ارتبط تاريخ الأهلي الذهبي بعدد من اللاعبين المميزين أمثال أمين دابو الذي يأتي في مقدمة من ساهم في صناعة فريق مرعب استطاع تحقيق عدد من البطولات في التسعينات، وكسب محبة الجماهير بمختلف ميولها، قبل أن يتجه للتدريب بعد اعتزاله الكرة ويقدم عددا من النجوم أمثال حسين عبدالغني وخالد قهوجي، ليتعاقد معه الاتحاد ويضع بصمته الفنية والمهارية على عدد من اللاعبين أمثال نايف هزازي وفهد المولد وغيرهم من النجوم الحاليين في الاتحاد. ولكن بعد مسيرته الطويلة ابتعد دابو عن الوسط الرياضي لأسباب خاصة يشرحها في تفاصيل الحوار التالي، بجانب تسليط الضوء على الكرة السعودية عامة والأهلاوية بصفة خاصة فإلى نص الحوار • أين أمين دابو من الحراك الرياضي؟ •• أنا موجود وأتابع كل المباريات المحلية والخارجية، ومستمتع بحلاوة كرة القدم أينما كانت. مراحل الحياة • لكن لا نراك مدربا أو حتى محللا رياضيا كما عهدناك سابقا. •• الإنسان يمر بمراحل كثيرة في حياته العملية ويحتاج إلى فترة راحة يحددها هو بنفسه، وأنا وجدت نفسي بعد كل السنوات الطويلة التي قضيتها في الملاعب، سواء كنت لاعبا أو مدربا أو حتى محللا، محتاجا إلى فترة راحة، لاسيما أنني مللت من الرياضة ومن بعض السلبيات الموجودة في الوسط الرياضي، لذا قررت أن أمنح نفسي راحة والحمد لله أنا مستريح منذ موسم ونصف. تأليف الكتب • ماذا تعمل؟ •• إلى جانب برنامجي العملي اليومي أزوال كل يوم الرياضة في منزلي فأنا لم أنقطع عن الرياضة لأكثر من 50 سنة، والآن أقوم بتأليف كتاب عن مهارات كرة القدم. أسباب خاصة • أمين دابو.. هل أبعد أم ابتعد؟ •• لم أبعد ولن يبعدني أحد عن الرياضة ولكن أنا الذي قررت الابتعاد لأسباب خاصة بي، أولها حاجتي للراحة بعد كل هذه السنين. حب متبادل • يقال بإن أمين دابو ابتعد لأنه لم يجد التقدير اللائق بما قدمه للرياضة لاسيما من الأهلاويين؟ •• هذا غير صحيح أنا أحظى ولله الحمد حتى يومنا هذا بالتقدير والاحترام من كل الرياضيين وفي مقدمتهم الأهلاويون خاصة الجمهور الذي منحني الحب والوفاء وعشق كرة القدم، وأعتقد أن كل مكان أذهب إليه أجد حفاوة واحتراما وأنا كذلك أحمل لجماهير النادي الأهلي كل حب، كما لازالت متواصلا مع العديد من اللاعبين والإداريين والمدربين حتى يومنا هذا، وهناك أعضاء الشرف أكن لهم كل محبة وتقدير منذ حضوري للنادي الأهلي وهم يدعمون أمين دابو، وعلاقتي بهم جيدة أمثال الأمير عبدالله بن فيصل وغيره من رجال الأهلي، كذلك بالنسبة للاتحاديين مازلت متواصلا معهم وبيننا تقدير واحترام وأكبر دليل ما ذكره منصور البلوي في أحد البرامج الرياضية عن اللاعبين الحاليين للاتحاد والذين حققوا كأس الأبطال، حيث ذكر أنهم من خريجي مدرسة الاتحاد التي أشرفت عليها في فترة سابقة، وأشكر أبا ثامر الذي قال إن هؤلاء اللاعبين هم من أبناء دابو، وهذا نوع من الوفاء، وبالتالي أنا لم أبتعد بسبب عدم التقدير أو الوفاء كما ذكرت. جاهز للتلبية • متى يعود أمين دابو للأهلي؟ •• أنا متابع جيد لمباريات الأهلي وكذلك المباريات الأخرى، ومستعد للعودة متى ما طلب من أمين دابو ذلك، فالأهلي بيتي ولن أتأخر عنه وعلاقتي بالنادي الأهلي علاقة تاريخية، ولا يمكن لأحد أن يؤثر عليها أو أي نادٍ آخر يطلب أو يرغب في خدمات أمين دابو. لم أندم • هل ندمت على تركك للنادي الأهلي؟ •• لم أندم وذهابي لنادي الاتحاد كان عملا احترافيا، وتجربتي معه كانت ناجحة، لماذا الندم؟ غضب بعض الأهلاويين في البداية وعندما أدركوا الحقيقة أن دابو أصبح عاطلا بعد أن أغلقت المدرسة بالأهلي اقتنعوا. سلبية التغيرات • ما رأيك بالأهلي؟ •• فريق جيد قدم نفسه في المواسم الثلاثة الأخيرة بشكل رائع، لاسيما الموسمين الماضيين كانت هناك مجموعة من اللاعبين الجيدين خاصة الأجانب الذين ساهموا في ظهور الأهلي بصورة بطل منافس، ولو استمرت تلك الأسماء ستتمكن من إعادة أمجاد الأهلي السابقة، وتمنيت الاستمرارية لبالمينو والحوسني وكذلك المدرب جاروليم لأن الاستقرار مهم والعناصر مميزة، إلا أن استعجال النتائج وكذلك التغيرات المستمرة في الأجهزة الفنية وبعض اللاعبين الأجانب أدى إلى فقدان الفريق للانسجام الذي كان عليه في الموسمين الماضيين. التخطيط للبطولات • ماذا يحتاج الأهلي حتى يحقق بطولة الدوري؟ •• لن تأتي البطولات سوى بالتخطيط وتصفية النوايا، والأهلي في الموسمين الماضيين كان قريبا من ذلك لولا حدوث بعض الأمور التي أثرت على سير الفريق. تميز البدلاء • هل تتوقع أن يحقق الدوري هذا الموسم؟ •• نحن في بداية الموسم ومن الصعب الحكم على الفرق بشكل عام وإن كنت أعتقد أن الأهلي سيكون منافسا قويا، لكن الفريق الذي سيفوز بالدوري هو الفريق الجاهز لاسيما في قائمة البدلاء، ولو أراد الأهلي المنافسة هذا الموسم على بطولة الدوري فإنه بحاجة عمل كبير لتدعيم صفوف الفريق وتدعيم نقص بعض المراكز، فمثلا حراسة المرمى لا يوجد فيها بديل للمعيوف والمسيليم اللذان يكرران ذات الأخطاء ولا يمكن الاستغناء عنهما لعدم وجود البديل الجاهز، لذا يضطر المدرب لاستمرارهما رغم تكرار الأخطاء وعدم الاستفادة منها، أيضا لا يوجد بديل لمنصور الحربي، فربما لا قدر الله أوقف أو أصيب فسيعاني الفريق كثيرا من هذا المركز، كما افتقد الأهلي إلى بالمينو الذي كان يقوم بأدوار عديدة فنيا وأحد مكاسب الأهلي في اللاعبين الأجانب وللأسف فرطوا فيه، كذلك خط الهجوم هناك ضعف واضح وهو عدم وجود البديل، فبعد إصابة فيكتور ورحيل الحوسني لا يوجد من يعوض غيابهما حتى أن البديلين عيسى المحياني وبدر خميس تم الاستغناء عنهما، بجانب تثبيت التشكيل الإداري والفني للفريق حتى يضمن الاستقرار من ناحية وضمان تطبيق البرنامج الفني من الناحية الأخرى، لذا الأهلي من الصعب أن يحقق الدوري في ظل وجود أندية جاهزة وتمتلك بدلاء بنفس مستوى الأساسيين إلا إذا تم تعويض هذا النقص. التفريط بالجيزاوي • هل تعتقد أن الأهلي فرط في الثنائي عيسى المحياني وبدر خميس؟ •• لا أعلم الأمور الداخلية بين عيسى المحياني والإدارة ومن طلب فك الارتباط، لكن عيسى لم يظهر بالمستوى المطلوب بسبب عدم مشاركته في المباريات منذ سنوات حتى عندما كان في الهلال لا يشارك، ومن الأفضل له البحث عن فرصته للمشاركة مع أي نادٍ، فيما لم يأخذ بدر خميس فرصته كاملة واستعجلوا في إطلاق سراحه، وهناك لاعب آخر تم التفريط به وهو عبدالرحيم الجيزاوي الذي أتصور أن رحيله عن الأهلي خسارة كبيرة، فهو لاعب مهاري وصغير سن ويعطي لسنوات بمستوى ثابت، وقد شاهدناه مع النصر كيف قدم نفسه في أول مباراة وأعتقد أنه إضافة جيدة للنصر. قرار متباين • هل فرط الأهلي في عماد الحوسني؟ •• إذا كان اللاعب مصابا فأعتقد أن القرار كان صائبا، أما إذا كان من ناحية التجديد فأتفق معك أنه فرط فيه، لاسيما أن اللاعب لديه رغبة في الاستمرارية مع الفريق وتجربته مع الأهلي حققت نجاحا كبيرا، واستطاع أن يتأقلم مع المجموعة بسرعة ويشعرك بأنه ابن من أبناء الأهلي في روحه وعطائه ونسبة التهديف العالية وهي نوعية صعب أن تجدها. إمكانيات عالية • ما رأيك في التعاقد مع المهاجم العراقي يونس محمود؟ •• يونس محمود مهاجم هداف ولديه إمكانيات عالية ولو كان جاهزا فهو إضافة، كونه من اللاعبين الذين يعرفون المرمى جيدا، لكن لا أعلم عن الفترة الأخيرة أين كان، وإذا كان منقطعا هل يستطيع أن يعيد تأهيل نفسه بسرعة أم لا؟ هذا متوقف على اللاعب نفسه والجهاز الفني الذي سيعد البرنامج للاعب. الهلال والشباب • من ترشح للفوز بالدوري؟ •• كما ذكرت لك الفريق الذي يمتلك بدلاء هو الأقرب للبطولة، فعلى المستوى العالمي نجد فريق برشلونة وريال مدريد وجوفنتوس الإيطالي، ومحليا هناك الهلال والشباب هما الأقرب إلى تحقيق الدوري من ثم يأتي النصر ثالثا. إعادة تكوين • والاتحاد؟ •• الاتحاد يمر بمرحلة إعادة تكوين نفسه وعلى الاتحاديين أن يصبروا على هذا الفريق الجيد، لاسيما أنه يملك لاعبين مميزين يستطيعون عمل شيء لو استمروا باللعب مع بعض وبنفس العناصر، الأمر الآخر هو الثبات الفني والإداري وعدم التغيير، وهناك نقطة مهمة وهي يجب عدم التدخل في الشؤون الفنية للفريق. طموح الجابر • هل تتوقع أن يحقق سامي الجابر إنجازات مع الهلال؟ •• لابد أن نمنح سامي الفرصة الكاملة وعلى الهلاليين أن يصبروا عليه ولا يعنى أن الفريق حقق ثلاثة انتصارات أن المسألة أصبحت خاضعة للتقييم، في تصوري الجابر يملك طموحا عاليا في عمل شيء لكن يجب عدم الاستعجال على النتائج. جاهزية الهلال • يفهم من حديثك أن سامي قادر على قيادة الهلال للقب الدوري. •• ممكن.. فالهلال كفريق جاهز مؤهل لتحقيق الدوري بسامي الجابر وبدونه، كونه يملك عناصر داخل الملعب وفي الاحتياط بنفس المستوى، أيضا لديه إدارة تعمل على تحقيق هدف واضح ولديها احترافية في العمل وهذه عناصر مساعدة ترفع من مؤهلات الفريق الطامح في تحقيق الدوري، كذلك فريق الشباب الذي يمتلك إدارة احترافية، فالاستقرار في نادي الشباب عامل مهم في تحقيق الدوري كما حدث قبل موسمين. اعتزال المستديرة • أين ابنك محمد؟ •• محمد اعتزل الكرة، والآن موظف، ويمارس حياته اليومية بشكل طبيعي، كنت أتمنى أن يستمر في الملاعب لكن هو من اختار الابتعاد عن الكرة. ظلم الأهلي • هل فشل محمد في تكرار تجربتك؟ •• أنا أتحدث معك كمدرب وليس كوالد، محمد ظلم كثيرا في الأهلي برغم إمكانياته العالية كمهاجم هداف، كان بالإمكان أن يقدم الكثير والكثير لاسيما أنه هداف المنتخب الأولمبي هو ووليد جيزاني بالإضافة إلى طلال المشعل الذين يعتبرون مهاجمي الأهلي على مدار 10 سنوات ولم يظهر في الأهلي مهاجم مثل محمد أو وليد جيزاني أو المشعل، والدليل اعتماد الأهلي في هذه الفترة على اللاعبين الأجانب، بالتالي محمد كان بإمكانه أن يكون من المهاجمين المميزين لولا الظروف التي مر بها، والدور السلبي الذي قام به الإعلام في تحريض الجماهير على مشاركة محمد. إشكالية الإعلام • هل تقصد أن مشكلة محمد لم تكن فنية؟ •• أبدا.. محمد لاعب اتفق عليه العديد من المدربين الذين حضروا للنادي الأهلي وكذلك المدربين الذين أشرفوا على تدريبه في المنتخب، حيث كان مهاجم منتخب الشباب في كأس العالم بنيجيريا عام 1999 مع مجموعة من اللاعبين أمثال عمر الغامدي وغيرهم، ولم تكن مشكلته مع الجمهور الأهلاوي ولا مع الإدارة، وإنما كان الإعلام يحاول أن يضع كل شيء على محمد دابو أمام الجمهور، ونفس الأمر تكرر مع وليد الجيزاني، ما جعل الأهلي يفقد مهاجمين لم يقدم النادي بعدهما أي مهاجم صريح حتى الآن، واعتماده الدائم على العنصر الأجنبي. خيار الاعتزال • إذن، لماذا لم يخض تجربة أخرى خارج الأهلي؟ •• كانت هناك عروض وقد تحدث الأمير محمد العبدالله يرحمه الله كثيرا مع محمد إلا أنه فضل الاعتزال، والعروض كانت من أنديه كبيرة وبقيمة جيدة، لكنه رفض، وهو في النهاية صاحب القرار. إعلام جيد • ما رأيك في الإعلام الرياضي بشكل عام والأهلاوي بشكل خاص؟ •• الإعلام الرياضي جيد وإن أضحى إعلام أندية بدرجة كبيرة وبات كل الرياضيين يعرفون ميول كل إعلامي، إلا أن الإعلام في الفترة الأخيرة ومن خلال وسائله يقدم موضوعات رياضية جيدة، وهو بلا شك شريك في المنظومة الرياضية، وأعتقد لو تخلص من الميول سيكون أقوى إعلام رياضي مؤثر في المنطقة، أما الإعلام الأهلاوي فرأيي معروف فيه مسبقا، فهناك بعض الأقلام مميزة ولديها رؤية مهنية تستحق المتابعة. • كلمة أخيرة. •• أشكركم على إتاحة هذه الفرصة لي، وأتمنى للجميع التوفيق وإن شاء الله نكون قدمنا ما هو مفيد للقارئ.
