عندما يطل علينا هذا الممثل النجم بكل مقاييس النجومية، وإن كان لم يحظ بمكانتهم على الأفيش السينمائي، وكلما إقتربت ذكرى ميلاده أووفاة فنان الكوميديا محمد كمال المصري، الذي لقب ب "شرفنطح"، أو تتذكره بعض الصحف المتخصصة بخبر لا يتعدى بضعة سطور على الفور تجري على الألسن عبارات الترحم والمديح، إسم "شرفنطح" لا يمت لإسمه الحقيقي بصلة، بل التصق به هذا الإسم بعد أن لعب دورا يحمل الاسم نفسه في إحدى المسرحيات، وقدم شرفنطح للسينما المصرية اكثر من 40 فيلما سينمائية إلى جوار أحب وألمع النجوم في مقدمتهم نجيب الريحاني واسماعيل ياسين ومحمد فوزي. تاركا علامة بارزة فى تاريخ السينما على الرغم من ظهوره فى الأعمال بالأدوار الثانوية، إلا أنه استطاع ان يترك بصمة في وجدان المشاهدين، بقوامه وملامحه وشاربه المميزين مرتديا الطربوش الذي لم يتخل عنه في أفلامه. ولد محمد كمال المصري شرفنطح عام 1886 في حارة (ألماظ) إحدى الحارات المتفرعة من شارع محمد علي، لأب أزهريا، كان يرغب في أن يكون ابنه طبيبا، و اهتم بالفعل بتعليمه و ألحقه بمدرسة الحلمية مصنع المتفوقين وقتها، ولكن اول ما فعله الابن هو الالتحاق بفريق التمثيل بالمدرسة، حيث جسد دور (بائع أحذية)، وانتزع بهذا الدور ضحكات وتصفيق الحاضرين، فهجر الدراسة وتفرغ للتمثيل . - قابل الفنان شرفنطح، نجيب الريحاني بعد عمله بفترة في المسرح وطلب أن يعمل معه إلا أن الريحاني رفض فقرر "شرفنطح" منافسته! - كون فرقة مسرحية لمنافسة فرقة الريحاني واستأجر مسرحا بالقرب من المسرح الذي يعرض عليه الريحاني أعماله، مستغلا شخصية "شرفنطح"، لينافس بها شخصية "كشكش بيه" التي اشتهر بها الريحاني، وبالفعل نجحت شخصية "شرفنطح" وحققت نجاحا لافتا . -و بعد أن ذاع صيته ذهب الريحاني لمشاهدته، ونشأت علاقة صداقة بينهما لينضم بعد ذلك "شرفنطح" إلى فرقة "الريحاني المسرحية"، ومنها إلى السينما - قدم "شرفنطح" أدوارا مهمة ومميزة للغاية مع العديد من نجوم الكوميديا في السينما واشتهر بأداء شخصية الرجل البخيل صاحب الحيل الذكية في الاستحواز على خصومه. - من أشهر أدواره في السينما دوره بفيلم "حسن ومرقص وكوهين"، الذي كتبه بديع خيري ونجيب الريحاني وعرض الفيلم في عام 1954و مع الريحاني قدم 3 أفلام سينمائية هم "سلامة في خير، سي عمر، أبو حلموس". - قدم مع إسماعيل ياسين فيلم "عفريتة إسماعيل يس" عام 1954 كما قدم شخصية شملول أفندي، وشارك مع محمد فوزي وصباح في فيلم "الأنسة ماما" عام 1950، وتعاون مع كوكب الشرق أم كلثوم في فيلم "فاطمة" عام 1947 بأداء دور الأستاذ فصيح، والكثير من الأعمال السينمائية التي أبرزت تفوقه في أداء الكوميديا بشكل مميز - اعتزل الفن في عام 1958 بعد شعوره بالوحدة في سنواته الأخيرة وعانى من المرض والفقر والشعور بالوحدة رحل عن الحياة عن عمر 80 سنة في 25 أكتوبر عام 1966. طرائف وغرائب النجوم تحفل حياة النجوم بالمواقف الطريفة والحكايات والنوادر الغريبة، ولكونهم في دائرة الضوء، فسرعان ما تنتشر هذه الحكايات إنتشار النار في الهشيم، وتصبح مادة للتفكه بين جمهورهم العريض بل ويتناقلونها جيلا بعد جيل..،، من بين هذه المواقف ما تعرضت له النجمة الملقبة ب الفراشة سامية جمال وروته بنفسها لمحرر مجلة الكواكب التي تعد امتدادا لمجلة "الأثنين والدنيا"، وصدر العدد الأول من الكواكب العام 1932، وهي صادرة عن مؤسسة دار الهلال، فى عددها النادر صدر عام 1953، قالت الفراشة للمحرر وهي لا تتمالك شعورها من الضحك :"كنت أقدم فقرة استعراضية على أحد المسارح فى العاصمة اللبنانية بيروت، وكانت الصالة مكتظة بجمهور لا نظير له من المتفرجين، وما إن بدأت فقرتي وظهرت على المسرح حتى بدأ عاصفة من التصفيق أسعدتني وانحنيت احتراماً لجمهورى وبدأت في تقديم فقرتي، استمرت سامية في سرد قصتها المدهشة، وأوضحت بابتسامة عريضة ارتسمت على الشفاه : انتهت فقرتي الأولى، وكما تعودت طلب الجمهور الكثيف أن أعيدها، ولمحت من بينهم رجل خمسيني كان هو الأكثر إلحاحاً في استعادة الفقرة، وكان يجلس فى الصف الأمامى على مرأى واضح مني، وتابعت جمال: استجبت لإلحاح جمهوري وللرجل الذي أشفقت عليه، بدأت أعيد فقرتي مرة أخرى وكانت دهشتى حين أخرج الرجل العجوز آلة موسيقية عبارة عن "ناي" وبدأ يعزف ويعلو صوت الناي في يده؛ فالتفتت نحوه وأنا أبتسم له مشجعة لفنه!، ثم كانت المفاجأة الصادمة، ليس لي وحدي، بل لكل من في الصالة، عندما وجدت ثعبان ضخم يصل طوله لمترين يخرج من سلة يضعها الرجل إلى جواره، أضافت سامية جمال :" لمحت الثعبان وصرخت، وهاجت الصالة واندفع فريق الأمن الداخلي للقبض عل الرجل ، ثم اصطحبوه لقسم الشرطة، وحين استجوبته الشرطة تبين الأمر على نحو مثير، وأشارت الفراشة إلى أنها عرفت السر، بعد أن تابعت التحقيق عن قرب، وبعد استجواب رجل الثعبان العجوز، تبين أنه ساحر من الفرق المتجولة، وأراد أن يدرب الثعبان على حركات الرقص التى يقدمها في بلده ، موضحة أن الرجل أكد لرجال الشرطة أنه من كبار المعجبين بفن سامية جمال وأنه أراد أن يتعلم الثعبان مهارتها!!