لم أشأ الكتابة عن الأهلي، لأن الرؤية أصبحت فيه أكثر وضوحا؛ فالإخفاق سيد الموقف، والحديث عنه أشبه بالعويل على محتضر، وكإدارة ارتضوا أن يكونوا مقلدين - نجح (كالديرون وحديد) في الاتحاد فذهبوا (للفارو وكانو) لعل النجاح يحالفهم- لم أكن أورد هذه الواقعة لولا النجاح الباهر الذي يتحقق في (الهلال) كفريق أصبح أكثر شراسة في التهام خصومه، وروائع فنية ثابتة يقدمها كمستوى يحسب ل(إدارته) ذات الأسماء الباهرة كفكر تخطيطي ناجح، بعد أن كان هذا الفريق في نهاية موسمه الماضي أكثر شفقة على جماهيره، هذه العقلية التي قلبت هذا التأزم لنجاح بل لاكتساح، فيما يواصل (الأهلي) توسده للانكسارات المتتالية للموسم الثاني دون ظهور أي عمل تخطيطي فكري يخرج به من هذه الدائرة. • كأني بالزميل فيصل الغامدي يضرب بعيدا عن أعين الناس بطرحه حينما يقول «إن جماهير الأهلي كانت تنتظر (دابو) ورفاقه فيأتيهم (الهزازي) وأشباح اللاعبين»، وسأكمل ما أورده وما قد هرب منه: أي عمل ناجح ترجوه لهذه الإدارة في ظل عدم قدرتها على ضبط عقلية هذه الشلة، إن إدارة تقول - بعد حركة (الهزازي) في لقاء الوحدة وخطفه إشارة القيادة من زميله، بل والمطاردة بينه وبين مديره (غرم الله)- «إن ما سيصدر من عقوبات على (الهزازي) ستكون داخلية ولن يتم الإعلان عنها» والمفاجأة الكبرى إذا كان هناك ما يستدعي العقوبة فعلا كما قال الرئيس العنقري! أي انضباط هذا تمارسه الإدارة لكي يكون واقعا تنظيميا وتأديبيا في الفريق ليتغير جلده ويستشعر مسؤوليته، هنا تتضح الانهزامية التي استوطنت أجسام هؤلاء الأشباح، إنها نتاج لفلتان إداري وخواء فكري في ممارسة إدارة الأندية. أتصور بل أجزم أن طرح الأسئلة الصحيحة هو جزء من التحليل الصائب لما يجري، كما أنها، أي طرح الأسئلة، تشكل المقدمة المنطقية لحل أية مشكلات عملية أو إشكالات فكرية لإنجاحها وبلورتها مستقبلا، وستظل جماهير الأهلي متوسدة (القلق) الذي يدفعهم للبحث عن معرفة الخلل الذي أصبح يخجل منه، و(وعودا) ما أن تخرج حتى تضيع لعدم اتكائها على بناء حقيقي، خاصة في ظل إمكانات مادية لا تشتكي الإدارة من قلتها، إذن أين الخلل؟ إنني سأمارس حقي الطبيعي كنقد هذه الإدارة - كما طلب العنقري نفسه -، ولا أرى أنني أمارس شخصانية لإنني لا أعرفه شخصيا، بل اتكئ على سلسلة إخفاقاتها منذ وطأت قدمها النادي، ولا أرى شيئا مما قالته عن برنامجها الانتخابي وخطة عملها الذي بشرت به، وأرى من الظلم في حق النادي (الكيان والإرث) أن تستمر الإدارة لأربع سنوات مقبلة كما بشر جماهير الأهلي بذلك؛ لأن هذا يعني ذهاب الفريق لدرجات أسفل بكثير. إن الفكر الإداري والتخطيط التنظيمي الفني الذي أعاد توهج (الهلال) ابتلي الأهلي بنقيضه، وها هو في بداية الدوري «لا مدرب ولا فائدة» من أجانبه، بل المؤسف أن ترقيعهم لهروب (الفارو) والاستعانة بمدرب شباب النادي (ألن قويدو) جعلت قربة (شباب الأهلي) تخر أمام أبناء صامطة (حطين) وتستقبل سبعة أهداف منهم، وهم المؤهلون فنيا كما بشرونا بذلك. إن الجيل الجديد لإدارة النادي الذي اتكأوا عليه كشرط لدخول العنقري ورفاقه للنادي الأهلي، أزم الكيان أكثر، وذهب به إلى ما لا يعلم الجمهور مستقره. • إن قراءة التجربة والوقوف على الأخطاء (وما أكثرها) والاستعانة بالآراء والخبرات السابقة هي دليل نجاح وليس ضعفا كما يتصورون، وإن الأهلي (الكيان) هو ملك لجميع أطيافه، كما إن الغمز بعدم قدرة ذاك (الستيني) أو الإيحاء إليه بأن عودته لرئاسة النادي يحدها شرط الجيل الجديد، فمن يعنيه الرئيس العنقري الاستفادة منه واجبة؛ ذاك لأنه قامة شربت أجيال كثيرة من قطرات إخلاصه داخل الملاعب؛ دفاعا عن الكيان أو الوطن، أما أروقة النادي وقاعات الجامعة فتشهد على أنه عطاء لا ينضب. ??? في الاتحاد، اتفق مع العارفين ببواطن الأمور والذين شخصوا حالته؛ بأن اللعبة في هذا التأزم أكبر مما يتصور، كنت قلت في طرح هنا -إبان الترشيح لرئاسة النادي- لا تنظروا للأسماء الظاهرة أمامكم، هناك تحالف تجري إرهاصاته في الخفاء، وهو ما تأكد بعد نجاح الدكتور المرزوقي بفريق نصفه للمؤثر البلوي؛ ما يعني ارتباط المصالح، هذه المصالح انتفت وبدأت حرب المصالح، والارهاصات السابقة؛ سواء من اللاعبين أو الإداريين أو الإعلاميين، هي أدوات، لكن المغموسين والقوى في الشأن الاتحادي قادرون على لجم هذه الحرب بأقل الخسائر. ??? وأخيرا.. يقولون سيحررونك فعلقوك بمشنقة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة