النفط يرتفع بدعم من قوة الطلب وبيانات التضخم الأمريكية    إطلاق جامعة طيبة لمعرض "مكين" الهندسي    سمو محافظ الطائف يرعى حفل افتتاح المجمع القرآني التعليمي النسائي    قمة عادية.. في ظرف استثنائي    الأهلي يتحدى الهلال والاتحاد يبحث عن «النصر»    الاتحاد في مأزق الخليج.. نقاط الأمان تشعل مواجهة الوحدة والرائد    «عكاظ» تنشر الترتيبات التنظيمية للهيئة السعودية للمياه    أمير تبوك يطلع على نسب إنجاز مبنى مجلس المنطقة    برعاية ولي العهد.. انطلاق الملتقى العربي لمكافحة الفساد والتحريات المالية    صفُّ الواهمين    «الصحة» تدعو حجاج الداخل لاستكمال جرعات التطعيمات    نريدها قمة القرارات لا التوصيات    مخاطر الألعاب الإلكترونية على الأمن المجتمعي    71 فناناً وفنانة في معرض «كروما» بجدة    حل وسط مع الوزراء !    محاولة يائسة لاغتيال الشخصية السعودية !    معاً لمستقبل عظيم !    أمير تبوك: ليالي الحصاد والتخرج من أسعد الليالي التي أحضرها لتخريج أبنائي وبناتي    «هاتريك» غريزمان تقود أتلتيكو مدريد للفوز على خيتافي في الدوري الإسباني    «الحر» يقتل 150 ألف شخص سنوياً    دعوة عربية لمجلس الأمن باتخاد إجراءات سريعة توقف العدوان الإسرائيلي    شتلات شارع الفن    خارطة طريق سعودية - أميركية للتعاون في مجال الطاقة    معرض"سيريدو العقاري"أحدث المشاريع السكنية للمواطنين    في قمة مواجهات الجولة 32 من «روشن».. ديربي الرياض بروفة نارية لنهائي كأس الملك    توثيق من نوع آخر    خطوة جادة نحو رؤية وزارة الرياضة    القيادة تهنئ رئيس الباراغواي ورئيس وزراء سنغافورة    «حلبة النار»… النزال الأهم في تاريخ الملاكمة    وزير الاستثمار: الاقتصاد السعودي الأسرع نموا وجاذبية    تعزيز التعاون العدلي مع فرنسا وأستراليا    باكوبن والدقيل يزفون المهندس محمد    عبدالملك الزهراني ينال البكالوريوس    طريق الأمير محمد بن سلمان.. أهم مسار لتنقل الحجاج    السفير الإيراني يزور «الرياض»    خادم الحرمين الشريفين يصدر عدداً من الأوامر الملكية.. إعفاءات وتعيينات جديدة في عدد من القطاعات    خادم الحرمين الشريفين يصدر عددا من الأوامر الملكية    إنتاج الصقور في الحدود الشمالية    "الدرعية" تُعزز شراكاتها الاقتصادية والسياحية    السلطات الفرنسية تطارد «الذبابة»    بوتين يصل إلى الصين في زيارة «دولة» تستمر يومين    رحالة فرنسي يقطع ثمانية آلاف كلم مشياً على الأقدام لأداء مناسك الحج    رعاية ضيوف الرحمن    سقيا الحاج    استمرار الجسر الجوي الإغاثي إلى غزة    « سعود الطبية»: زراعة PEEK لمريض عانى من كسور الجبهة    لقاح جديد ضد حمى الضنك    مختصون يدعون للحدّ من مخاطر المنصّات وتقوية الثقة في النفس.. المقارنة بمشاهيرالتواصل الاجتماعي معركة خاسرة    5 منافذ في الشرقية تستعد لاستقبال الحجاج    «نافس».. منافع لا تحصى لقياس الأداء التعليمي    المنتخب السعودي للعلوم والهندسة في سباق للمجد.. الجمعة    المزروع يشكر القيادة بمناسبة ترقيته للمرتبة 14    نائب أمير الشرقية يستقبل منتسبي "طويق"    رئيس جمهورية المالديف يُغادر جدة    وزير العدل يلتقي رئيس المجلس الدستوري في فرنسا    «النيابة»: باشرنا 15,500 قضية صلح جنائي أسري.. انتهاء 8 آلاف منها صلحاً    أمير تبوك يثمن للبروفيسور " العطوي " إهدائه لجامعة تبوك مكتبته الخاصة    وزير الحرس الوطني يرعى تخريج 2374 طالباً وطالبة من «كاساو»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زعيم «الجهاد المصري» ل عكاظ: سأرفض قطعاً ذهاب ابني للجهاد إلا تحت راية الحاكم
