يقول المثل: (جودي على أمي ووخياتي)، ولكن هذا المثل أصبح من مخلفات الماضي السحيق ويفترض أن يتم تغييره ليصبح: (جودي على نفسي)، فنحن اليوم في زمن عجيب لا يملك فيه الإنسان قدرة على معاتبة أولاده الصغار، فما بالك بأم العيال أو الشغالة المسؤولة عن كل شيء في البيت، نحن اليوم ضيوف عشوائيون في بيوتنا والشغالة هي رب المنزل! وقد تعودت منذ سنوات على الاستسلام للفكرة التي تقول بأن تقييم أداء الشغالة هو من اختصاص سيدة البيت، حيث أن أي اقتراح من قبلي بتغييرها أو إعادة توزيع المهام المنوطة بها يعد تدخلا سافرا في سياسة البيت، واستفزازا صريحا لأم العيال، وتحريضا للأولاد الذين تعلقوا بها وأدمنوا على الأندومي حتى أصبحت تداهمهم أعراض انسحابية إذا غابت هذه الشغالة لأي سبب من الأسباب. ولأن الحصول على شغالة تفهم مزاج سيدة المنزل أمر صعب هذه الأيام، فقد تقبلت وجود شغالتنا رغم أخطائها المتكررة، وصبرت عليها رغم يقيني بأن السبب الرئيسي في تحولها من فتاة آسيوية تعاني الهزال إلى امرأة (مربربة) يرتج الشحم في كل زواياها يعود إلى تسللها الدائم إلى الثلاجة والتهام كل ما فيها ثم اتهام أطفالي الذين يعانون الهزال وفقر الدم بتبديد المؤونة، ناهيك عن سرقة كل ما يغفل عنه أهل البيت وإرساله في صناديق إلى الخارج. يوم الخميس الماضي كنت أقرأ إعلان تعزية أمانة جدة لأسر ضحايا الأمطار الذي نشر بعد مرور أسبوع على وفاتهم، وكنت أفكر بأن أقوم يوم الخميس القادم أي بعد مرور أسبوع على نشر إعلان التعزية بإرسال برقية للأمانة أقول فيها: (شكر الله سعيكم)، ولكنني فوجئت بشغالتنا اللعينة وقد رفعت الأثاث فجأة وبدأت برش الماء في الصالة، فتركت الجريدة وقفزت قبل أن يصلني طوفان الماء وصرخت بها: (ما هذا؟)، فقالت: (ماما قول فيه غسيل صالة)!. هذه الشغالة وجهها أقبح من وجوه جرذان الكورنيش، ورائحتها أعفن من رائحة بحيرة المسك، ووشاياتها الكاذبة أخطر من لدغات بعوضة الضنك، وحاجباها مثل غرابين يحلقان في فضاء المدينة، وطريقتها في المشي تشبه قفزة سيارة صغيرة ارتطمت بحفرة في أحد شوارع جدة، وفوق كل هذه العيوب لم تتذكر تنظيف الصالة إلا في هذه اللحظة التي كنت فيها مشغولا بقراءة الجريدة، فقفزت من مكاني وتركت الجريدة تغرق في الماء ولسان حالي يقول: (أنا ومن بعدي الطوفان)! كم مرة قرأت عليها العبارة المكتوبة على سيارات أمانة جدة ومبانيها: (نظافة جدة والاهتمام بها أمانة فلنؤد الأمانة) ولكنها تترك البيت متسخا وتضع أكياس الزبالة مفتوحة في الشارع كي تتجمع حولها القطط وينبشها مخالفو الأقامة، وهي لا تعمل باجتهاد إلا إذا رأت أم العيال حولها، أو ألهمتها حاستها السادسة بقرب موعد قدومها من العمل، هذه الشغالة (لم تؤد الأمانة) في يوم من الأيام لذلك أنا أطالب باستقالتها!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة