نفى رئيس رابطة دوري المحترفين محمد النويصر نيته الترشح لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم في الفترة المقبلة، مبررا ذلك بوجود بعض الأولويات لديه والمشاريع التطويرية المتعلقة برابطتي دوري زين ودوري ركاء، مثنيا على الجهود التي بذلها الرئيس المؤقت أحمد عيد، واصفا إياه بالأجدر بتولي هذه المسؤولية في الوقت الحالي، وكشف في حواره مع «عكاظ» عن خطوات مهمة ينتظر تنفيذها مستقبلا ستضع حدا لتأخر صرف مستحقات الأندية من بعض حقوق الرعاية والنقل التلفزيوني، يتم العمل على دراستها مع عدة جهات. وتطرق للدور الذي بذل من قبل الرابطة بمشاركة ممثلي الأندية في تجاوز الكثير من العقبات، ومبرئا إياها من قضية التأجيلات التي حدثت. ورد النويصر على جميع الانتقادات التي طالته، متناولا جملة من المواضيع المهمة المتعلقة بالمنتخب السعودي الأول والرعاة ودوري الأولى والخطط المستقبلية في دوري زين، ومواضيع أخرى تطالعون محصلة إجاباته عليها في السطور التالية: • تشكو الأندية من المماطلة في صرف حقوقها من عدة عقود، في مقابل صمت غريب من الرابطة، ألا تعتقدون أن ذلك قد يشكل فجوة بينكم وبينهم في المستقبل؟ • تحرص الرابطة كل الحرص على تحقيق الاستقرار المالي والإداري للأندية، وأن تحصل على حقوقها في الوقت المناسب، ندرك أنها تعاني كثيرا لكن يجب أن نتعاطى بإنصاف ومصداقية مع كل الأمور، إذ حققت مكتسبات في وقت سابق معها، وهي اليوم شريك فاعل مع التحول إلى رابطة دوري المحترفين في تشكيلها الجديد، وأصبحت تقود العمل فيها وتراقبه عن كثب، وتعلم الأندية أننا بدأنا وضع آليات صرف لبعض المبالغ شهريا، والعمل على استيفاء بعض الحقوق التي تأتينا من الرعايات أو حقوق المنتجات فضلا عن أشياء أخرى لا نملك تحديد مواعيد ثابتة لها، وهي التي تأتينا من وزارة الإعلام المرتبطة بوزارة المالية في هذه الحقوق، ونحاول أن نحل الموضوع في الفترة المقبلة بقدر ما نستطيع. • وهل تتوقعون أن يكون ذلك قريبا على أرض الواقع ولا تطاله البيروقراطية؟ • نتمنى ذلك، لدينا العديد من الحلول حول هذا الموضوع، ولكن ما زال الأمر تحت النقاش، وفي كل الأحوال حريصون كل الحرص على أن نجد حلا لتحديد موعد هذه المداخيل كلها سواء من الرعايات أو المنتجات أو النقل التلفزيوني وأي دخل جديد سيأتي للرابطة، ونعمل على أن نجدوله عن طريق أحد البنوك ونبدأ بصرفه عبر دفعات شهرية، وهذا ما يتم نقاشه في الرابطة حاليا، حتى يكون هناك وضوح للأندية، وهذه المواضيع تحتاج إلى نقاشات مع البنوك على ألا يكون هناك فوائد مالية، ولكن يكون مقابلها أشياء إعلامية، لكننا حريصون كل الحرص على أن يكون هذا الدخل ثابتا. • إلى ماذا ترجع سبب قلة الشركات الراعية واقتصارها على عدد قليل من الأندية؟ • الشركات الراعية لها مجالس إداراتها ولها مساهموها، ويرون فرصهم الاستثمارية في هذه الأندية، نحن نتمنى أن يزيد عدد الرعاة أكثر، ولكن لا نستطيع أن نفرض على أي شركة من الشركات في أي مكان أن تأخذ رعاية معينة؛ لأنها تبني رعايتها بناء على معطيات استثمارية وتجارية بالدرجة الأولى وتتأكد أن لها مردودا إعلانيا وماليا، وغيرها من المعايير التي تحرص الشركات عليها؛ لأن هذه الشركات تطالب مساهميها بتحقق عوائد أكثر، هي ليست جمعيات خيرية توزع الأموال على الأندية أو على أي طرف آخر دون فائدة. هناك شركات ترى أن من مسؤوليتها الاجتماعية ما يسمى ببرنامج «CSR»، وهو برنامج موجود في أكثر دول العالم، فترى بعض الشركات تأخذ ناديا في منطقتها وتساعده على الظهور، معتبرة أن هذا من مسؤولياتها الاجتماعية، هذا الباب إلى الآن للأسف في السعودية قليل العمل، ونادرا ما نجد شركات تأخذ هذه المبادرة وتستخدمها كمسؤولية اجتماعية وتخدم الأندية في مدينتها أو منطقتها حتى تستطع أن تخدم هذا البلد من خلال الأندية. دوري المحترفين • الدوري لم يواكب الطموحات برأي البعض، وحمل مسؤولية تراجع تصنيف المنتخب إلى 113 عالميا.. ما رأيكم؟ • بما أنك تحدثت بالأرقام سأتحدث معك بنفس اللغة، الأخضر ترتيبه خارج ال100، لكن دوري زين هو السادس عشر عالميا، إذا أردنا أن نأخذها حسابيا ستكون كذلك، لكن هذه اللغة لا تهمني بدرجة كبيرة، دوري زين أفضل على مستوى العالم في 6 الأشهر الأولى على حسب الإحصائيات العالمية، وهو دليل قوة الدوري السعودي التي يعززها بحث الشركات العالمية الراعية له، فشركة «زين» من الشركات المعروفة على مستوى الشرق الأوسط، وكذلك «ماستركارد» والتي ترعى الاتحاد الأوروبي، و«تويوتا» التي ترعى الاتحاد الدولي، وشركة «طيران الإمارات» الموجودة رعايتها في كأس العالم وفي كثير من الدوريات الأوربية، ووجودها دليل على قوة الدوري، وهذا الكلام بالمنطق، ويعكس أن هناك فائدة دفعتها لرعاية الدوري السعودي. الأمر الآخر، وصول الأندية في البطولات الآسيوية إلى مراحل متقدمة، الجميع شاهد أن ثلاثة أندية سعودية وصلت للدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا، وذلك يعكس تطور المستوى الفني، وزيادة الرغبة بشراء حقوق النقل التلفزيوني للعديد من القنوات العربية والخليجية، واهتمام التلفزيون السعودي دليل آخر على أن هناك متابعة واسعة له، كما أن الحسم في آخر مباراة في الموسم الماضي للبطل والوصيف والثالث، وكذلك تعدد المتصدرين هذا الموسم دليل على القوة. تصدر الفتح لفترة بوجود أكثر من فريق ينافسه، وهذا مؤشر على قوة الدوري، وضعف الدوري يقاس إذا كانت البطولة محصورة على فرق معينة، ففي الدوري الإسباني مثلا نجد ريال مدريد أو برشلونة، ونتابع الدوري المصري ونجد دائما الزمالك أو الأهلي، أنا هنا لا أقارن دورينا بالدوري الإسباني، ولكن مبدأ المنافسة القوية وزيادة عدد الأندية المتنافسة دليل على الإثارة، أنا أتكلم بلغة الأرقام والمنطق، وفي نقاط الأندية حقيقة لذلك، هناك من يصف الدوري السعودي بأنه ضعيف، إذا كان كذلك وهذه حدة المنافسة فما هي المعايير؟