في هذه الحلقة، نبحث مع قادة أمن الحج الخطط والبرامج التي اتخذت لحفظ أمن الججيج في المشاعر المقدسة، ونسلط الضوء على أبرز الاستعدادات في قوات الطوارئ الخاصة وقيادة التوعية والإعلام، إضافة إلى أبرز الاستعدادات لحفظ أمن منشأة الجمرات التي تستوعب ثلاثة ملايين حاج، وإلى أبرز ما دار في الحلقة الأخيرة: • ما أبرز استعدادات قوة الطوارئ الخاصة في موسم حج 1430ه؟ العقيد ركن خالد قرار الحربي (قائد قوات الطوارئ الخاصة في الحج): استعدادات قيادة قوات الطوارئ الخاصة تبدأ على الفور عند نهاية موسم حج كل عام، حيث توضع الخطط ويبدأ الاستعداد المبكر، ووضع الخطط والإجراءات والاطلاع على التجارب السابقة للاستعانة بها في عمل هذه الخطط، وتم على ضوء ذلك إعداد برنامج تدريبي مكثف في مواقع القوات وقبل الوصول إلى المشاعر المقدسة ويستمر عند تجمع القوات بمعسكر التدريب بعرفات. • ما أهم معالم هذا البرنامج؟ يشتمل برنامج التدريب على اللياقة البدنية، وشرح وتدريس الخطط الميدانية والمهام الأمنية وإدارة حركة الحشود، وعمل الفرضيات الميدانية وتطبيقها عمليا، التدريبات تركز على أن تكون كل قوة في موقعها الحقيقي للتعرف على المعالم والطرق والمخارج وأماكن تواجد حملات الحجاج، ومواقع الأجهزة الخدمية المساندة وعمل الخرائط الموضحة لذلك، كما يتم تنظيم بعض المحاضرات الدينية والثقافية والرياضية لمنسوبي القوات لتثقيفهم ورفع مستوى لياقتهم ليكونوا على أتم استعداد للقيام بالتعامل مع الحجاج والمعتمرين لينالوا شرف خدمة ضيوف الرحمن والأجر والثواب من الله. • ما أبرز ملامح الخطة الحالية؟ العقيد خالد: تتولي قيادة قوات الطوارئ الخاصة العمل والمشاركة في جميع الخدمات الأمنية بالمشاعر المقدسة ومكةالمكرمة والمدينة المنورة للمحافظة على سلامة وأمن الحجاج أثناء تواجدهم في المشاعر، أو أثناء تحركاتهم لأداء المناسك وفق برنامج عمل وخطط وإجراءات معدة سلفا من خلال عقد العديد من الاجتماعات وورش العمل في مختلف المناطق. وتعمل قوات الطوارئ الخاصة على تنظيم سير حركة الحجاج حول جبل الرحمة، ومنع التدافع عند صعود الجبل أو النزول وكذلك في المناطق المحيطة بجبل الرحمة الذي يشهد كثافة بشرية هائلة نتيجة لحرص الحجاج على الوقوف في المكان الذي وقف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تعمل القوات على تنظيم حركة المصلين في ساحات مسجد نمرة وطرق الدخول والخروج وداخل المسجد أثناء وقوف الحجاج بمشعر عرفة. • وماذا عن خططكم لمشعر مزدلفة؟ تتمركز القوات بالتواجد والمتابعة لتحركات الحجيج في مشعر مزدلفة، من خلال تواجد قيادة وقوات بمنطقة مزدلفة للإشراف على أمن وسلامة الحجاج. وتتواجد قوات الطوارئ الخاصة بمشعر منى في أيام التشريق، فتعمل من خلال وجود ثمانية مواقع للقوات بمشعر منى لمراقبة ومتابعة جميع النواحي الأمنية، والاطمئنان على أمن وسلامة الحجاج، وتوعية الحجاج وإرشادهم لأفضل الطرق لإتمام رمي الجمرات، حيث تتبع القوات الأساليب والخطط العلمية المدروسة والمعدة سلفا لتنظيم حركة سير الحجاج في منطقة الجمرات؛ لأن منشأة الجمرات تكتظ بحشود الحجاج خلال تلك الأيام ويحتاجون للعمل ليلا ونهارا لتنظيم حركة دخولهم وخروجهم من منشأة الجمرات والمحافظة على منع التدافع والافتراش في ساحات الجمرات. ويحرص أفراد القوات الخاصة إلى جانب القوات الأخرى على تنظيم وتوزيع الكتل البشرية بين الأدوار بما يتناسب من الطاقة الاستيعابية لكل دور. • وماذا عن غرفة عمليات القوات الخاصة؟ كل هذه الأعمال تدار بطريقة ذكية عن طريق غرفة مراقبة تعمل على مدار الساعة لتحقيق أعلى درجات السلامة والسهر على راحة الحجاج، وبعد ذلك تقوم القوات بالمشاركة في التنظيم والمساندة في المسجد الحرام من خلال تواجد قوة بمنطقة الحرم لتنظيم الحركة وضبط وحفظ النظام العام. كما أن للقوات تواجدا في عدة مواقع أخرى للمحافظة على الأمن ومواجهة من يحاول تعكير صفو وأمن حجاج بيت الله الحرام من خلال تسيير دوريات أمنية راكبة وراجلة ومجهزة للمراقبة والمحافظة على الهدوء والسكينة والتعامل مع الحالات حسب نوعها وحجمها وطبيعة ما يتطلبه الموقف، حيث عمل لكل حالة إجراءات مضادة للتعامل معها في الحال. • ما الجديد لدى قوات الطوارئ في حج هذا العام، وماذا عن تقسيم منطقة الحرم بعد توسعة الجمرات؟ طبيعي أن تحتوي الخطة على الكثير من الأفكار الجديدة، ونواجه في كل عام حشودا كبيرة من الحجاج يتطلب منا ذلك أن نعاملهم ونقدم لهم أرقى الخدمات المختلفة وتوفير جميع سبل الراحة وأمن والأمان لهم أثناء تواجدهم على أرض المملكة وكأنهم في بلدهم. نحن كما يعلم الجميع أقدم البشر في هذه الخدمة من عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام حتى عصرنا الحاضر، ولأن ما يقدم من خدمات للحجاج من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين، والمشاريع العملاقة التي أقيمت في وقت قياسي تضاهي أرقى ما يقدم للإنسان من خدمات باعتبارها شرفا وتشريفا في نفس الوقت لأبناء هذا الوطن الغالي نعتز به. وفي هذا العام، اكتمل بناء الدور الرابع من منشأة الجمرات حيث سيتم تفعيل بعض مسارات الدخول بهدف تحقيق التوازن بين الأدوار أثناء توجه الحجاج لرمي الجمرات والاستفادة من دروس الأعوام الماضية لتحقيق أكبر قدر ممكن من الراحة لضيوف الرحمن. • في شأن منشأة الجمرات، ما الذي تم لاحتواء الزحام ومخاطر التدافع على السلالم الكهربائية؟ تم هذا العام استحداث سلالم كهربائية وسلالم عادية من طريق شارع صدقي لنقل جزء من القادمين لرمي الجمرات للدور الرابع وكذلك حركة المشاة في الساحة الغربية والدور الأرضي والثاني ونقل عدد من الحجاج بواسطة النقل العام عبر طريق الملك عبدالعزيز للدخول لرمي الجمرات من الدور الرابع وتحقيق التوازن بين الأدوار في منشأة الجمرات، وجميعها تحظى بمتابعة لصيقة لتجنب وقوع أي مكروه. • في كل عام يتجه كثير من الحجاج إلى الجهة الشرقية لرمي الجمرات، كيف يكمن تفتيت هذه الحشود؟ من المعروف من خلال الأعوام الماضية ومن خلال الدروس المستفادة، فإن أغلب الحجاج يتجهون لرمي الجمرات من الناحية الشرقية ويتسبب ذلك في زيادة القدرة الاستيعابية للدور الأرضي والدور الأول، وبالتالي تم هذا العام إغلاق المدخل الشمالي والجنوبي للدور الأرضي وتحويل القادمين سواء من شارع الرابطة أو المتواجدين في الساحة الجنوبية للدخول عبر البرج رقم (خمسة). وتقرر استخدام السلالم الكهربائية في الصعود للدور الثالث والثاني كذلك للقادمين من مجر الكبش في الساحات الشمالية للدخول عبر البرج رقم (أربعة) والصعود للدور الثاني والثالث وذلك لتحقيق التوازن بين الأدوار بمنطقة الجمرات. • الإعلام يشترك في مراحل العمل الثلاث: التخطيط، التنفيذ، والتقييم.. كيف يتم العمل التوعوي والإعلامي في هذه المراحل؟ العميد دكتور محمد بن عبدالله المرعول (مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالأمن العام قائد التوعية والإعلام بقيادة قوات أمن الحج): يبدأ العمل في التوعية والإعلام في الحج على الشراكة بيننا وبين القطاعات الخاصة في مؤسسات الطوافة وشركات الحجاج في الداخل، لتبدأ من المرحلة الأولى للتوعية، حينها يأتي دورنا الأساسي بالإضافة لدورهم المساند، حيث يتم بث الدروس والملاحظات عبر وسائل الإعلام المختلفة وبلغات متعددة نراعي فيها الفوارق الثقافية بين الشعوب، حيث تم استهداف عدد من الصحف