على ضوء الدراسات حول تسويق خدمات الرعاية الصحية؛ يمكن تعريفها بأنها: عملية تحليل الأنشطة المتكاملة والمترابطة، التي تقوم بها منظمات الرعاية الصحية، لتوفير أنسب الخدمات المطلوبة، والتخطيط السليم لها، والرقابة على حسن تنفيذها، والترويج لها، لتعزيز عملية التبادل للمنافع مع أسواقها المستهدفة، بما يمكنها من بلوغ أهدافها المرسومة بفاعلية وكفاءة عاليتين. وانطلاقاً من تنامي دور المنظمات الخدمية وتأثيرها على الاقتصاد القومي، وحجم التجارة العالمية والمحلية؛ نجد أن المستشفيات كمنظمات إنتاجية للخدمات الصحية تواجه العديد من التحديات المحلية والعالمية، التي تؤثر على بقائها ونموها. بدأ الاهتمام بحقل التسويق في السبعينات الميلادية لمواكبة خدمات الرعاية، ومواجهة التحديات المناسبة لتغطية نفقات الرعاية الصحية، سواء من الحكومات أو الأفراد أو كليهما، ولضمان وصول الأفراد إلى الخدمات، وحرص منظمات الرعاية على تطبيق الإجراءات النظامية للتكاليف. تكمن عوامل نجاح تسويق خدمات الرعاية الصحية بتجنيد كافة الإمكانات والطاقات لخدمة العميل، والارتقاء بمستوى عناصر المزيج التسويقي، نظراً لدوره البارز في جذب المستهلكين وإثارة اهتمامهم. وتعد المراجعة التسويقية جوهر العملية التسويقية التي تشتمل على تخطيط الأنشطة التسويقية وتنفيذها والرقابة عليها، وتحديد الأسواق المستهدفة لمنظمة الرعاية الصحية ودراسة احتياجاتها، لتقييم خط الإنتاج الحالي وتقييم المنافسين. ومن الأرجح أن يتوقف نجاح منظمات الرعاية الصحية على مدى الثقافة التسويقية لديها، بتوظيف أخصائي تسويق خدمات الرعاية الصحية، لديه الخبرة الكافية والتدريب المستمر في مجال التسويق، وفي الإطار ذاته يمكن لها ابتكار أحدث طرق الترويج التي تركز على تحقيق الميزة التنافسية كأساس لإسعاد العميل من خلال الدعاية والإعلان، وتنشيط المبيعات، والتفاعل مع العميل بزيادته. يتعجب البعض من حقيقة أنه يمكن لمنظمات الرعاية الصحية أن تسوق للخدمات الصحية المقدمة لها، واستحداث خطوط جديدة للإنتاج ذات ميزة تنافسية عن غيرها، وقد تكون خدمة جديدة للمرضى أو أجهزة حديثة متطورة لاكتشاف الأمراض ودقة تشخيصها، وقد ظهر أيضاً ما يعرف «بالتسويق الإلكتروني للخدمات الصحية» وهو المدخل الإداري الحديث الذي أخذت به معظم المستشفيات على المستوى العالمي.
