أمير جازان يشارك أهالي فرسان "صيد سمك الحريد"    موعد مباراة الأهلي القادمة بعد الفوز على ضمك    9 غيابات في الاتحاد أمام أبها    ب10 لاعبين.. الرياض يعود من بعيد ويتعادل مع الفتح ويخطف نقطة ثمينة    «التخصصي» العلامة الصحية الأعلى قيمة في السعودية والشرق الأوسط    أمير الرياض يزور مسرح المهندس محمد البواردي بمحافظة شقراء    رحلة نجاح مستمرة    خان يونس.. للموت رائحة    «التعليم السعودي».. الطريق إلى المستقبل    « أنت مخلوع »..!    «مسام» يفكك كميات ضخمة من المتفجرات في قارب مفخخ قرب باب المندب    صدور بيان مشترك بشأن التعاون في مجال الطاقة بين السعودية وأوزبكستان    "تمزق العضلة" ينهي موسم طارق حامد مع ضمك    وزير الخارجية يستقبل الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض    سلة الهلال تقصي النصر وتتأهل لنهائي كأس وزارة الرياضة لكرة السلة    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    وزير الطاقة يشارك في جلسة حوارية في منتدى طشقند الدولي الثالث للاستثمار    القبض على فلسطيني ومواطن في جدة لترويجهما مادة الحشيش المخدر    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ    الإصابة تهدد مشاركة لوكاس هيرنانديز مع فرنسا في (يورو 2024)    الذهب يستقر برغم توقعات ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية    النفط ينتعش وسط احتمالات تجديد الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي    محافظ بلقرن يرعى اختتام فعاليات مبادرة أجاويد2    "شرح الوصية الصغرى لابن تيمية".. دورة علمية تنفذها إسلامية جازان في المسارحة والحُرّث وجزر فرسان    مباحثات سعودية فرنسية لتوطين التقنيات الدفاعية    المملكة: الاستخدام المفرط ل"الفيتو" فاقم الكارثة بفلسطين    قتل مواطنين خانا الوطن وتبنيّا الإرهاب    هاكاثون "هندس" يطرح حلولاً للمشي اثناء النوم وجهاز مساعد يفصل الإشارات القلبية    مبادرة «يوم لهيئة حقوق الإنسان» في فرع الاعلام بالشرقية    مستشفى خميس مشيط للولادة والأطفال يُنظّم فعالية "التحصينات"    الشرطة الأمريكية تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض الاعتصامات المؤيدة لغزة    السعودية تدعو لتوحيد الجهود العربية لمواجهة التحديات البيئية التي تمر بها المنطقة والعالم    العدل تُعلن عن إقامة المؤتمر الدولي للتدريب القضائي بالرياض    انعقاد أعمال المنتدى العالمي السادس للحوار بين الثقافات والمؤتمر البرلماني المصاحب في أذربيجان    المنتخب السعودي للرياضيات يحصد 6 جوائز عالمية في أولمبياد البلقان للرياضيات 2024    مبادرة لرعاية المواهب الشابة وتعزيز صناعة السينما المحلية    الوسط الثقافي ينعي د.الصمعان    سماء غائمة بالجوف والحدود الشمالية وأمطار غزيرة على معظم المناطق    برئاسة وزير الدفاع.. "الجيومكانية" تستعرض خططها    هذا هو شكل القرش قبل 93 مليون سنة !    يجيب عن التساؤلات والملاحظات.. وزير التعليم تحت قبة «الشورى»    جميل ولكن..    أمي السبعينية في ذكرى ميلادها    الدراما السعودية.. من التجريب إلى التألق    متحدث التعليم ل«عكاظ»: علّقنا الدراسة.. «الحساب» ينفي !    حظر استخدام الحيوانات المهددة بالانقراض في التجارب    هكذا تكون التربية    ما أصبر هؤلاء    «العيسى»: بيان «كبار العلماء» يعالج سلوكيات فردية مؤسفة    سعود عبدالحميد «تخصص جديد» في شباك العميد    اَلسِّيَاسَاتُ اَلتَّعْلِيمِيَّةُ.. إِعَادَةُ اَلنَّظَرِ وَأَهَمِّيَّةُ اَلتَّطْوِيرِ    زيادة لياقة القلب.. تقلل خطر الوفاة    «المظهر.. التزامات العمل.. مستقبل الأسرة والوزن» أكثر مجالات القلق    أشاد بدعم القيادة للتكافل والسلام.. أمير نجران يلتقي وفد الهلال الأحمر و"عطايا الخير"    اطلع على المهام الأمنية والإنسانية.. نائب أمير مكة المكرمة يزور مركز العمليات الموحد    إنستغرام تشعل المنافسة ب «الورقة الصغيرة»    أغلفة الكتب الخضراء الأثرية.. قاتلة    نائب أمير مكة يقف على غرفة المتابعة الأمنية لمحافظات المنطقة والمشاعر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



4 آلاف قدم وساق تقطع سنوياً بسبب إصابة الشرايين الطرفية لمرضى السكري

مرض السكري وما ينتج عنه من مضاعفات أصبح «وباء» يهدد حياة الملايين في المملكة ويكلف الدولة وأجهزتها الصحية مليارات الريالات سنوياً إلى جانب تأثيراته السلبية على الإنتاج الوطني الصحة العامة .. والإحصاءات المتاحة عن انتشاره وآثاره تقرع أجراس الخطر لأنها مخيفة ومفزعة حيث تشير إلى فقدان أكثر من أربعة آلاف شخص أطرافهم سنوياً.
وعكاظ في إطار مسؤوليتها المهنية التي توجب مساندة الجهود المبذولة لمواجهة هذا المرض لنشر الوعي بمخاطره تنظم هذه الندوة لتسليط الضوء على أهمية الكشف المبكر حتى يمكن تدارك ومعالجة مضاعفات هذا المرض .. ولتحقيق هذا الغرض استضافت مجموعة من الأطباء المختصين في أمراض الغدد الصماء والأشعة الداخلية وجراحة الأوعية الدموية.
نرى أن المدخل الطبيعي لموضوع هذه الندوة هو التعريف المبسط لمرض السكري وآخر المعلومات والإحصاءات الموثقة عن انتشاره في المملكة ونظرة سريعة على مضاعفاته؟
الدكتور محمد رواس:
- في البداية ارحب بكل الزملاء وأشكر «عكاظ» ممثلة في الأستاذ محمد الفال على رعاية هذه الندوة التي لا نهدف من ورائها الوهج الإعلامي أو عمل نوع من الدعاية أو تحقيق أي مكاسب مادية، فلدينا رسالة سامية تجمعنا وتشكل الهم المشترك لنا وتتمثل في علاج مرض مزمن وهو السكري، وقد قرأت الكثير من الاحصائيات عن نسبة مرضى السكر في المملكة والتي وصلت طبقاً لإحدى الاحصائيات إلى 35 % من إجمالي السكان فنحن بصدد مرض أعتقد أنه يمثل هما كبيرا لأي إنسان له علاقة بالصحة في المملكة.
قطع 4 آلاف قدم وساق
ومن الإحصائيات الهامة أننا هنا في المملكة لدينا 4 آلاف قدم وساق تقطع سنوياً بسبب إصابة الشرايين الطرفية لمرضى السكري، كما أن هذا المرض يشكل عبئا كبيراً على الجهات المعنية بالإنفاق الصحي حيث وصل الإنفاق لدينا على هذا المرض إلى 10 مليارات ريال سنوياً، ولهذا تصبح أي مساهمة طبية من مختلف التخصصات تشكل دفعة قوية وعطاء جيد لمواجهة هذا المرض ونسأل الله تعالى أن يعيننا على ذلك، وبصفتي أحد العاملين في الأشعة الداخلية فأشاهد الكوارث التي تنشأ عن مرض السكري حيث يؤدي إلى إصابة الشرايين الطرفية والتي غالباً ما تشخص متأخراً وقد يكون ذلك بسبب قلة وعي المريض بهذا المرض ومخاطره أو عدم وجود قنوات محددة يسلكها المريض للوصول إلى العلاج والكثير من العوامل الأخرى، وكوني أخصائي للأشعة الداخلية وأزاول هذه المهنة منذ أكثر من 35 سنة أستطيع أن أقول أن دوري يتركز في عملية إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالمريض يأتي إلينا مصابا بقرحة كبيرة جداً في القدم وعلى أن أحسن التروية الدموية في القدم لكي تلتئم هذه القرحة وإلا فقد قدمه ، وهذا شيء نصادفه كثيراً .
