alma3e@ أكد مدير جمعية الثقافة والفنون في الدمام الشاعر أحمد الملا أنّ افتتاح صالات السينما لن يكون منشطاً لصناعة الأفلام السينمائية ولا للحالة الثقافية لدينا بعد تجريفها لسنوات، وأضاف أنّ تركه لإدارة الجمعية في نهاية (2017) لن يحدث تغييراً في عملها لأنه أسس مع زملائه العام الماضي لعمل مؤسسي يستمر لسنوات، جاء ذلك في الأمسية الثقافية التي أقيمت في مجلس ألمع الثقافي تحت عنوان «حديث في المسرح والسينما» إلى جانب الشاعر «صالح زمانان» وأدارها نايف البقمي. وذكر «الملا» أن لدينا صناعة جيدة للأفلام السينمائية، لكنها غير مدعومة، واستدل على ذلك بوزارة الثقافة التي تقوم بالاستحواذ على المنتج المستقل من هذه الأفلام وتعرضه في العالم على أنه منتجها وهذا خطر لأنّ صناع الأفلام اليوم هم الواجهة الحقيقية الذين يفترض دعمهم، فمن يتذكر أيّ حدث الآن سيتذكر لقطة من ثلاث ثوان تكفي عن مجلدات من الكتب، وهذا لا يعني موت الكتابة أو أي فن آخر، ولكننا الآن في سياق الحالة الفنية والتأثير اللذين تمثلهما الحالة السينمائية، وذكر «الملا» أنّ الصالات السينمائية هي صالات تجارية ووجودها لن يدعم صناعة الأفلام بأي شكل من الأشكال نظراً لسيطرة شركات التوزيع عليها ولن يغامر مستثمر بعرض فيلم ما لم يكن مربحاً، وأكد الملا أنّ الاختيار لإدارة الثقافة ليس بالضرورة أن يكون من الشعراء والأدباء، واعترف أنّ مهرجان الأفلام السعودية أصبح مشهوراً أكثر من جمعية الثقافة والفنون. فيما تحدث الشاعر والكاتب المسرحي «صالح زمانان» عن أهمية المسرح الذي انطلقت منه عشر مدارس فنية من الأربع عشرة وعده مزاج النخبة ووجدان الجماهير، وذكر «زمانان» أننا في المشرق ظللنا متأخرين عن شتى الفنون بعد الشعر بعكس الحالة المسرحية من الداخل التي تعج بها كل موروثات الجزيرة العربية لثلاث معضلات بلي بها الشرق: ثورة إيران والصحوة والمعضلة الثالثة من الداخل المسرحي الذي تكوّن. وأكد «زمانان» أنّ هذه العطوب والتراكمات لم تكن تسمح بمزاج النخبة ووجدان الجماهير، مستشهداً بالمسرح الذي لم يُقبل من الناحية الأيدلوجية الصرفة فحاربته في الأقبية عن طريق إغلاق المسرح التعليمي بإغلاق كلية المسرح واستغلال التعليم في توجيهه. وأكد «زمانان» أنّه لا يوجد لدينا مشروع مسرحي ثقافي في السعودية، بقوله إنّ لدينا ريادة وتجارب وحالة مهمة أما المسرح بوصفه مشروعا ضخما فغائب، يكفي أنّ كل هذا الموروث وهذا التراث مغيب باستثناء حالات عابرة، وذكر «زمانان» أنّ لدينا حالات متقدمة على مستوى النص واللغة والموضوعات ولكنها تقع في معضلات أخرى كالرمزية في النصوص، وغياب المرأة عن المسرح، وهذه المعضلات صدّرت لنا مسرحاً خاصاً وغريباً لدرجة أنّ الكتاب المبتدئين في المسرح يعتقدون أن هذا هو الجمال المفرط في الكتابة، ولكنه استثنى بعض التجارب في الكتابة المسرحية كتجربة فهد ردة ومحمد العثيم وملحة عبدالله.