اليومية والمجلات لبث الرسائل التوعوية والبيانات التى تركز على التعليمات والتصاريح المرتبطة بوسائل النقل وتنظيمات سيارات نقل المواشي، حيث نهدف من خلال ذلك إلى التذكير بأهمية الحصول على التصاريح اللازمة قبل التوجه إلى مكةالمكرمة مع استعراض التنظيمات الخاصة بالمركبات التي يسمح لها بالدخول إلى المشاعر المقدسة وضوابط ذلك، معتمدين على ما أقره صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا هذا العام من حصر الدخول إلى المشاعر المقدسة في المركبات التي تتسع ل25 راكبا فأكثر والذي من شأنه التيسير على ضيوف الرحمن أثناء تنقلاتهم لأداء المناسك والتخفيف من كثافة المركبات على الطرق بالمشاعر المقدسة وتحقيق انسيابية الحركة بها . وتم إطلاق حملة تعريفية خاصة بهذا التنظيم عبر الصحف السعودية، أما ما يرتبط بالجانب المسموع تم خلال هذا العام تكثيف المادة الإعلامية والتوعوية في إذاعة التوعية بالحج والتي بدأ بثها اعتبارا من غره شهر ذي القعدة حيث تبث هذه القناة بعدة لغات هي (اللغة العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الإندونيسية، والأوردية ) طوال ال 24 ساعة موزعة على فترات حيث يسهم في ذلك عدد من القطاعات الحكومية المدنية والعسكرية التي تخدم الحجيج كل حسب اختصاصه. • ماذا عن الشراكة بينكم وبين الجهات الأخرى في إيصال الرسائل التوعوية؟ الأمن العام قام هذا العام بالاشتراك مع أمانة العاصمة المقدسة لاستغلال أكثر من 300 لوحة من اللوحات الإرشادية والتوجيهية التي تشمل لوحات الطرق في محيط مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والملصقات والنشرات والاستفادة المعتادة من شبكات الشاشات المرئية في المشاعر ومحيط منطقة الحملات. إن الأمن العام يسعى دائما للتواصل مع القنوات التلفزيونية المختلفة، حيث تتجدد الشراكة مع التلفزيون السعودي بجميع قنواته إضافة إلى خمس عشرة قناة تلفزيونية خاصة في بث الرسائل المرئية لتوعية الحجيج بالابتعاد عن المظاهر السلبية كالافتراش، التدافع، عدم الاختيار المناسب لأوقات الرمي، عدم الحصول على التصاريح اللازمة للمركبات، عدم التقيد بالمسار المخصص للدخول والخروج لمنطقة الجمرات، حمل الأمتعة والأطفال وسط الزحام. والعمل من خلال هذه الرسائل على حض الحجاج للتعاون مع رجال الأمن الذين يعملون من أجل خدمتهم، محتسبين الأجر والثواب من رب العالمين، إضافه إلى التنسيق مع قيادات أمن الحج للتنويه عبر هذه القنوات وغيرها من وسائل الإعلام المتاحة عن التنظيمات الأمنية والمرورية والجهود التي تبذلها قيادة قوات أمن الحج في هذا الموسم. كما تم في سبيل الشراكة بين القطاعات الاشتراك مع عدد من الجهات الحكومية والأهلية كالنقابة العامة للسيارات ولجنه السقاية والرفادة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة؛ لإيصال بعض الرسائل التوعوية التى تعزز الوعي الأمني والمروري لدى ضيوف الرحمن، وذلك من خلال تطويع ستة آلاف حافلة من حافلات النقل العام وأكثر من سبعة ملايين علبة من علب الوجبات والمياه التي يتم توزيعها على الحجاج خلال الموسم لإبراز هذه الرسائل.
القيادات الأمنية اللواء ناصر بن سعود العرفج «قائد قوات أمن الحج» اللواء عبد العزيز السجاء «مساعد قائد قوات أمن الحج للإمداد والتموين» العميد علي أبو عاطي الظاهري «قائد أنظمة الاتصال» العميد خالد قرار المحمدي «قائد قوات الطوارئ الخاصة» اللواء يوسف مطر «نائب قائد قوات أمن الحج» العميد عقيل محمد العقيل «مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية» العميد دكتور محمد عبدالله المرعول «قائد التوعية والإعلام» النقيب خالد العصيمي «إدارة العلاقات والإعلام»