نشر في عكاظ يوم 09 - 09 - 2020


(الحلقة الثالثة)
حماس وإسرائيل يشاركون في تهريب الأسلحة والمخدرات ودخول الإرهابيين إلى سيناء
«منظمة الكرامة» تمول غالبية المنظمات الإرهابية في العالم ولا يوجد بها سوى موظف واحد
الحكومة القطرية هي الممول الفعلي للجماعات الإرهابية في المنطقة
إخوان الكويت الأخطر في الخليج لأنهم وصلوا إلى مفاصل السلطة
الجماعات الإسلامية مخترقة وعبارة عن دمى لا تمتلك قراراتها ولا توجهاتها
تركيا هي الحاضنة التي دربت وسلحت ودعمت أبرز التنظيمات الإرهابية في سورية
تحويل «آيا صوفيا» إلى مسجد ذريعة لقيام إسرائيل بإعادة بناء الهيكل على الأقصى
أردوغان كذاب ومنافق ويتاجر باسم الدين
قطع الشيخ نبيل نعيم الزعيم السابق ل«جماعة الجهاد الإسلامي» المصرية، الشك باليقين حول حقيقة جماعة الإخوان الإرهابية منذ وقت مبكر خلال مسيرته بين جماعات السلفية الجهادية، فأخذ موقفاً مناهضاً للفكر الإخواني بشقيه البنائي والقطبي منذ المرحلة الجامعية، معتبراً أن الخوارج أرحم من هذه الجماعة التي تتسم بالغدر والخيانة والخبث وتعمل على توظيف الدين كوسيلة لتحقيق أهدافها الهدامة، وهي الحقيقة التي سيدركها -عاجلاً أم آجلاً- أي إنسان تعامل مع هذه الجماعة، وهذا ما حدث مع أسامة بن لادن الزعيم التاريخي لتنظيم القاعدة الإرهابي الذي تأسف على أنه حُسب يوماً ما على جماعة الإخوان بعد أن سرق أعضاؤها ملايين الريالات التي منحها لهم بحجة التصدي لطغيان نظام حافظ الأسد في سورية خلال الثمانينات، ورغم أن رفيق دربه الإرهابي أيمن الظواهري -الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة- كان قطبياً إلا أنه لم يتوان عن تعرية الإخوان في كتابه الشهير «الحصاد المر.. الإخوان المسلمون» بعد أن ذاق مرارة خياناتهم، ولن ينسى أنهم طردوه من مقر عمله في بيشاور بعد أن اكتشف سرقاتهم.
هذه المواقف والتجارب علمتهم -بما لا يدعو للشك- أن الإخوان لا يضمرون سوى الشر ولا يأتي من ورائهم سوى المصائب والكوارث والمكائد، لذلك عندما جاء إلى الظواهري شخص غامض اسمه الحركي «أبو الوليد»، واجتمع معه بحضور نعيم والقياديين في الجماعة الإسلامية رفاعي طه ومصطفى حمزة، وكان يحثهم على القيام بعملية إرهابية لضرب السياحة في مصر بحجة الضغط على الحكومة المصرية للإفراج عن المعتقلين العائدين من أفغانستان، عارضاً مبلغ 50 ألف دولار كتمويل للعملية، همس نعيم في أذن الظواهري قائلاً: «واضح أنه من بتوع الإخوان وعايز يورطنا»، وحينها تراجعا عن استكمال النقاش معه، وكان ذلك الشخص بالفعل أحد اعضاء جماعة الإخوان المقيمين في ألمانيا منذ ستينات القرن الماضي هرباً من قضية «تنظيم 65» وهي قضية محاولة إحياء التنظيم السري للإخوان التي شارك فيها سيد قطب، وللأسف لحق رفاعي طه ومصطفى حمزة بالإخواني المشبوه وأخذا المبلغ ليرتكبا لاحقاً «مذبحة الأقصر» عام 97، التي راح ضحيتها نحو 60 قتيلاً من السائحين الأجانب، وبالتالي كان العقل المدبر والممول للعملية هم الإخوان ومن وراءهم من مخابرات أجنبية يعمل لصالحها هؤلاء الخونة، بينما كان المنفذون من السلفيين المتشددين مجرد دمى بلا عقل.
ومن المواقف اللافتة في مسيرة الشيخ نبيل نعيم، أنه رفض طباعة كتاب صديقه الظواهري «الحصاد المر» بالرغم أنه يكشف حقيقة الإخوان، وذلك لأنه عالج الشر بالشر، فلم يكتف بتعرية الإخوان وفضح أكاذيبهم وخياناتهم بل قام بتكفيرهم، وهي المسألة التي يرفضها الزعيم السابق لجماعة الجهاد رفضاً قاطعاً منذ بداية مشواره مع هذه الجماعات، حيث ساهمت دراسته للعلوم الشرعية وأصول الفقه في اتساع مداركه، وكان من القيادات الذين عملوا واجتهدوا في تقويض الفكر التكفيري داخل الجماعات السلفية المتشددة، وفي عام 77 كان طرفاً في مناظرة شهيرة جمعت بين «الجهاد» و«التكفير والهجرة» بقيادة زعيمها التكفيري شكري مصطفى، الذي كان يؤمن بأن ارتكاب أي معصية يعد كفراً مخرجاً من الملة، فقرأوا عليه قوله تعالى: «وعصى آدم ربه فغوى»، وسألوه: «إذا كفر آدم بحسب رأيك عن مرتكب المعصية.. فهل الملائكة سجدت لكافر؟!».. فضحك الحضور، وكان هذا من الردود المفحمة والمزلزلة، ومع ذلك لم يتراجع القيادي التكفيري شكري مصطفى لأن أمثاله تغطي على أبصارهم غشاوة الفتن السياسية وغالبيتهم جهلاء بعلوم الدين والشريعة ومرضى نفسيون ومتخلفون عقلياً، ولذلك لم يتوان زعيم التكفير عن اختطاف وقتل الشيخ محمد الذهبي وزير الأوقاف المصري الأسبق عام 77 في جريمة نكراء لا يقبلها عقل ولا دين. في عام 2007، قرر الشيخ نبيل نعيم حل جماعة الجهاد من داخل السجن بعد أن سئم وفقد الأمل في مراجعة وتصحيح الأفكار التكفيرية للمعتقلين «العائدون من ألبانيا واليمن» من الذين على شاكلة شكري مصطفى وأعضاء «التكفير» وقاد المراجعات من بعده سيد إمام (الدكتور فضل) صاحب «الجامع» الذي يعد من أخطر مناهج التكفير التي تبناها فكر القاعدة وداعش، وذلك بعد أن تراجع وأعد مذكرة «ترشيد العمل الجهادي» كمخرج من أزمة العقيدة التكفيرية التي ضللت الآلاف، ولكن يرى ضيفنا في هذا النقاش الذي امتد على ثلاث حلقات أن سيد إمام تراجع بسبب السجن فقط، وأن خطورته تكمن في أنه إنسان نفعي يتحكم فيه المال، وبالتالي فإن أفكاره معروضة للبيع، إذا دفعت له مقابل التراجع سيتراجع، وإذا دفعت له مقابل التشدد فسوف يتشدد، في إشارة واضحة إلى أن منهجه التكفيري أشبه بالمرض الكامن أو البركان الخامد الذي قد يعاود نشاطه في لحظة ما.
ما سبق، كان عبارة عن مقتطفات من الحلقة السابقة من النقاش مع زعيم «جماعة الجهاد» المصرية سابقاً الشيخ نبيل نعيم حول تجربته على مدى 40 عاماً قضاها بين جماعات السلفية الجهادية بكافة طبقاتها المتشددة والمتطرفة والإرهابية، وفي هذه الحلقة نستكمل النقاشات ونسلط الضوء على عدة محاور من بينها مكامن الخطر لدى جماعة الإخوان في منطقة الخليج، وملابسات مقتل القذافي وفتوى القرضاوي، والمزيد من التفاصيل حول خيانات الإخوان والمواقف التي تراجع عنها الشيخ نبيل خلال مسيرته، وهي ليست مجالاً لإبراء ذمته أو إدانته، بقدر ما أردنا تسليط الضوء على هذه التجربة بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات في سبيل العظة والعبرة ومعرفة الكثير من الحقائق الغائبة والمغيبة عن هذه الجماعات..
• تعرفنا على الأسباب وراء بغض الظواهري للإخوان رغم قطبيته، ولكن لماذا توجد خلافات بارزة بين السلفيين والإخوان عامة؟
•• السلفيون يختلفون مع الإخوان على أساس أن جماعة الإخوان تجتمع تحت مظلتها المذاهب الصوفية والشيعية وخليط من الأفكار والعقائد المختلفة، وبالتالي يأخذون عليهم هذا المأخذ وهو «الانفلات العقائدي والفقهي»، والسلفيون عامة متشددون في أحكام فقهية كثيرة، بينما الإخوان يجيزون -على سبيل المثال- حلق اللحية ولبس المرأة للبنطال، وهذه باختصار من بين جملة من الخلافات الفقهية بين الجماعتين.
• ولكن لماذا تستخدم لغة حوار متدنية وألفاظا غير لائقة بين فقهاء هذه الجماعات (السلفيون والإخوان)؟.. ونستشهد على سبيل المثال لا الحصر بكتاب للشيخ مقبل بن هادي الوادعي وهو من كبار دعاة السلفية في اليمن وكان عنوانه (إسكات الكلب العاوي يوسف القرضاوي)
•• ذكر الله سبحانه وتعالى قصة بلعام بن باعوراء وهو من علماء بني إسرائيل في سورة الأعراف، بقوله: «واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث»، وهذا مثال للعالم الضال الذي يستغل علمه ضد الدين، وهو المدخل الذي يدفع بعض العلماء وصف يوسف القرضاوي كما جاء في عنوان كتاب الشيخ الوادعي.
والقرضاوي -لا شك- أنه عالم ضال والشواهد على ذلك كثيرة، فحين عزل الرئيس محمد مرسي من منصبه، أصدر القرضاوي فتاوى تؤيد أعمال العنف من أجل إعادة تنصيب الرئيس المعزول، وأصدر فتوى أخرى يدعو فيها المسلمين من جميع أنحاء العالم إلى السعي للشهادة في مصر، وهو تحريض على الفوضى والقتل وتدمير البلاد من أجل انتماءاته للإخوان.
أما بالنسبة إلى الشيخ مقبل الوادعي فأتفق بأنه من السلفيين المتشددين ولكنه لم يكن تكفيرياً على الإطلاق وكان يحذر من فتنة التكفير.
• هل تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية في مصر والسعودية والإمارات ومقاطعة دول الرباعي العربي لقطر بسبب رعايتها للجماعات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان سيساهم في تفكيك هذه الجماعة والقضاء عليها؟•• ساهمت هذه الإجراءات في تقويض نشاط جماعة الإخوان جزئياً، ولكن الوسيلة الناجعة للقضاء على خطر هذه الجماعة الإرهابية يتطلب أن تتوسع دائرة حظر هذه الجماعة في جميع دول الخليج والعديد من الدول الأخرى وصدور قرارات بمصادرة أموالها ومنعها من إدارة الجمعيات الخيرية، فالإخوان على مدى أكثر من 40 عاماً وهم يسرقون أموال الزكاة والأموال التي تمول بها دول الخليج الجمعيات الخيرية حول العالم التي سيطر عليها الإخوان جميعا، وجمعوا من ورائها المليارات وهربوها إلى أوروبا وقاموا بتشغيلها هناك، وكذلك لا بد من محاسبة كل من يثبت انتماؤه لجماعة الإخوان ويحاكم على أساس انتمائه لجماعة إرهابية محظورة.