الدكتور خالد زكي الشعري:
- مرض السكري مرض منتشر جداً في بلادنا وآخر إحصائية للمنظمة الفدرالية العالمية للسكر (IDF) لعام 2012 تقول إن نسبة السكر لدينا في المملكة تعادل 23.4 % من إجمالي عدد السكان وبذلك نكون سابع أكثر الدول انتشاراً للسكر وتسبقنا الكويت وخمس جزر في المحيط الهادي وهذه الأرقام تشير إلى مشكلة كبيرة، فمرض السكري له مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معه بصورة سليمة وعلاجه بشكل جيد ومن أخطر مضاعفاته إصابة الأوعية الدموية الطرفية، وآخر التعليمات الصادرة من منظمة السكر الأمريكية (ADA) تنصح بأنه يجب على كل مريض سكر يتجاوز عمره الخمسين عاماً إجراء فحص «مؤشر الكاحل العضدي» وهو إجراء يأخذ 15 دقيقة فقط وإذا كانت النتيجة أقل من 0.9 فمعنى ذلك أن هذا المريض يجب أن يحول إلى جراح أوعية دموية أو أشعة داخلية لإجراء بقية الفحوصات اللازمة وبالنسبة للمرضى الأقل من سن الخمسين يجب أن يقوموا بهذا الاختبار إذا كان لديهم عامل خطورة آخر مثل التدخين أو الضغط أو تاريخ أسري يشير إلى وجود مرض القلب في العائلة أو ارتفاع نسبة الكوليسترول، فدورنا في مجال السكري هو منع حدوث هذه المضاعفات عن طريق ضبط ضغط المريض فمريض السكر يجب أن يكون ضغطه أقل من 140/80، والشيء الثاني هو نسبة الكوليسترول في الدم والتي يجب أن تكون أقل من 100 مجم، كما يجب الامتناع عن التدخين واستخدام الاسبرين وممارسة الرياضة.
الدكتورة فايزة قاري :
40 % من السكان إما مصاب أو معرض
نسبة السكر في المملكة تعتبر نسبة كبيرة جداً حيث تصل إلى 23.4 % من إجمال السكان، والمعرضين للإصابة بالمرض حوالى 17 % أي أننا نتحدث عن 40 % من الشعب السعودي إما مصاب بالسكر أو معرض للإصابة به، واليوم نركز على كيفية حماية أطراف المريض ففقدان الشخص لأحد أطرافه ليس بالشيء البسيط، بالإضافة إلى دورنا كأطباء غدد صماء في تنظيم السكر والضغط والكوليسترول ونحن دائماً نقول أن الوقاية خير من العلاج، وذلك من خلال متابعة حالة المريض ومعرفة مدى تأثر اطرافه من عدمه قبل تطور الحالة أو حدوث الغرغرينة ونضطر إلى بتر قدمه.
الدكتور عبدالقادر القيناوي:
- أستطيع أن أقول أن الدافع لنا جميعاً لحضور مثل هذه الندوات هو الألم والحزن الذي نراه حول مريض السكر ، ففقدان الإنسان لجزء من جسده وتحوله إلى شخص عاجز أو معاق غير قادر على المشي أو ممارسة حياته الطبيعية لا يقتصر تأثيره على الشخص ذاته فقط وإنما تمتد هذه الآثار إلى المجتمع المحيط به من أهله وأبنائه وبناته ، وهذا يعتبر دافعاً قوياً يجعلنا نستمر في التحرك لتحقيق الهدف المشترك الذي اجتمعنا من أجله اليوم.
استراتيجية وطنية لسن القوانين
فإنفاق المملكة العربية السعودية على صحة المواطن هو إنفاق فلكي وهو حقيقي سواء من الناحية المالية أو من ناحية توفير الكوادر البشرية فإذا أتيت إلى أي مركز من المراكز الطبية ستجد الأطباء والطبيبات وطاقم التمريض متواجدين بكل طاقاتهم، ومن الناحية المادية تجد المواد والأدوية والأجهزة كلها متوفرة بأعلى جودة، لكن المشكلة الحقيقة تكمن في عملية التنسيق وتوصيل الخدمة الصحيح للمحتاج الصحيح في الوقت المناسب ، فما ينقصنا هو وجود استراتيجية وطنية تسن قوانين تدعم هذا العمل وتجرم عدم القيام به ، فغالبية مرضى السكر يلجأون إلى الطبيب العام أو طبيب العائلة أو الطبيب الخاص في البداية ولا يأتون إلينا إلا بعد أن تتفاقم الأمور وتحدث المضاعفات الخطيرة، فيأتي إلينا المريض وهو مصاب بكل مشاكل السكر فتجده مصاب بالقدم السكرية ومشاكل العيون والقلب والشرايين، ونخص بالذكر الآن مشاكل القدم السكرية، فأين الاستراتيجية في النظام الصحي الوطني التي تجبر الطبيب والمسؤول على القيام بمتابعة المريض وتجرم عدم القيام بذلك بحيث يعتبر أي قصور في متابعة المريض إهمال في معالجة المريض فنحن نحتاج إلى سن قوانين تنظم هذا الموضوع ، نحتاج إلى وجود استراتيجية وطنية تضع خارطة طريق لمرضى السكر تضع المريض على بداية المسار الصحيح لمتابعة حالته لينطلق من خلالها إلى العلاج الصحيح، ومن الأمثلة على ذلك الاستراتيجية الموضوعة لمعالجة مرض سرطان الثدي في كل من كندا وبريطانيا ، أما عندنا فالأمر متروك لمدى ثقافة المرأة وتعليمها.. فالاستراتيجية تعني أن يدخل المريض إلى المستشفى فيفحصه جراح واستشاري أورام وتعمل له في نفس اليوم أشعة مقطعية وكافة الأشعة والفحوصات الطبية المطلوبة بحيث يتم وضع المريض على المسار الصحيح ليصل إلى العلاج وما نحتاجه نحن في المملكة هو إيجاد هذه الاستراتيجية الطبية، فإذا غابت هذه الاستراتيجية عن مرض يعاني منه قرابة 30 % من السكان ويهدد حوالى 40 % فماذا بقي لنا؟ خصوصاً أن مشاكل السكر لا تبدأ ومعدل السكر عندك 120، ولكنها تبدأ عندما تكون نسبة السكر في جسم الإنسان بين ال 100 وال 120 فالمشرع يجب أن يمتلك القوة خصوصاً في النظام الصحي أن يجبر الطبيب على القيام بهذا الشيء ، لكن لو تركنا الأمر على ما هو عليه واستمرينا في انفاق 10 مليارات ريال سنوياً على هذا الموضوع فهذا أشبه بفتح ماسورة مياه في الصحراء دون حرث أو زراعة فذلك يعتبر هدرا لا مبرر له.
الدكتور عبدالصمد عرجه:
بداية نتوج بالشكر صحيفة «عكاظ» على تبني هذا الموضوع الهام الذي يمس جانبا هاما وخطيرا من حياة المواطن السعودي، فنسبة إصابة الأوعية الدموية في مرضى السكر تصل إلى 60 % في الأوعية الصغيرة أما بالنسبة للأوعية الكبيرة فتصاب بنسبة 30 % من مرضى السكر وهي تعتبر نسبة كبيرة.
الوقت الذهبي
ونحن نعمل على إنقاذ المريض قبل حدوث تسمم الدم أو حدوث الغرغرينة التي لا يمكن علاجها، فدور جراح الأوعية الدموية هو تكثير الدم في الطرف السفلي خاصة القدم فلو كان التضيق محدودا يتم عمل توسعة للشرايين أما لو كان التضيق طويلا أو منتشراً فهنا تأتي دور جراحة الأوعية الدموية حيث يتم توصيل الدم من المكان السليم إلى المكان المسدود وهذا يتطلب وجود مراكز سكر تضم كافة التخصصات تفحص المريض من الألف إلى الياء بحيث يتخذ القرار في وقت واحد لأن وجود فواصل زمنية طويلة بين فحص المريض في تخصص وآخر يأخذ فترة طويلة وبعد هذه الفترة يصل إلينا المريض منتهياً، وهناك ما يسمى بالوقت الذهبي وهو الوقت الذي يجب أن نتدخل فيه جراحياً وبأقصى سرعة وخلاله يمكن إنقاذ طرف المريض، وبعد انتهاء هذا الوقت وحتى لو كانت العملية ناجحة مائة بالمائة فلن يتم إنقاذ طرف المريض.
