موسم ونصف قضاها المدرب الروماني دانيال إيسايلا مع فريق الحزم الصاعد الموسم الماضي لدوري المحترفين، وتمكن من الاستمرار لموسم ثان في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان. ونجح المدرب الروماني البالغ من العمر 47 عاما في وضع بصمة مميزة له بالدوري، تمثلت بالفوز على كل الفرق الكبيرة خلال تجربته الناجحة مع الحزم، بالانتصار على الهلال الموسم الماضي على ملعبه، وأعاد الكرة هذا الموسم بتحقيق الفوز على النصر والاتحاد والأهلي. بيد أن تدهور نتائج حزم الصمود في منتصف الموسم واقترابه من مراكز الهبوط، ساهم في إقالته من منصبه في الفترة الشتوية. «عكاظ» حاورت المدرب المقال، متطرقة لكثير من الأمور التي تخص الدوري، وتجربته مع الحزم، وأسباب إقالته، بجانب الحديث عن رأيه بالأندية واللاعبين في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، بالتنسيق مع الزميل محمد الخليفة المنسق الإعلامي لفريق الحزم، فإلى التفاصيل: • كيف ترى تجربتك بالسعودية على مدى عام ونصف ؟ •• كانت تجربة رائعة أولى لي خارج دولتي، ولذلك كانت البداية صعبة للتأقلم ولكن حصلت على المساعدة من فريقي نادي الحزم وخاصة اللاعبين والإداريين والفريق الطبي وفريقي الفني. كنا كالعائلة في جميع الأوقات الصعبة، وتعرفت على كثير من الناس الرائعين وأنا سعيد جدا بهذه التجربة وشكرا للجميع. مستوى الدوري • كيف تقيم المسابقات السعودية بشكل عام والدوري السعودي خصوصا ؟ •• بشكل عام المنافسات السعودية رائعة وقوية ومستواها جيد، خصوصا أن القوانين تغيرت عندما جئت بتغير عدد المحترفين إلى 7 أجانب في الملعب وواحد في الاحتياط ليصل إجمالي اللاعبين ل8.. هؤلاء اللاعبون رفعوا مستوى الدوري لأن أداءهم عالٍ، فهم لاعبون رائعون بوجود مدربين كبار معروفين وحكام دوليين، ونظام الفار الذي يمثل مستقبل الكرة، لذلك كانت منظومة النجاح متكاملة، والمستوى مرتفعا جدا وقد رأينا أثر ذلك على المنتخب السعودي في كأس العالم، وكذلك فإن الهلال فاز بكأس آسيا، وهذا دليل على قوة الدوري المحلي. وقد أثر كل ذلك على مستوى اللاعبين المحليين بشكل إيجابي وساعدهم ليلعبوا بشكل أفضل واحترافي، بالرغم من أن البعض كان يعتقد العكس، لأنه في الغالب لن يلعب أكثر من 4 لاعبين سعوديين في المنافسات المحلية للنادي، ولكن بشكل عام وجود 7 أجانب كان إيجابيا جدا برفع مستوى اللاعب السعودي وتحقيق الأندية والمنتخبات المنجزات الأخيرة. • هل فوجئت بمستوى الأندية السعودية ؟ •• نعم، أنا متفاجئ لأنني قبل المجيء للدوري السعودي كان الجميع يقولون لي إن اللاعبين كبار في السن، إذ تراوح أعمارهم بين 31 و32 عاما، واكتشفت أن هذا الكلام غير صحيح، فعندما جئت وجدت أن المنافسة في السعودية في رأيي أفضل بكثير وأقوى من معظم الدوريات الأوروبية. هزيمة الكبار • نجحت في أقوى نسخة من الدوري السعودي تاريخيا بهزيمة الهلال على ملعبه، ومن ثم تعادلت معه هذا الموسم.. كيف كان ذلك ؟ •• لقد فزنا في أرض الهلال، وتعادلنا كذلك في هذا الموسم على أرضنا، وهو شعور رائع عندما تلعب أمام أفضل فرق السعودية شهرة وقوة على الصعيد الفني، وكأنك تلعب أمام ريال مدريد أو برشلونة أو بايرن ميونيخ أو جوفنتوس في أوروبا، وهو شعور رائع أن تفوز أمام هذا الفريق لأنه من أفضل الفرق في آسيا. • بدايتكم هذا العام في الدوري كانت مميزة.. انتصرتم على النصر والاتحاد والأهلي، وتعادلتم مع الهلال لكن الفريق يسجل نتائج سلبية أمام الأندية المتوسطة أثرت على ترتيب الفريق ما هو السبب ؟ •• نعم بدأنا بشكل جيد ولعبنا بشكل رائع وحققنا نتائج رائعة ولكن هذه هي الحياة، ففي بعض الأحيان الشمس مشرقة في السماء، وأحيانا أخرى يكون الجو مغيما، وأحيانا يكون الجو عاصفا، وكذلك هي كرة القدم؛ أحيانا تكون هناك فترة جيدة وحظ جيد وتكون هناك فرص تهديف محققة ولكنك لا تفوز، وأحيانا تنتصر من فرصة واحدة. والانتصار على الفرق الكبيرة يشكل ضغطا كبيرا لأن الفرق التي تقاربنا مستوى تلعب أمامنا بتركيز عال وشراسة أكبر، والفرق تنظر لنا نظرة مختلفة، وهذا يشكل ضغطا أكبر علينا خاصة أن لدينا لاعبين تنقصهم الخبرة للفوز بكل مباراة، وأحيانا هذه الفروقات الصغيرة تصنع الفارق. ولذلك خسرنا أمام أبها والرائد بالرغم من سيطرتنا والفرص العديدة التي أتيحت للتسجيل، وهذه التفاصيل الصغيرة تجعلنا نخسر ولكن من المهم ألا نستسلم لأن الحظ كان سيئا، ولكن ينبغي العمل والمواصلة لتغيير الوضع للأفضل. • هل أنت متخصص في هزيمة الفرق الكبيرة بالدوري ؟ •• نعم تستطيع قول ذلك لأنه ليس من السهل التحضير الذهني لهذه المباريات، وهو مهم بالنسبة لي، وفي هذه المباريات لا تحتاج لتحفيز اللاعبين بشكل زائد عن اللزوم لأن التحفيز يأتي بشكل ذاتي لديهم، ولكن ما نحتاجه في هذه المباريات هو التخطيط التكتيكي ضد هذه الفرق الكبرى، لأنك لو لعبت بالشكل المعتاد وأعطيتهم مساحات للعب سيسحقونك، لذلك من المهم الحفاظ على خطتك التكتيكية مهما حصل في الميدان. وبعض الأحيان من السهل أن تخسر لو فقدت هدوءك وتركيزك، ولكن عليك الصبر واستغلال المرتدات وشغل دفاعاتهم بالهجوم دائما، وهذا يعطيك الفرصة مع اللاعبين السريعين للهجوم ومفاجأتهم وهذا ما أجيد القيام به أمام الفرق الكبيرة. • تذبذب نتائج الفريق ساهم في إقالتك من منصبك ما هي الأسباب وراء ذلك ؟ •• صحيح، شرحت لك عندما يكون لديك لاعبون قليلو الخبرة أحيانا يكون حظك جيدا وتفوز، وأحيانا يكون حظك سيئا وأحيانا تكون لديك إصابات في فريقك وهذا حصل عدة مرات للأجانب (أسناتي وإبراهيم تندياوي) في مواقف صعبة، خاصة بعد أن فزنا 4 مباريات متتالية، وهذا ليس سهلا عندما تخسر عددا من اللاعبين خاصة في منطقة الهجوم ستكون لديك مشكلة والضغط يكون كبيرا عليك من الفرق الأخرى بسبب فوزنا على الفرق الكبرى. كما أن تصاريح الإدارة بأن لدينا أهدافا أكبر كاللعب في آسيا شكلت تحديا وضغطا كبيرا على اللاعبين وهذا سبب لنا مشكلة. ولكن في فترة الانتقالات جلبنا لاعبين رائعين، ولعبنا ضد التعاون وتعادلنا رغم ضياع 6 أهداف محققة، وهذا لا يلغي قوة التعاون كبطل للكأس، والحظ لم يقف معنا، وبعد ذهابي فازوا بمباراتين.. اللاعبان المهاجمان صنعا الفارق وكنت قد أصررت على جلبهما وهذا ما حصل. • هل تلقيت عروضا من أندية أخرى سعودية ؟ وهل يمكن أن نراك مدربا لأحد الأندية السعودية مستقبلا ؟ •• لدي نقاشات كثيرة مع وكلاء الأندية، ولكن لا يوجد شيء رسمي وحاسم حتى الآن ولكن لم لا ؟ أنا مدرب محترف وأحب عملي وهو التدريب. وأنا الآن استمتع مع عائلتي لأنهم ضحوا من أجلي كثيرا، وهذه هي حياتي، فإذا كان لدي عرض جديد وخطة جيدة لفريق من السعودية، فنعم سوف أعود لأني أشعر بالراحة والمتعة في السعودية، ولدي العديد من الأصدقاء لديكم. منافسة الهلال والنصر • حصل النصر على بطولة الدوري الموسم الماضي.. هل تتوقع أن يكررها هذا العام ؟ •• نعم النصر فاز بالدوري العام الماضي، والتوقع صعب هذا الموسم خاصة أن الهلال خسر كل شيء الموسم الماضي بسبب ضغط مبارياتهم في المسابقات المختلفة في الموسم الماضي، وأصابهم التعب والإرهاق، والنصر كذلك. ولكني أرى نفس سيناريو وموقف الموسم الماضي من حيث المنافسة الشرسة بالرغم من تقدم الهلال، خاصة أن النصر والهلال قد يخسران من أي فريق في أي لحظة مع تقارب المستويات ومن الصعب عليهما أن يبقيا على نفس الرتم والمستوى، والتنافس سيستمر بينهما لآخر لحظة للفوز بالدوري. • حقق الهلال بطولة آسيا تحت قيادة ابن جلدتك رازفان، ماذا يعني ذلك لك؟ وهل تتواصل معه ؟ •• بالتأكيد، وهو صديقي ولعبنا سويا في ناد برومانيا، وبعد أن دخلت عالم التدريب دربنا سويا في فريق واحد وكنت مساعدا له وتعلمت منه الكثير في التدريب من حماسه وشغفه وخبرته، وهذا ساعدني كثيرا وكان مرشدي من البداية. الأفضل بالدوري • من أفضل اللاعبين الأجانب بالدوري السعودي ؟ وأفضل اللاعبين السعوديين من وجهة نظرك ؟ •• هناك كثير من اللاعبين الرائعين في الدوري فمن الهلال مثلا هناك: قوميز، جيوفينكو، إدواردو، كاريلو، ومن النصر يوجد حمد الله فهو مهاجم قاتل، بجانب نور الدين إمرابط، والبرازيلي جوليانو، ومن الأهلي هناك عمر السومة، وجانيني، هؤلاء الأفضل بالنسبة لي ولذلك المنافسة محتدمة بين الهلال والنصر، ومن السعوديين يوجد محمد كنو وسالم الدوسري من الهلال، فهد المولد من الاتحاد في الموسم الماضي بالرغم من إيقافه لكنه لاعب رائع. • المنتخب السعودي هل ترشحه للوصول لمونديال 2022 ؟ وكيف تراه ؟ •• نعم لديه الإمكانيات للتأهل وليست أول مرة لهم للوصول لكأس العالم، وكل شيء ممكن في منافسات كأس العالم، خاصة أن الجميع سيأتي مرهقا من منافسات قوية، فمن يستطيع التأهل بشكل جيد وتجهيز فريقه ستكون له الفرصة الأكبر، وقد جربت ذلك مع المنتخب الوطني لرومانيا، والأمر ليس سهلا ودربتهم كمدرب مساعد مع يوردانسكو، وبعد ذلك قدت المنتخب الوطني تحت 21 عاما في الأولمبياد، وأعلم أن التحضير صعب لعدم وجود الوقت الكافي، وكما قلت بعد موسم طويل اللاعبون سيكونون متعبين، والمدرب المميز يستطيع تجهيز فريقه لهذه المنافسة الكبرى. • أخيرا، بماذا خرجت من تجربتك بالدوري السعودي ؟ •• أنا أقوى الآن، ولم تكن التجربة سهلة لأنها أول تجربة لي خارج وطني ودون عائلتي، وكان تحديا صعبا وضحينا كثيرا أنا وزوجتي وبناتي، ودعموني كثيرا، وجاؤوا للسعودية، وبقوا معي بعض الوقت، وفي السعودية كونت عددا من الصداقات مع فريق الحزم ومن الإعلام والمشجعين والمدربين، وكانت تجربة وتحديا كبيرا لي، وأنا سعيد لأني تحديت مدربين كبارا وفزت عليهم، وهذه التجربة جعلتني أقوى بكثير عما قبل، وجهزتني بشكل أفضل للمستقبل. • كلمة أخيرة.. لمن توجهها ؟ •• شكرا لكل السعوديين شعبا وحكومة ولوزارة الرياضة على هذه التجربة المميزة.. وقد أراكم قريبا ! (يقولها ضاحكا).