• يشير الكثير من المراقبين إلى أن تنظيم الإخوان في الكويت هو الأخطر في منطقة الخليج، رغم أن إخوان قطر يعتبرون أكبر الممولين للجماعات الإرهابية في ليبيا وسورية وفي العديد من الأقطار الأخرى.. ما السبب في رأيك؟
•• إخوان قطر ليسوا الممولين للجماعات الإرهابية، الممول الفعلي للجماعات الإرهابية في المنطقة هم الحكومة القطرية، أما دور تنظيم الإخوان هناك لا يعدو كونه مجرد أداة لا أكثر، وأخطر مؤسساتها الناشطة هي «أكاديمية التغيير» التي يديرها هشام مرسي صهر يوسف القرضاوي، تأسس مكتبها في لندن عام 2006 بالتنسيق مع «مشروع النهضة» الذي يديره القطري جاسم السلطان وهو من قيادات جماعة الإخوان في قطر، وتروج «أكاديمية التغيير» لدورات تؤهل الشباب على تبني فكر ثوري للانقلاب على الحكومات وتغيير الرؤساء والملوك والحكام وإقامة جمهوريات ديمقراطية، ويشترك معهم في هذا المشروع أيضاً القطري عبدالرحمن النعيمي رئيس منظمة الكرامة القطرية، وقد سبق لي أن زرت هذه المنظمة ولم أشاهد فيها سوى موظف واحد فقط بجانب النعيمي في مبنى من ثلاثة أدوار خال من البشر، ومع ذلك هذه المنظمة مسؤولة عن تمويل غالبية المنظمات الإرهابية في العالم، وبالتأكيد أنها مجرد واجهة للحكومة القطرية التي تعد الممول الحقيقي لهذه الأنشطة.
أما إخوان الكويت فهم الأكثر خطراً في منطقة الخليج لأنهم وصلوا إلى مناصب مهمة في مفاصل السلطة، ومتواجدون بكثافة داخل البرلمان (مجلس الأمة)، وتسيطر الجماعة على إدارة غالبية الجمعيات الخيرية، ويوجد تواصل مباشر وتنسيق بين إخوان الكويت وقيادات التنظيم الدولي. ويشكل إخوان الكويت خطرا أمنيا بلا شك، ومن الشواهد على ذلك خلية الإخوان المصرية التي تشكلت في الكويت بعد سقوط الإخوان في مصر، وتم ضبطها في الكويت واكتشفت السلطات أن معهم جوازات سفر كويتية، وهذا اختراق أمني خطير.
• لماذا أفتى القرضاوي بقتل القذافي رغم أن التسجيلات التي تم تسريبها أخيراً تشير إلى علاقته القوية ب«الحمدين» في قطر والإخوان كشريك في مخططاتهم التخريبية؟
•• حتى تدفن أسراره معه، فالقذافي كان يتبنى ذات الأهداف التي تروج لها «أكاديمية التغيير» ويدعمها ويتآمر معهم لتنفيذ تلك المخططات والتي تهدف إلى الإطاحة بالأنظمة الحاكمة واستبدالها وإثارة الفوضى والفتن داخل الدول المستهدفة، ومع ذلك أمرت قطر بقتله بتوجيهات مباشرة من أميرها السابق حمد بن خليفة تقضي بتصفية القذافي وابنه في ضواحي مدينة سرت وفق تسريبات من المخابرات الروسية في ذلك الوقت، والمتابع للتسجيلات الصوتية الأخيرة سيتفهم من سياق ما ذكر فيها أنه لو كان قبض عليه حياً لأفشى العديد من الفضائح والمؤامرات التي تهدف إلى تمزيق المنطقة وتدميرها.
• دائماً تكررون بأن جماعة الإخوان خونة الأوطان وعملاء.. ما هي أبرز الشواهد قديماً وحديثاً؟
•• نعم بكل تأكيد والشواهد والوقائع المثبتة لا حصر لها، ومن الأمثلة على ذلك بعض من ما يجري في سيناء خلال السنوات الأخيرة، فإسرائيل مثلاً لديها ممر آمن تحت مرأى أجهزتها الأمنية يمر من خلاله أعضاء الجماعات الإرهابية المتواجدة في سورية يدخلون من خلاله إلى قطاع غزة ثم إلى مصر، وتم القبض على العديد منهم أثناء القيام بتهريب كميات هائلة من الأسلحة والمخدرات عبر الأنفاق التي تسيطر عليها جماعة حماس الإخوانية وعلى علاقة مع الجماعات الإرهابية الناشطة في سيناء، وتم استدعاء بعض قيادات حماس واجتمعوا في هذا الخصوص مع المخابرات المصرية.