بعد هذا العرض لانتشار مرض السكري والمخاطر الناجمة عنه والآثار التي يتركها على الأفراد والمجتمع وحاجتنا إلى حزمة من الإجراءات الطبية والقوانين المنظمة لمواجهة هذا المرض يحسن أن نتساءل ما هي أهم التوصيات التي ترون أنها تساهم في تقليل نسبة الإصابة بمرض السكري، وتساعد في الحد من المضاعفات والمخاطر الناتجة عن هذا المرض والتي تهدد حياة المواطن؟
الدكتور محمد رواس:
- من حديث الزملاء تتراكم لدي بعض النقاط أحب أن ألمسها بسرعة ثم ننتقل إلى تقديم الرؤية النهائية ومن خلال التخصصات الثلاثة الموجود في هذه الندوة نستطيع أن نصل إلى حلول محددة ، وأنا اعتدت أن أخصص جزءا من وقتي لهذه القضية فأحاول تجميع الجهود حول هذا البرنامج وخاصة من وزارة الصحة باعتبارها المقدم الأول للخدمة الصحية في المملكة ونحن نعمل على هذا الموضوع منذ عام 2005م أي منذ ما يقارب التسع سنوات والموضوع يحتاج إلى الصبر والمثابرة حتى يصل الإنسان إلى الهدف المنشود ، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف قمنا بإنشاء مركز التشخيص المبكر لقصور الأوعية الدموية الطرفية وخدمة المجتمع وأنا أنظر إلى هذا المركز على أنه نموذج آمل أن يحتذى به ولكن هدفي هو إنشاء شبكة متعاونة من المراكز لخدمة المرضى وأعوِّل بشكل أساسي على وزارة الصحة فهذه المراكز ليست ذات تكلفة مادية كبيرة ويمكن تطبيقها بسهولة وتخدم عددا كبيرا من المرضى بشكل يتناسب مع حجم المشكلة في المملكة ، فإنشاء هذه المراكز جزء مفصلي للوصول إلى النتيجة المنشودة بحيث يشعر المريض والوسط الطبي بفرق بين الذهاب لعمل الفحوصات اللازمة مبكراً وعمل التشخيص اللازم للوصول إلى العلاج بتوسيع شريان أو عمل دعامة هي عملية بسيطة من الناحية العملية وتكلفتها المادية معقولة، وبين أن يفقد المريض جزءا من جسده، ولذلك فتبني وزارة الصحة لهذا الفكرة مهم للغاية وتطبيقها في كافة المستشفيات والمراكز الصحية. أما بالنسبة للتوصيات التي نخرج بها من هذه الندوة فيجب العمل على زيادة وعي المواطن فبمجرد الإحساس بآلام في الأطراف عند المشي أو التحرك يجب التوجه إلى متخصص الغدد الصماء لعمل الفحص الاستباقي لأن هذه المرحلة هي المرحلة التي يحدث فيها العطب والتعريف بمراكز التشخيص المبكر لقصور الأوعية الدموية الطرفية وخدمة المجتمع.
هل ترون أن يتزامن العمل في برامج التوعية مع الاستعدادات اللازمة لاستيعاب أعداد المراجعين المحتاجين إلى هذه الخدمات؟
?الدكتور عبدالقادر القيناوي:
- قمنا بحملة توعية ضخمة تعتبر برنامجاً كاملاً وتلقينا دعما قويا جداً لبناء مراكز للفحص المبكر وهو متواجد في معظم المستشفيات مثل المستشفى الجامعي والحرس الوطني وغيرها من المستشفيات والمراكز ، ولكن كم نستطيع أن نستقبل من هذه الحالات التي نراها (جزءا بسيطا جداً)، إذن هناك خلل عملي في توجيه المريض الصحيح إلى الخدمة الصحيحة ، فيجب إدخال المريض تحت إشراف فريق متعدد الاختصاصات (اختصاص الغدد الصماء ، اختصاص من الجراحة ) يراجعون الحالات ويناقشونه ويجب العمل على إيجاد آليه لتوصيل المريض المحتاج للخدمة إلى الخدمة الصحيحة في الوقت المناسب.
الدكتورة فايزة قاري :
- الهدف من هذه الندوة حماية أطراف المرضى وهناك طريقتان لذلك أولهما نشر الوعي بين المرضى والأطباء فالكثير منهم لا يعرفون بوجود هذه الخدمة فيجب توعية المواطنين بأن أي مريض سكر تجاوز عمره الخمسين عاماً يجب أن يتوجه إلى هذه المراكز المتخصصة لعمل الفحوصات المبكرة اللازمة. عمل شبكة متكاملة من هذه المراكز المتخصصة لاستيعاب أعداد المراجعين ، ودعم وزارة الصحة للمراكز التعددية لحماية الأطراف.
