أفصح مصدر هندسي في الحرم المكي أن الرافعة العملاقة «لبهير» التي سقط جزء منها على ضيوف بيت الله الحرام الجمعة الماضي، لن تتواجد مجددا في مشاريع الحرم. وبحسب صحيفة مكة أضاف المصدر أن الرافعات الأخرى الموجودة حاليا ستفي بالغرض فيما تبقى من سير المشاريع التي تنفذ في المسجد الحرام، ولا سيما أن مهام الرافعة التي سقطت كانت تتركز على رفع المخلفات من داخل الحرم ونقلها للخارج، بهدف التسهيل وعدم التضييق على الزوار، وأن مشروع المطاف قد اكتملت مراحل البناء فيه، وتجري الآن عمليات التشطيبات، وبالتالي فإن جل المهام التي كانت تقوم بها الرافعة الساقطة قد تم الانتهاء منه، وستكمل الرافعات الموجودة المهام المتبقية. وأبان المصدر أنه وبالتنسيق مع إدارة الدفاع المدني جرى الكشف على وضع الرافعات الموجودة حاليا بالمسجد الحرام، واتضح أنها سليمة ومطابقة لاشتراطات السلامة، مضيفا أن هناك دراسات من قبل المسؤولين حول وضع عدد من الرافعات، ومدى الحاجة لها في المشروع، وسيتم إخراج ما يثبت عدم الحاجة لها. وتتوزع عدد من الرافعات فوق سطح المسجد الحرام، خصوصا في جهتيه الجنوبية والشمالية اللتين ينفذ فيمها مشروع توسعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ومشروع توسعة المطاف في مرحلته الثالثة، ويقدر عددها بنحو 100 رافعة. وكانت حادثة سقوط الرافعة العملاقة التي تعد من أكبر خمس رافعات في العالم، في المسجد الحرام، بسبب الرياح القوية التي هبت على العاصمة المقدسة، الجمعة الماضية، وأودت بحياة أكثر من 107 شهداء، وإصابة نحو 300 حاج ومعتمر، قد تم الانتهاء من التحقيقات في أسباب سقوطها، ورفعت نتائجها لمستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية، خالد الفيصل، تمهيدا لرفعها لولي العهد الأمير محمد بن نايف، الذي سيعرض النتائج على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وسبق للجهات المسؤولة عن مشاريع الحرم أن أحضرت أطنانا من الحديد لرفد أساسات المسعى بها، وإصلاح الأضرار التي خلفها سقوط الرافعة، وذلك لمضاعفة القوة في الأساسات والخرسانات. يشار إلى أن الصبات الخرسانية المستخدمة في توسعات الحرم، تعد أكثر الصبات الخرسانية قوة على مستوى العالم، حيث تم جمع مكوناتها وتجهيزها لتحمل الأثقال، وتعدد الأدوار لأكثر من 200 سنة مقبلة.