يتحلق حول البليلة والكبدة اللتين يفضل تناولهما الكثير في شهر رمضان المبارك، ثلة من محبي تلك الأكلات الشعبية، فتذوقها ينقلهم إلى ذكريات محببة تغوص في عمق التاريخ، إذ استطاعت بساطتها أن تحيط بجانب ملاعب الدورات الرمضانية في مدن وبلدات الأحساء، لتتلقفها أفواه جائعة تنتظر التذوق من أطعمة ظلت راسخة تستحضر تاريخ الزمان والمكان. على أحد الأركان المنزوية بجانب إحدى الدورات الرمضانية يقبع عباس الناصر «صاحب بوفيه» منغمسا في إعداد الأكلات الشعبية التي تشتهر بها الأحساء، ومنها البليلة والكبدة المقلية، والبطاطس، فضلا عن تقديم المشروبات الساخنة والعصيرات، مبينا أنه يشرع في تحضيرها من بعد صلاة الظهر لتكون جاهزة مع انطلاق المباريات بعد التراويح. وأكد أنه استطاع أن يشكل له أرضية من المحبين لتلك الأكلات الشعبية، يستقطب من خلالها زبائن يأتون إليه خصيصا لتذوق البليلة، مفيدا بأنه يسعى لتكون مشاركته علامة بارزة بعد نجاحه في استقطاب العديد من المتذوقين لأكلاته. فيما اعتبر عبدالله المخيدير شهر الخير، فرصة لاغتنامه من خلال مساندة والده في إعداد المأكولات الرمضانية ومنها اللحوم الطازجة والبطاطس والذرة لبيعها في الدورات الرمضانية، مبينا أن ذروة الطلب عليها تبدأ حينما تنتهي المباراة الساعة العاشرة مساء. ويرى مصطفى محمد أن بيع الكبدة والبليلة يدران دخلا جيدا ساعد على تحسين أوضاعه المادية، مبينا أن يمتلك وشركاؤه أول بوفيه متنقلة بمحافظة الأحساء ومرخصة من البلدية ومطابقة للاشتراطات الصحية، حيث تخصص في إعداد الوجبات الخفيفة مثل الهمبرجر وورق العنب والمقليات. كما أن لهذه البسطات والبوفيهات شعبيتها ورونقها الخاص في الشهر الكريم، فهي أصبحت من المظاهر الرمضانية المحببة للنفوس، ويقبل عليها الكبير والصغير، فالبعض يحضر على شكل مجموعات من الأصدقاء يطلبون كميات ويجلسون مع بعضهم ويتناولونها وهم يتبادلون الأحاديث عن الشهر الفضيل.