وتاريخياً، كانت محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر في حادثة المنشية عام 54 بتدبير من سعيد رمضان مؤسس التنظيم الدولي للجماعة وأجهزة مخابرات أجنبية، ورغم أنهم كانوا ينكرونها إلا أن المتهم الثالث البارز في هذه القضية خليفة مصطفى عطوة الذي ما يزال على قيد الحياة خرج في حوار تلفزيوني معترفاً بأنه تلقى تعليمات مباشرة من المرشد حسن الهضيبي بقتل الرئيس عبدالناصر.
وعلى الصعيد الخليجي، السعودية احتوت جماعة الإخوان وتم إطعامهم من جوع وتأمينهم من خوف، وبقوا فيها نحو 40 عاماً منذ أن شردهم الرئيس جمال عبدالناصر من البلاد، ثم تم اكتشاف أنهم يتآمرون على المملكة في نشر الإرهاب والإخلال بالأمن، وكذلك تم اكتشاف مؤامراتهم في الإمارات، ومحاولاتهم في الانقلاب على الحكم في الكويت عقب غزو صدام حسين للكويت عام 90 ومساعي التفاوض معه للانسحاب مقابل استلامهم الحكم.
وحين كنت في السجن، كانت هناك قضية لجاسوس اسمه فارس مصراتي وهو ضابط مخابرات إسرائيلي من أصل ليبي اسمه الحقيقي ديفيد وكان يقوم بتجنيد بعض القبائل بين مصر وليبيا ومن بينهم أسرة المصراتي وقبضت عليه المخابرات المصرية وكان يقضي محكوميته معنا في السجن، وكان دائماً برفقة القيادي الإخواني خيرت الشاطر داخل السجن، وحين سأله أحد أعضاء الإخوان عن سبب تقاربه معه، وكنت شاهداً على الواقعة، قال الشاطر: «هؤلاء يحكمون المنطقة ويجب أن تكون علاقتنا بهم جيدة».
وحين حكم الإخوان مصر على مدار عام، كانت اتفاقية الهدنة الوحيدة بين إسرائيل وحماس كانت في عصر الإخوان، وهذا قليل من كثير حول تاريخ هذه الجماعة الإرهابية.
• ما هي حقيقة العلاقة المشبوهة بين تركيا والجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش وجبهة النصرة؟
•• دخل إلى سورية خلال الأزمة أكثر من 30 ألف مقاتل أجنبي، وهؤلاء لا يمكن أن يدخلوا ساحة المعركة مباشرة دون أن يحصلوا على تدريب وتأهيل داخل معسكرات، وهذه المعسكرات متواجدة في تركيا، وكذلك لا بد من الإنفاق على هؤلاء المقاتلين الأجانب وتسليحهم بأسلحة ثقيلة غير متواجدة في أسواق السلاح التقليدية التي عادة لا توفر سوى الأسلحة الخفيفة فقط مثل المسدسات والرشاشات، ولذلك كانت الأسلحة الثقيلة مثل الصواريخ و«الآر بي جي» وقذائف الهاون تأتي من تركيا وبإشراف مباشر من سلطاتها وهي أيضاً منطقة مرور غالبية هؤلاء المقاتلين إلى الأراضي السورية منذ اندلاع الأزمة في 2011، وبحسب تصريحات سابقة لوزير الداخلية التونسي كان مئات من المقاتلين التونسيين الذين ذهبوا للقتال في سورية يسافرون إلى إسطنبول أولاً كمحطة أساسية. وبالتالي فإن دور تركيا الواضح تماماً هو احتضان هذه الجماعات وإيواؤها وتدريبها والإنفاق عليها.
• وما السبب وراء الدور التركي في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية المقاتلة في سورية؟
- السبب يعود إلى أن تركيا لديها أطماع في شمال سورية وليبيا وأراض أخرى كانت تابعة لحدود الدولة العثمانية التي سقطت بانتهاء الحرب العالمية الأولى، والتوقيع على معاهدة لوزان عام 1923، وهي معاهدة تسوية وضع الأناضول والقسم الأوروبي من تركيا حاليا، واعترفت المعاهدة التي وقعت عليها بريطانيا وفرنسا واليونان وعدد من الدول الأوروبية الأخرى، بدولة تركيا وفقاً لحدودها الحالية، ولكن أردوغان يريد أن يعيد هذه الأراضي إلى تركيا بحجة أنها من المفترض أن تعود إلى تركيا بعد مرور مائة عام على الاتفاقية أي بحلول عام 2023 باعتبارها من أملاك الدولة العثمانية وأنه وريث هذه الدولة ويطالب باستعادة الأراضي التابعة لأملاك العثمانية، ولكن هذا الكلام غير واقعي لأن الدولة العثمانية انتهت بإعلان مصطفى كمال أتاتورك رئيس الحركة القومية التركية آنذاك قيام دولة تركيا واعتماد حدودها.
