تعد عملية التنقية الدموية الخاصة بمرضى الفشل الكلوي عملية مضنية للغاية ويحتاج المريض إلى إجرائها ثلاث مرات في الأسبوع وهي ذات تكلفة عالية، إذ تكلف عملية الغسل الواحدة قرابة الألف ريال. وتوقعت دراسة صدرت من وزارة الصحة وجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي بعد مسح ميداني لمراكز الغسل الكلوي في جميع مناطق المملكة عن تضاعف عدد مرضى الفشل الكلوي من ثمانية آلاف مريض إلى 16 ألف مريض خلال العشرة أعوام المقبلة، بنسبة زيادة 9 في المائة سنويا. «عكاظ» وقفت على مرضى الفشل الكلوي في المجاردة في منطقة عسير ومنطقة شمال الطائف وخرجت بالتالي: يعاني أكثر من 12 مواطنة ومواطناً من المصابين بمرض الفشل الكلوي في مناطق ظلم،المويه ،أم الدوم وبقية مناطق شمال الطائف من مشاق السفر الأسبوعية من أجل إجراء عملية الغسل الكلوي في مستشفيات الطائف والخرمة إذ يضطر المرضى وذووهم إلى قطع مسافات تصل إلى 1200 كيلومتر أسبوعياً ذهاباً وإياباً من مناطقهم للمستشفيات نتيجة عدم توفر مراكز للغسيل الكلوي في مستشفى المويه الجديد. يقول المواطن حجاب العتيبي إن مستشفى المويه الجديد لا يتوفر فيه جهاز للغسل الكلوي وكذلك مستشفى ظلم الذي يجري العمل لتدشينه خلال الشهرين القادمين ومستشفى أم الدوم أيضاً الذي يجري العمل على بنائه. ويعتبر العتيبي أن عدم توفر مراكز للغسل الكلوي تسبب في مضاعفة معاناة المرضى الذين يقطعون مسافات طويلة أسبوعيا تهددهم بالخطر للبحث عن الصحة حيث انهم مضطرون لعبور مسافات طويلة عبر طرق مكتظة بالسيارات. ويطالب المواطن سلطان الروقي بتوفير أجهزة لغسل الكلى في مستشفى المويه ودعم المستشفيات الجديدة في المنطقة ومنها مستشفى ظلم الجديد الذي سيتم تشغيله قريباً وذلك للعمل على راحة مرضى الفشل الكلوي وإنقاذهم من معاناة السفر الأسبوعية. ويرى ناصر مرزق أن مناطق ظلم والمويه وأم الدوم ومران ودغيبجة وحفر كشب ورضوان والعطيف والزربان والعديد من المناطق الأخرى المجاورة في حاجة ماسة لبناء وحدات التنقية الدموية إذ يقطن في تلك القرى أكثر من 80 ألف مواطن من بينهم 15 مريضاً بالفشل الكلوي مما يبرز الحاجة إلى توفير أجهزة لغسل الكلى في مستشفيات المنطقة للعمل على راحة المرضى وتخفيف الضغط على مستشفيات محافظة الطائف والخرمة. من جانبه كشف ل «عكاظ» الناطق الإعلامي في صحة الطائف سعيد الزهراني أن العمل يجري حالياً لإنشاء ثلاثة مراكز للكلى في الخرمة، رنية وتربة مشيراً إلى أن الدراسات جارية لإنشاء مراكز أخرى في شمال الطائف من خلال المستشفيات الطرفية. ويكتظ مستشفى المجاردة العام في عسير بمرضى مصابين بالفشل الكلوي يزيد عددهم على 540 مريضا، بعد أن توقف العمل في مركز للتنقية الدموية كان مقررا أن يحتضنه ذات المستشفى، بسبب امتناع المتبرع عن استكمال المركز الذي كان على وشك الانتهاء، وهو الأمر الذي خلق معاناة حقيقية للمرضى المضطرين للبقاء طويلا من أجل إتمام عملية الغسل، إذ يقول عن ذلك المريض محمد الشهري «أتمكن بعد معاناة طويلة من غسل دمي مرتين في الأسبوع، لكن الكثير غيري من مرضى الفشل الكلوي لا يتاح لهم ذلك، ما دفعهم إلى الذهاب إلى مدن أخرى تتوافر فيها أجهزة بعدد أكبر». ويتحسر المريض الشهري على الحال التي بقي عليها المركز المتوقف «كل مرة نراجع فيها للغسل الكلوي نشاهد المبنى وهو متوقف بجوار مبنى المستشفى، وهو لا يحتاج سوى عمل يسير ويؤدي دوره». وطالب المريض الشهري أهل الخير في المجاردة أو في محافظات المملكة بسرعة التبرع لاستكمال المشروع. بينما يسأل عبد الله علي الشهري عن مشاريع مستشفى المجاردة «نحن نسمع منذ أكثر من عام عن ميزانية رصدت من قبل وزارة الصحة لمستشفى المجاردة منها اكتمال مبنى الغسل الكلوي إلا أننا لم نشاهد شيئا على أرض الواقع». من جهته، أوضح الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في منطقة عسير سعيد بن عبد الله النقير أن مبنى الغسل الكلوي في مستشفى المجاردة العام المتوقف منذ أعوام تبرع ببنائه فاعل خير، وعند وصول المبنى للتشطيبات توقف المتبرع عن الدعم. وأبان النقير أن العمل يجري بالتنسيق مع وزارة الصحة لاستكمال المبنى وبعض المشاريع الأخرى في المستشفى.
