المملكة من الدول القلائل التي أدركت في وقت مبكر، خطر الإرهاب وما يحدثه من دمار فواجهته على أرضها بالقوة وتصحيح المفاهيم. وحذرت كثيرا من تهاون الدول والمجتمعات في التعامل مع هذا الخطر الذي ليس له جنسية أو ثقافة أو دين، فهو خلل فكري وسلوكي تبنته مجموعات ناقمة تكره الاستقرار والحياة وترى في زعزعة الأوطان وإسالة دماء الأبرياء وسيلة لتحقيق أهدافها الشريرة. وكانت كلمات الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الصريحة الواضحة إلى زعماء العالم، يوم استقبل مجموعة السفراء المعتمدين لدى المملكة، ودعوتهم إلى التعاون في سبيل محاربة خطر الإرهاب بالقوة والوسائل والسرعة اللازمة للقضاء على خطره والتقليل من آثاره على المجتمعات وأجيالها الصاعدة، تأكيدا لهذه الرؤية والسياسة. وهذه الرسالة الصادقة التي حملتها كلمات الملك تؤكد أن المملكة تؤمن بالعمل المشترك وأنه السبيل الأسلم لتشكيل منظومة أمنية وفكرية وإعلامية وتربوية لمواجهة خطر كبير لن تقف أضراره على مجتمع بعينه أو منطقة محددة بل خطره يهدد قيم الإنسانية والتواصل الحضاري والتقدم العلمي في كل مكان. وزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى فرنسا تأتي في سياق سياسة المملكة لمد جسور التعاون مع شركاء التنمية والأصدقاء لمواجة الإرهاب واستثمار علاقات الصداقة بما يعود على الوطن وأهله بالفائدة. ورغم أن الإرهاب يأتي في مقدمة القضايا المشتركة إلا أن الزيارة ستبحث قضايا المنطقة السياسية والشراكة الاقتصادية والثقافية إلى جانب التعاون المستمر في المجالات العسكرية والتدريب. عكاظ