يتمسك إبراهيم بوعيد، بتجهيز التمور، رغم المخاطر المحدقة بمتسلقي النخيل، فضلا عن عزوف الكثير من الأحسائيين عن العمل بأيديهم وتركها للمصانع والعمالة التي تعدها بشكل تقليدي، كونها تحتاج إلى يد عاملة تسهر على خدمتها والاعتناء بها. وقال بوعيد الذي خط الزمن على يديه وترك عروقاً بارزة: «منذ أن كنت طفلاً مع والدي شغفت بهذا العمل وعشقته حتى عملت على تطويره لكي لا تندثر مهنة الآباء والأجداد، رغم تخلي الكثيرين عن عملهم في التمور وتجهيزها وتركها للمصانع والعمالة، وبعد اكتسابي خبرة كبيرة في هذا المجال، فكرت في تطوير تجهيز التمور بعدة أشكال منها إضافة السمسم، وجوز الهند، والحشو باللوز، والكاجو». وأكد بوعيد أنه كرس حب مهنة الأجداد في أبنائه منذ الصغر قائلاً: إن التمر من أكبر نعم الله علينا ويجب أن نعزز مهنة تجميعه وتجهيزه لدى ابنائنا لتتوارثها الأجيال المقبلة. وأوضح أنه يسعى إلى محاولة القضاء على الفراغ لدى أبنائه بمساعدتهم في تجهيز التمور لتعويدهم على تحمل المسؤولية وكسب العيش، مشيرا إلى أن انخراطهم في العمل معه يعزز فيهم حب المهنة والانضباط وحسن التصرف، ويعدهم لخوض غمار المنافسة في المستقبل، ويولد لديهم الكثير من الخبرات. وعلى الرغم من مشاق هذا العمل، إلا أنه يجني من ورائه مالا جيدا، يستطيع من خلاله تدبر أمور حياته وتوفير قوت يوم أسرته، مقدما شكره للحكومة الرشيدة على إنشاء أكبر سوق للتمور بالأحساء ليتسنى له عرض التمور بجميع أنوعها.