في كل مناسبة يتصدرها «الإعلام» وسيرته، تحضر الأسئلة حول الدور والمؤمّل والإمكانات والقدرات البشرية، والفرز بين المنتمين للمهنة والطارئين عليها؛ لتحصين مصداقية المنتسب للإعلام، وتعزيز كفاءته، وتزويده بكل ما يحتاجه لنقل المعلومة وتحليلها، وما ينبغي أن تكون عليه الوسائل والقائمون عليها في ظل تحولات مجتمعنا الكبرى. للوطن المميّز بقادته والمتميز بتوجهاته ومنجزاته الحق في إعلام يُنصف تجربته، ويوثّق منجزاته، ويرصد تحولاته، ويسهم في تنمية المجتمعات بالوعي، ويوثّق الصلة بين المرسل والمتلقي، بتسليط الضوء على الحقائق وخدمة الغايات والمقاصد وإعلاء شأن الانتماء بأحدث ما تتيحه الميديا من آلات وتقنيات. وخلال انعقاد المنتدى الإعلامي الثالث يتم تبادل الخبرات، ورفع مستوى المهارات، وتأصيل «قِيَم» المهنة، عبر تقدير وتثمين دور الكفاءات، التي ترتسم في ذهنها سياسة المملكة المضطلعة بمهمات جسام داخلياً وإقليمياً ودولياً، وتظل مكانة ومكان إعلامنا في مرتبة لائقة بمستوى الحدث. ولا ريب أن مسيرة الإعلام السعودي زاخرة بصور دعم ورعاية دولتنا، أعزها الله، وما عقد منتدى يجتمع فيه 2,000 نخبوي من نخب العالم إلا تأكيد وعزم على استمرار التميّز والتفوّق ومعالجة أوجه الخلل والقصور، فالجهود البشرية تتأهل للمواكبة بقدر ما تطرح الإشكالات على بساط البحث، وبقدر توفير المعالجات الملائمة، ورفد الآلة الإعلامية بما هي في حاجة إليه من تمويل مالي وبشري ورقمي.