• ما رأيك في مواقف أردوغان ذات التوجهات الإسلامية مثل تحويل «آيا صوفيا» من متحف إلى مسجد؟
•• أردوغان كذاب ومنافق ويتاجر باسم الدين، وتحويل كاتدرائية «آيا صوفيا» إلى مسجد سيكون ذريعة لقيام إسرائيل بإعادة بناء الهيكل على المسجد الأقصى.
• بعد أن قضيت 40 عاماً داخل التنظيمات والجماعات الإرهابية والمتطرفة.. ما هو انطباعك عنها الآن وماذا تعلمت من هذه التجربة؟•• خلال فترة تواجدنا في أفغانستان -تحديداً في الثمانينات وبداية التسعينات- كانت جميع التنظيمات والجماعات العربية والإسلامية المتواجدة هناك تحصل على دعم من أجهزة مخابرات إقليمية ودولية متعددة، وجميع هذه الجماعات لا تقوم لها قائمة إلا بدعم مخابراتي، وهذا الدعم لا يتم إلا باختراق هذه الجماعات في العمق بما يؤهلها للسيطرة والتحكم بها لأجل تحقيق أجندات وأهداف خبيثة في المنطقة، وبالتالي فإن جميع هذه الجماعات كانت كالدمى في أيدي أجهزة المخابرات الدولية المختلفة، ومن أبرز ملامح الأهداف الخبيثة لهذه الجهات الخارجية التي اتضحت في المنطقة هي استبدال الصراع «العربي الإسرائيلي» بصراعات مذهبية وطائفية على أيدي هذه الجماعات، لتتحول أجزاء كثيرة من المنطقة العربية إلى ساحة لمعركة «داحس والغبراء» يهلك فيها العرب وتربح فيها خزائن الجهات المستفيدة من بيع الأسلحة، وهنا أود أن أستشهد بمقولة سمعتها مباشرة من الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر خلال ندوة ألقاها خلال إحدى زياراته إلى مصر قال فيها: «أمريكا لا تدفع شيئا من جيبها، فهي تقاتل بشبابكم وأموالكم»، وكلامه صحيح فهذه الجماعات تنحر بعضها ومن يمولها حالياً هي دولة قطر كإحدى أبرز الجهات الضالعة في هذه المخططات الخبيثة.
وخلال ال40 عاماً التي قضيتها مع الكثير من الشخصيات القيادية في هذه التنظيمات سواء في مصر أو أفغانستان والمحطات العربية الأخرى التي توقفت فيها لبعض الوقت، أرى بأن جميع هذه الجماعات وغالبية قياداتها بما فيهم جميع قيادات الإخوان وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري وغيرهم الكثير، جهلة ومتخلفون عقلياً ومرضى نفسيون، وأدركت ذلك خاصة أنني درست أصول الفقه، وهو ما جعلني أعزز نظرتي لهؤلاء الذين غالبيتهم لم يدرسوا هذه العلوم الدينية بأنهم جهلة ولا يعرفون حقيقة الدين وتسببوا في نشر عقيدة التكفير والتطرف في المجتمع واستباحة دماء المسلمين عن جهل ومخالفون لقوله تعالى: «ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما».
• أنت تؤكد دائماً أنك لست تكفيرياً منذ بداية مشوارك مع تنظيم الجهاد المصري، ولكن هذا لا ينفي عنك صفات التطرف والتورط مع الجماعات الإرهابية.. أليس كذلك؟
•• أنا لا أعتبر نفسي متطرفا أبدا، أنا لم أطالب بقتال الجيش أو الشرطة، أو الخروج على الحاكم، وكل ما في الأمر هي مسألة الذهاب إلى أفغانستان، وما تبعها من أحداث حصلت داخل السجن مثل عملية الاستيلاء على سجن العقرب وحرقه، وكانت نتيجة الضغوطات النفسية التي تعرضنا لها داخل السجون ورد فعل عليها.
