بعد أن فقد فايز المالكي والدته ووالده وعمه في ستة أشهر، يعود عبر التلفزيون السعودي ليؤكد أنه تجاوز كل ذلك، محاولا العمل الجاد ليتناسى الحالة النفسية التي مر بها في الآونة الاخيرة، معتبرا «القناة الأولى» بيته الكبير، والمكان الذي صدره إلى عوالم النجومية بكل أشكالها. ويخوض المالكي في رمضان المقبل تحديا خاصا، مع نفسه أولا، ومن ثم مع نجوم الكوميديا الذين ينافسونه ويرغبون أيضا في اقتسام كعكة التميز معه، بل والحصول على أكبر حصة منها إن أمكن، لكن المالكي واثق جدا من أنه قادر على الذهاب إلى أبعد مما يتوقع القريبون منه وليس البعيدين وحسب، هذه الثقة الراسخة يغذيها شعور عارم بقدرة مسلسل «سكتم بكتم» على تقديم كوميديا راقية، حادة، وقاسية، من دون ابتذال أو تجريح أو قفز فوق المألوف والمسموح به. يقول فايز: «لن يسلم أحد من نقدنا، ولن نتغاضى عن أي قضية كانت مثار جدل، ومحط أخذ ورد، لكننا سنقدم رؤيتنا بطريقة ملعوبة، تمكننا من السير فوق كل الحبال من دون أن نقع، أو يختل توازننا»، وأضاف «أصبحت عندنا الخبرة الكافية لتمرير ما نريد تمريره من دون تجاوز الخطوط الحمراء، فيكفي أن نقف فوقها، ليعلم المشاهدين ما الذي أردنا قوله، وهذه مهارة أجاد مؤلف العمل ومخرجه وممثليه أداءها بحرفية عالية». وعن الكلمات البذيئة يقول فايز: «لن أخوض في هذا الموضوع، لكن المؤكد أنها لن تكون موجودة في عمل من إنتاجي وأشرف عليه». وكشف المالكي «بطل المسلسل ومنتجه»، أن حلقات العمل عرضت كاملة على قسم رقابة النصوص التلفزيونية في وزارة الثقافة والإعلام السعودية، وأجيزت كلها من دون أن يمسسها حذف «وهذا جزء من الثقة الكبيرة التي تمنحها الوزارة للمنتجين، إضافة إلى توسيعها لهامش الحرية، في الأعمال التي تنتجها، فهامش الحرية تغير، ليس فقط في التلفزيون، بل وفي الصحف، وفي المجالس، المهم ألا يكون ابتذالا». ولفت المالكي إلى أن اضطلاع عبدالخالق الغانم في إخراج «سكتم بكتم» إضافة للعمل، وهو ما سيكتشفه المشاهدون في الحلقة الأولى من المسلسل، مشيرا إلى أن الغانم قبل المهمة بعد الاتفاق معه على أن يتقاضى الغانم مبلغ مليون ونصف المليون ريال، وزاد المالكي «زمن بخل المنتجين السعوديين ولى، ومن يبخل في إنتاج عمله بهدف الحصول على هامش ربح كبير، سيخسر حتما المشاهدين والقنوات». وكان فايز علق في أحاديث صحفية على تشابه بعض أفكار المسلسل مع بعض أفكار «طاش 17»، مثل فكرة «زواج القاصرات»، بقوله: «لا أعتقد أن هناك تشابها؛ لأن من كتب حلقة «زواج القاصرات» شخص مختلف عن الذي كتبها لطاش، ولو حدث تشابه فلا أعتقد أنها ستكون مشكلة». «سكتم بكتم» مسلسل كوميدي متصل منفصل، من 30 حلقة «مدة الواحدة منها نصف ساعة»، وكل حلقة ثابتة بشخصياتها ومختلفة في موضوعاتها، وتناقش قضايا اجتماعية في إطار كوميدي بحت. ويقدم المالكي في المسلسل شخصيتي «دحيم» الذي يعيش في حارة شعبية ويسكن في بيت قديم مع والده ووالدته، و«مناحي» الذي يسيطر على شقيقاته المدرسات اللاتي فاتهن قطار الزواج بسبب طمعه في رواتبهن. ويجسد «دحيم» خلال العمل شخصيات عدة، منها البائع العربي الذي يلجأ إليه ليتم تعيينه للبيع في محل للملابس النسائية، والحكم السعودي الذي يعاني من الضغوط المحلية فيما ينجح خارجيا، وسائق الإسعاف الذي يتم تسليمه سيارة إسعاف قديمة يعاني بسببها من مصاعب عدة، في ظل إصرار المسؤولين على عدم استبدالها بسيارة جديدة بحجه أن البند لا يسمح. كما يتحول «دحيم» إلى مدمن مخدرات، يحاول والده أن يعالجه في مستشفى الأمل، ولكن المستشفى يرفض استقباله بسبب عدم وجود سرير شاغر. ويمر «دحيم» خلال «سكتم بكتم» بضائقة مالية، جراء مرض والده الذي اضطره إلى إجراء جراحة استخراج خمس حصوات من كليته في مستشفى خاص، وبعد انتهاء الجراحة ومغادرة الابن وأبيه المستشفى يتم استدعائهما مرة أخرى، لإبلاغهما بوجود حصوة سادسة، لكن العملية هذه المرة تكلف مالا أكثر، وهو ما يعني الدفع لإجراء الجراحة أو ترك الحصوة في كلية الأب.