ليس التصحر والجفاف وحدهما يقبضان على تلابيب البيئة والقطاع الشجري في صحاري حائل وإنما هناك خنفساء تلتهم أشجار الطلح والسمر في البراري وتحيلها إلى أعواد جافة. ويطلق على هذه الحشرة سوسة الأخشاب البراقة أو ما يعرف بالخنفساء الجوهرة وهي حشرة كبيرة من مغمدات الأجنحة واسمها وجاءت إلى المنطقة عبر استيرادها من الخارج مع نباتات الزينة والأشجار الحقلية لتعيث فسادا في ثروة وطنية هامة هي أشجار الطلح والسلم والسمر والعرعر وخلافها من الأشجار والشجيرات وهذه المنظومة من الأشجار تعد الغطاء النباتي الأكثر أهمية وندرة في بلادنا. السوسة تم اكتشافها في منطقة حائل قبل عقد من الزمن أو يزيد وكانت حينها في محيط المدينة بحدود 50 كيلومترا ولم تتعامل وزارة الزراعة معها بالجدية الكافية وأن كانت أشركت بعض الجهات البحثية في الجامعات ومراكز البحث المتخصصة في البحوث والدراسات إلا أن تلك الدراسات والبحوث أحيطت بالسرية التامة ولم تنعكس على إجراءات المكافحة الميدانية فلم تواكب التطلعات ولم تحاول وقف تمدد هذه الحشرة الفتاكة التي وصلت لأرجاء المنطقة كاملة ومن المحتمل والمتوقع وصولها للمناطق المجاورة كمنطقة المدينةالمنورة وتبوك والقصيم وعرعر وانتشارها تبعا لذلك في مناطق الوطن كافة على المدى المتوسط. السوسة وصلت للمنطقة عن طريق الشتلات والأشجار الزراعية القادمة من الأردن وأراضي السلطة الفلسطينية وتشكل خطرا داهما يطاول «ندرة» الشجر وقلته ويهدد بتدمير البيئات القليلة في مختلف أرجاء الوطن .. وهي حشرة يصل طولها لما يقارب 10 سم ولها مواقع على الأنترنت يتم فيه تداولها بالبيع والشراء على اعتبار ألوانها الطيفية الزاهية.دراسة الحشرة وفي موازاة ذلك أوضح مدير عام مديرية الزراعة بحائل المهندس سلمان الصوينع أكد أن حفارة الطلح حشرة كبيرة الحجم نوعا ما وقد يصل طولها لما يقارب 10 سم وهي من الحشرات البراقة وتطير لمسافات كبيرة والطور الضار منها هو «اليرقات» التي يصل طولها 14سم حيث تحفر الأنسجة الداخلية لسيقان وأفرع الطلح وتترك فتحات في نهاية السيقان والأفرع عند خروجها بعد حالة «التعذر» وتكون حشرة كاملة لتكتمل دورة حياتها وتنتشر في المنطقة ووجدت في أغلب مساحات دائرة المسح التي شملت 50 كم في محيط المدينة وقد تم في حينها إبلاغ وإشعار الوزارة بذلك وحضر فرق علمية لهذا الخصوص من الوزارة والجامعة ومركز الأبحاث في المديرية وتم إعداد تقارير بعد دراسة حالتها وسلوكها وننتظر أي توجيهات حول الخطط لإيقافها والقضاء عليها .. وأضاف الصوينع أن الحشرة خطرة جدا لاستحالة مقاومتها كيماويا داخل سيقان الأشجار المصابة وتنشط بالأجواء الربيعية.