اختلفت هوايات شباب اليوم وتنوعت كثيرا عما كانت عليه في الماضي، وكانت فيما سبق ممارسة لعبة كرة القدم والرياضات المختلفة إلى جانب ركوب الخيل والقراءة، من أهم الهوايات التي يحرص عليها الشباب في الزمن الجميل، أما اليوم كما يقول البعض فإن إشباع الرغبات تتم عن بعد وعبر الشبكة العنكبوتية ال(أون لاين) ومع منافسين مجهولين قد يبعدون آلاف الكيلومترات، وهكذا تحولت الألعاب الإلكترونية إلى إدمان يقود للوهم. وإذا سألت الكثير من شباب اليوم، فربما تدهش عن الصراحة التي يؤكدون بها إدمانهم الألعاب الإلكترونية والتي ينغمسون فيها لأوقات طويلة تمتد إلى لساعات عدة وهو ما يؤثر بالطبع على أدائهم وتفوقهم الدراسي. رياضة أون لاين والملاحظ أن الكثير من الهوايات أصبحت تمارس باستخدام التكنولوجيا، التي باتت تلعب كل الأدوار، وليس على عاشق الرياضة مثلا سوى الجلوس أمام الحاسوب، ليصبح بطل الأبطال في أية لعبة أو أية رياضة يمارسها، فتجده محترفا في الكاراتيه دون حتى أن يتقن حركة واحدة منها، وربما أقوى الملاكمين، وأشجع المصارعين، وبطل في سباق السيارات، وعبقري في كرة القدم، والبلياردو، والتنس، وغيرها من الهوايات لكن بخياله، كما تتضمن الألعاب الإلكترونية سباق السيارات وحتى والرماية، حتى تحولت هذه الهوايات إلى إدمان يحذر منه الخبراء. المكتبات العامة وفي موازاة ذلك، يؤكد عدد من الشباب الذين مازالت القراءة تحتل وقتا كبيرا لديهم، أنهم يتصفحون مواقع الإنترنت المختلفة لعدد ساعات أكبر من ذلك الذي يقضونه في قراءة الكتب أو الصحف، ربما لأنه طريقة أسهل من الخروج والبحث في المكتبات عن الكتب التي يحبون قراءتها، ويقولون إذا سمعنا عن أي كتاب جديد فإننا لا نذهب للبحث عنه في المكتبات، إلا بعد أن نبحث عنه على الإنترنت، بالإضافة إلى هذا فإن هناك عددا من الشباب الذين ينتشرون في المقاهي التي كانت منذ وقت ليس ببعيد حكرا على من تعدى سن الأربعين، فيلعبون الشطرنج، والبلوت وغيرها من ألعاب «كبار السن» التقليدية في إضاعة كبيرة للوقت والجهد. الاستمتاع والترفيه والمسألة ليست فقط لأنها وسيلة سهلة، ومتوفرة في أي وقت، ويستطيع الشاب ممارستها بمفرده، ولكن هذه الوسيلة أصبحت لها جاذبية خاصة تتزايد مع الوقت، بدليل أن الشباب يتجمعون أحيانا، ويقسمون أنفسهم إلى فرق ليلعبوا مباريات رياضية على الكمبيوتر، وكان في استطاعتهم أن يخرجوا لممارستها بشكل حقيقي، ولكن هذه الوسيلة تحقق رغبة الشاب، وميله إلى الكسل، والحصول على الاستمتاع والترفيه بأقل مجهود ممكن، وهذا الميل انطبع في سلوكيات الشباب بوجوه مختلفة، منها ممارسة الهواية، ففي الماضي كان الشباب يجدون في الهوايات مبتغاهم، لتحقيق ذواتهم بالتفوق في لعبة رياضية، وبناء أجسامهم، وتحسين صحتهم، أو لتثقيف أنفسهم عن طريق القراءة، ولكن الآن لا يميلون كثيرا لبذل مجهود، ويفضلون ممارسة الرياضة بأصابع اليد فقط، والتكنولوجيا حققت لهم ما يريدون.