طالبت معلمات محو الأمية بالتقيد بقرار الملك الذي وصفوه بالصريح والواضح، والذي ينص على تثبيت كافة موظفي البنود، معربات عن استيائهن عقب إعلان الخدمة المدنية اعتماد ضوابط لتثبيت العاملين على البنود، جرى تجاهلهن واستثناؤهن منها. وأصيبت المعلمات بخيبة أمل بعد أن استبشرن بقرار الملك القاضي بتثبيت موظفي البنود، مؤكدات أن الضوابط التي اعتمدتها اللجنة المشكلة من وزارتي الخدمة المدنية والمالية أمس الأول «خيبت آمالنا وحطمت أحلامنا» . وأكدت ل«عكاظ» مسؤولة في إدارة التربية والتعليم (رفضت التصريح باسمها) أن عددا من موظفات البند في محو الأمية (تعليم الكبار) كن على تواصل مع الإدارة بشأن قرار الملك، ويسائلن عن إجراءات تثبيتهن، لافتة إلى أنها كانت تؤكد لهن أن قرار الملك يشمل معلمات محو الأمية، مشيرة إلى أنها «مذهولة ومتفاجئة» بالضوابط التي أقرتها اللجنة، ورفضت التعليق . ولفتت فاطمة الخالدي، وهي مديرة مدرسة لمحو الأمية، أن مدرستها نظمت احتفالا بعد سماعهن قرار الملك تثبيت موظفات وموظفي البنود، وتبادل جميعهن التهاني والتبريكات بهذه المناسبة، «لكن خيبة الأمل هدمت تلك الفرحة»، وقالت «ظللنا صامتات مذهولات بعد سماعنا ضوابط التثبيت» . وذكرت المعلمة منى عبدالجليل، التي تعمل على بند محو الأمية منذ 20 عاما، أنها أصيبت «بإحباط شديد» بعد أن عاشت أياما معتقدة أن الفرج قد حان، وأضافت «تلك الضوابط مخالفة للقرار الملكي القاضي بتثبيت العاملات والعاملين في الأجهزة الحكومية على البنود»، في حين أكدت المعلمة سعاد الغامدي، أنها تفاجأت بتصريح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخدمة المدنية عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخنين، بعد أن أكد خلال حديثه أن التثبيت «لا يشمل من يزاولون عملا تقل عدد ساعاته عن ساعات العمل الرسمية، كمن يعملون على بند محو الأمية مساء فقط بمكافأة محددة بحسب الحصة الواحدة، أو بمكافأة عمل خارج وقت الدوام الرسمي، أو بمبلغ مقطوع وفقاً للترتيبات الواردة في نظام تعليم الكبار ومحو الأمية» . وذكرت نوال المالكي وهي معلمة في محو الأمية منذ 16 عاما، وتحمل مؤهلا جامعيا، أنها عانت وزميلاتها من عدم الاستقرار والتذبذب في القرارات طوال فترة خدمتهن، مشيرة إلى أنه يشاع تارة أنهن سيخضعن للمفاضلة، وتارة يجري الاستغناء عنهن، ولم يتمكن من العودة للعمل منهن إلا عدد قليل، فيما ظلت الباقيات يتساءلن «ما جريرة معلمة محو الأمية حتى تعامل بهذه الطريقة» .