، برأيي المقاييس الدولية على قوة المنافسة هي أين وصلت على مستوى الأندية قاريا وكم عدد المنافسين على اللقب. • شركة «زين» لم تحقق رغبة الأندية في تسليم الدفعات بمواعيدها ولم يتم التفاعل مع الأمر، البعض رآها مجاملة لهذه الشركة على حساب الشركات الأخرى. • «زين» لم تتأخر في تسليم أي من دفعاتها، لا يوجد تقصير منها ولا وجود لمشاكل نهائيا، بالعكس هي شركة متعاونة معنا مثل جميع الشركات ولم نجد منهم أي تأخير. • ميزانية دوري المحترفين لم تعلن وظلت سرا بين المشرفين عليه. • الميزانية يعرفها أعضاء مجلس إدارة رابطة دوري المحترفين الذين يمثلون 14 ناديا، وبينهم ممثل الاتحاد، وهؤلاء هم من يعرفون ميزانية الرابطة وإيراداتها ومصروفاتها، نحن لسنا شركة مساهمة، وليس المطلوب منا أن نعرض ميزانيتنا للجميع، هناك مجلس إدارة وأعضاء لهم الحق أن يعرفوا ما لهم وما عليهم وإيراداتهم ومصروفاتهم، ويعرفون ما يخصهم، ومن الخطأ طرح كل ماعندنا، إلا في مرحلة متقدمة وأصبحت شركة مساهمة، حينها سأطرح ذلك، وسأتبع النظام الذي يمليه علي سوق المال السعودي، أو إذا قرر مجلس الإدارة أن يعلن إيراداته ومصروفات الرابطة، هذا قرار مجلس الإدارة وليس قرار الرئيس فقط. • ما حقيقة عرض «طيران الإمارات» لرعاية الدوري السعودي؟ • هذا غير صحيح، هناك لجنة للاستثمار والتسويق يرأسها المهندس خالد عبد الغفار وعضوية عبدالعزيز الدوسري والأستاذ خالد المطوع، هؤلاء يدرسون مع بدر الشمري من الرابطة، ومفوضين رسميا من مجلس إدارة الرابطة في دراسة جميع العقود التي تحتاج إلى تجديد، وأيضا عمل عروض وكراسة شروط لجميع الحقوق القادمة، سواء كانت الحقوق التجارية للمنتجات، أو النقل التلفزيوني، أو حقوق رعاية الدوري، كل هذه الأمور مسؤولة عنها اللجنة، فهي تدرس وترفع إلى مجلس الإدارة، ومجلس الإدارة يصوت ويتخذ مايراه مناسبا، أؤكد أنه لم يوقع أي عقد من خلال لجنة التسويق والاستثمار دون موافقة مجلس إدارة الرابطة ودون الرفع لها. • ملاعب الأندية لا تواكب دوري المحترفين، فمثلا فريق نجران والفيصلي تم ترشيحهم لبطولة الخليج وليس لديهم ملاعب مناسبة. • هناك خطة موضوعة لتطوير بيئة ملاعب الرئاسة العامة لرعاية الشباب وكل الملاعب في دوري «زين»، ودورنا وضع المعايير والمتطلبات التي ترفع من مستوى ذلك، والجميع تابع مقابلة الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، وذكر للجميع أن هناك تطويرا في المنشآت الرياضية، ولكن أنا أتحدث عن دوري «زين»، هناك نقلة كبيرة تحدث الآن ولكن بالتدريج حسب الخطة، بعض الملاعب من الصعب أن توقف العمل فيها لعمل تغييرات كاملة؛ وذلك لوجود مباريات مجدولة تقام فيها، وأحيانا يكون البناء أفضل من التعديل، ولكن تضطر لعدم وجود ميزانيات كاملة، وقد يكون الأمر من وزارة المالية أو أنه لا توجد أراض مناسبة، فتضطر للتعديل، وتجري أعمال كبيرة حاليا في غالبية ملاعب دوري «زين»، بينها ملعب نجران، والذي يتم العمل فيه لإضافة مدرجات، وكذلك ملعب المجمعة، وملاعب الأمير فيصل بن فهد، والقصيم والدمام، يتابعها فريق عمل من الشؤون الفنية، حتى نصل إلى مستوى طموحنا، لكن ذلك يحتاج إلى ميزانية كبيرة ليشمل مختلف المدن والمناطق والقرى والهجر في المملكة. مسؤولية التسويق • تنتقدون بأنكم لم تسوقو الدوري الدرجة الأولى بالشكل المناسب، بم ترد؟ • بالعكس الدوري كان صفر القيمة، والآن أصبح يوازي 18 مليونا، وكان يطلق على الأندية سابقا «دوري المظاليم» وهي الآن في الضوء عبر «دوري ركاء»، وأصبح للمسابقة رابطة و كيان تجاري يرعاه وتنظيم خاص، هناك تنظيم إعلامي تدريجي سيشمل بعد فترة دخول اللاعبين غير السعوديين، وتعيين مدير تنفيذي لدوري ركاء، وموظفين مختصين لمتابعته وزيادة استثماراته، ولأول مرة في تاريخ الدوري تم صرف مبلغ مليون وخمسمائة ألف ريال دفعة واحدة لكل ناد الأسبوع الماضي، مما ساهم في حل جزء كبير من مشاكلهم، كما ستصلهم نحو 300 ألف ريال أخرى لكل ناد، هي حصتهم من قيمة الرعاية. أندية الدرجة الأولى راضية بعد الاجتماع مع مجلس الإدارة ومناقشة الرعاية وحقوق بيع «فانيلات» الفرق، ونحن نعمل على ماتعلمناه في دوري «زين» كي ينعكس على دوري «ركاء» ونشعر أن الأندية تساهم معنا في هذا التطوير، ولك أن تسأل أي رئيس ناد: ما الفرق بين العام الماضي وهذا العام؟، جميعهم يناقشون الملاحظات والسلبيات والإيجابيات في مجلس الإدارة وهم أصحاب القرار. • هل سيرشح النويصر نفسه في انتخابات رئاسة اتحاد القدم؟. • موضوع الانتخابات أتمنى ألا أخوض فيه، حتى الآن لم يعلن عمن سيدخل في مجلس الإدارة ككل، وطبعا رئاسة مجلس الإدارة، بالنسبة لي أعتقد أن أحمد عيد كمرشح لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم شخصية رياضية تملك الخبرة والقدرة على إدارته بالشكل اللائق والمناسب، وهو أفضل من يترأس الاتحاد السعودي في هذه المرحلة. • وماذا عنك؟ • بالنسبة لي، لا نية لي في الترشح لرئاسة الاتحاد، وأنا أعمل لتطوير دوري زين المحترفين وتحسين وضع الروابط، ومحاولة العمل على تنظيمها مع الأندية ورفع مستوى الإدارة والدخل المادي، وهذه الأولوية الكبرى لي حاليا. • في هذا الموسم ظهرت بعض الخلافات في دوري زين المحترفين، وتبين أن هناك عدم تنسيق بين أمانة الاتحاد والرابطة، على سبيل المثال، ماحدث في قضية تأجيل مباراة الاتحاد والأهلي، ماهو دوركم في مثل هذه الحالات؟ • أولا، لجنة المسابقات تابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم ومرجعية اللجنة لهم، وقرار اتخاذ التأجيل مسؤوليتهم كاملة ولا علاقة لنا به بشكل مباشر ولا حتى بإدارة المسابقات، ولكن نبلغ بما يتخذ، وأي قرار نلتزم بتنفيذه كما جاء ولسنا مسؤولين عن ذلك. • لماذا غابت في هذا الموسم الجوائز التشجيعية، مثل جوائز أفضل لاعب ونجوم الموسم؟ • كل هذه الأمور ستناقش في اجتماعات الرابطة، الأهم بالنسبة لنا أن تكون الجوائز عادلة وتوزع بطريقة صحيحة إذا نفذت، ونتمنى في الفترة القادمة أن تكون هناك مثل هذه الجوائز للأندية واللاعبين والحكام والإداريين، تركيزنا الكامل الآن على الرعاية؛ لأنها مصدر الدخل، ومن ثم سنفكر في أمر الجوائز. توقف وسلبيات • التوقف المتكرر للدوري أضر بالأندية، ألم تفكروا في حلول جذرية لهذا الأمر؟ • كل التوقف الذي تتحدثون عنه مبرمج ومعروف ومعلن قبل انطلاق الدوري، وهو مبرر، وكل دوريات العالم تتوقف خلال أيام الفيفا، والأمر الاستثنائي لنا والذي لا ينطبق عليهم هو كأس الخليج، والتوقف سيكون في مسابقات جميع دول مجلس التعاون، عدا ذلك التوقف لمباريات آسيا والفرق التي تشارك خارجيا لأسباب مشاركاتها، ولايوجد شيء غير مبرمج ومعلومة لدى الرابطة من خلال ممثليها التي ساهمت في اعتماد الجدول الذي أعلن مسبقا.
