استئجار بيت صغير أو شقة، فالمال الذي أتقاضاه من الضمان الاجتماعي بالكاد يكفي حاجتي وأسرتي ومع ذلك وضعت كل ما أملك لبناء غرف لأسكن فيها في قرية الفيض بمركز مهر التابع لمحافظة بيشة، فتفاجأت بصدور قرار بهدم منزلي، ورغم كل المحاولات إلا أنه تم إخراجي منه وهدمه بحجة أن هذه الأرض حكومية».