من الناحية العملية ما هي الآليات التي يمكن أن تحسن هذه الخدمة؟
الدكتور عبدالقادر القيناوي:
- التنسيق بين المؤسسات الصحية المختلفة في علاج هذا المرض واعتباره من الأمراض الداخلة في توجيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بأنه لا يوجد مريض سرطان يمنع من دخول مستشفيات الحرس الوطني حتى لو لم يكن من منسوبيه، أي أننا نحتاج إلى قرار سياسي أو إداري.
نعرف أن مؤسسة مستشفى الملك فيصل التخصصي لديها قائمة بسبعة أمراض لا يمنع أي مواطن مصاب بها من فتح ملف بالمستشفى. فما مدى صحة ذلك؟
الدكتور عبدالقادر القيناوي:
- هذا الكلام صحيح من الناحية النظرية لكنه لا يطبق على أرض الواقع ، فصحيح أن هناك أنظمة صريحة ولكن عند التطبيق العملي تعطل كالقرار الصادر بقائمة السبع أمراض في مستشفى الملك فيصل التخصصي وغير المطبق على أرض الواقع فأين الخلل؟
الدكتور خالد الشعري:
- يجب توعية الناس بأمراض إصابة الأوعية الدموية الطرفية فهناك نسبة كبيرة من المواطنين ليس لديهم خلفية عنها وهذه النسبة تصل إلى 66 % طبقاً لدراسة الدكتور محمد عمران في الرياض وهذا المرض يسبب العرج المتقطع وهو ألم في عضلة الساق يحدث مع المشي وينتهي بالتوقف عن المشي والرياضة والمشكلة أن هذا العرج المتقطع لا يوجد إلا في 15 40 % من المصابين بمرض إصابة الأوعية الدموية، زيادة وعي الأطباء فيجب على الطبيب فحص قدم المريض ونبضه والتأكد من تروية القدمين وسؤال المريض عن العرج المتقطع فيجب على أي مريض سكر تجاوز سنه الخمسين سنة عمل مؤشر «الكاحل العضدي»، مرض الأوعية الدموية الطرفية لا يصيب مرضى السكر فقط وإنما قد يصيب غيرهم فهو يصيب ما نسبته 45 % من مرضى السكر ، وحوالى 14 % من غيرهم وهي نسبة تعتبر كبيرة.
الرسالة
إذا كنت تبلغ من العمر 50 عاما أو أكثر وتعاني من مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الدهون في الدم أو السمنة أو كنت من المدخنين، فتفضل بزيارة مراكز الفحص الاستباقي للتروية الدموية في الأطراف السفلية للتشخيص المبكر لأي قصور ومن ثم العلاج المبكر.
توصيات الندوة
مسؤولية وسائل الإعلام الوطنية في زيادة الوعي فيما يتعلق بعوامل الخطورة ككل وتحديداً فيما يتعلق بأمراض الشرايين الطرفية مثل (التدخين ، ارتفاع نسبة الدهون في الدم، قلة الحركة ، السمنة، ارتفاع ضغط الدم)
وجود مراكز التشخيص المبكر لقصور الأوعية الدموية الطرفية وخدمة المجتمع ، وتقديم الدعم الوطني لها.
توجيه المريض للحصول على الخدمة وتسهيل حصوله عليها في الوقت المناسب لأنها غير موجودة.
تبني وزارة الصحة الخدمة في هذا المجال وهي خدمة ثلاثية المنافع حيث تعود فوائدها على (المريض والطبيب وكذلك وزارة الصحة) وسوف يؤدي ذلك إلى وفر كبير في ميزانية وزارة الصحة فالمريض الذي سيعالج بهذا النظام لن يفقد طرفه ولن يحتاج لأجهزة صناعية ولن يحتاج إلى وسائل مساعدة له ولن يشكل عبئا على المجتمع.
إبراز إعلامي للمراكز المقدمة للخدمة
إيجاد الدعم اللازم لمراكز التشخيص المبكر كالمركز الذي أنشأناه لأن هذا ما نحتاجه فالعلاقة طردية بين الدعم وجودة الخدمة المقدمة كماً وكيفاً.
توفير الدعم المادي والمعنوي لمراكز الفحص المبكر وزيادة الوعي.
زيادة وعي المواطن والطبيب.
دعم البحث العلمي في مشاكل هذه الأمراض.
التعاون بين الأطباء أنفسهم لأنها تسهل وصول المريض إلى الطبيب المناسب في الوقت المناسب والتثقيف العام للمجتمع.
دعم وزارة الصحة لمراكز الفحص المبكر .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.