• ولكنك شاركت في التخطيط للانقلاب ضد السادات.. ألا يعد هذا تناقضاً؟
•• شاركت في التخطيط للانقلاب بناء على أن العملية ستحسم الموقف بدون دماء وهذا كان الدافع من مشاركتنا، ثم تغيرت الأهداف إلى تنفيذ عملية الاغتيال بعد تبعات أحداث الزاوية الحمراء وصدور قرارات التحفظ، وكنت قد نقلت الذخيرة التي تم تخزينها في منزلي وسلمتها للجماعة قبل أن تتولد فكرة التخطيط لاغتيال السادات.
• ما هو أكثر شيء تأثرت منه وندمت عليه خلال تجربتك المريرة التي قضيتها في السجون قرابة 30 عاماً خاصة خلال عزلة السجن الانفرادي لمدة 10 سنوات؟
•• أكثر شيء آلمني هي الأضرار التي تسببت فيها لأسرتي وابتعادي عنهم، وهذا الألم أشد وطأة من ألم البقاء في السجن طيلة تلك السنوات، فأنا كنت متزوجا ولدي أبناء، وتقطعت بي السبل ولم أستطع أن أصرف عليهم، فاضطر أبنائي أن يبيعوا ما استطعت تركه لهم من أملاك بسيطة، وأذكر أنني حين دخلت السجن كان عمر ابنتي الصغرى ستة أشهر وحين خرجت من السجن كانت قد تخرجت من الجامعة، وبعد خروجي مباشرة أقمنا حفل زفافها، ولكن أحمد الله بأن حالي أفضل من غيري، فأبنائي استطاعوا إكمال تعليمهم الجامعي وتزوجوا جميعا، وهذا وحده فضل كبير من الله عوضني عن كثير من الآلام التي أصابتني بسبب الابتعاد عنهم والمعاناة التي سببتها لهم.
• الكثيرون يعرفون فضيحة عبدالحكيم عابدين صهر حسن البنا الذي اشتهر بلقب «راسبوتين الإخوان» بعد أن استغل تواجد الكثير من زملائه في الجماعة داخل السجون وانتهك حرمة بيوتهم واعتدى على أعراض نسائهم وتمت إدانته من قبل قيادات الإخوان... ألم يخش أعضاء هذه الجماعات على أعراضهم بعد الدخول للسجون؟.. ولا أقصدك أنت شخصياً ولكن بشكل عام في سبيل الاتعاظ من مثل تلك الحوادث المتوقعة في ظل الحقائق التي تكشفت حول سلوكيات المنتمين لهذه الجماعات.
•• نعم للأسف وقعت «بلاوي» وكوارث كثيرة جداً شبيهة باعتداءات عبدالحكيم عابدين الشهيرة على أعراض بعض أسر أعضاء الإخوان، ووقعت مثل هذه الحوادث خاصة بين أعضاء «الجماعة الإسلامية» لأن أعدادهم كانت كبيرة والتزامهم الديني كان ضعيفاً جداً، ولساني يعف عن ذكر مثل هذه الحوادث التي أعرف شخصياً الكثير عنها.
• إذا قال لك أحد أبنائك إنه يريد الذهاب للجهاد.. ماذا سيكون موقفك؟
•• سأرفض طبعا.. وأين سيجاهد؟!.. لا توجد حاليا أي ساحة ينطبق عليها مفهوم الجهاد، لا في ليبيا ولا سورية.
ولكن إذا كان جهاداً ضد استعمار أجنبي وتبنته الدول وبهدف دفع الظلم والعدوان عن المظلومين، فحينها قد يختلف موقفي، ولا يجوز شرعاً القتال إلا تحت «راية»، أي تحت سلطة الحاكم وولي الأمر وبموافقتهم.
• بعد كل هذه السنوات داخل تنظيمات السلفية الجهادية.. ما هو أبرز شيء تراجعت عنه وأبرز شيء لم تتراجع عنه؟
•• تراجعت عن الانتماء لأي جماعة إسلامية، لأن جميع هذه الجماعات بلا استثناء هي مجرد أدوات، وعبارة عن دمى لا تمتلك قراراتها ولا توجهاتها، وكذلك أرفض الأحزاب السياسية الدينية وتوظيف الدين لأغراض سياسية. وحافظت على أن لا أكفر أحداً، وأنا إنسان مسلم فقط ومحب لجميع المسلمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.