كشف سليمان الحمدان الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للخدمات الجوية «ناس» عن احتمال أن تقوم الشركة بإيقاف جميع رحلات الشركة داخل المملكة في حال "استمرت الأوضاع على ما هي عليه حاليا"، وقال الحمدان في حديث مع صحيفة "الاقتصادية" السعودية "إن لم تنصفنا اللجنة الوزارية والهيئة العامة للطيران المدني وجهات حكومية أخرى، فإننا سنضطر ونحن ندرك عواقب هذا القرار إلى توقيف رحلاتنا الداخلية كافة وسنكتفي بالمحطات الدولية". ولم يخف الحمدان تذمره الشديد وقال "تلكؤنا الذي سندفع ثمنه باهظا بعد تطبيق قرار سياسة الأجواء المفتوحة التي ينتظر تفعيلها قريبا". وكشف ل «الاقتصادية» أن جميع البيانات والأرقام والإحصائيات التي بنيت عليها دراسات الجدوى الاقتصادية لمشروعي شركتي "ناس" و"سما" كانت أرقاما غير صحيحة ومبالغا فيها. وتساءل :"كيف سنربح في ظل هذه المعوقات والتعقيدات؟ مطالبا بمساواتهم ب «الخطوط السعودية» لنثبت بعد ذلك أن البقاء للأفضل". وأبدى الرئيس التنفيذي لشركة الوطنية للخدمات الجوية استغرابه من عدم إعطاء الشركتين «ناس» و«سما» حرية العمل وهو ما توجبه مبادئ السوق المفتوحة، متمنيا أن تقوم هيئة الطيران المدني بالدور المفترض منها وتمارس صلاحياتها بحرية وشفافية. وقال الحمدان إن صناعة الطيران الاقتصادي في السعودية «تحتضر، ومشكلتنا في المملكة أننا نبدع في خلق فرص الاستثمار الجيدة ولكننا نبدع أكثر في قتل كثير من هذه الفرص من خلال بيروقراطية الأنظمة وسوء الإدارة». ووصف الوضع الذي يعيشونه حاليا بمن قيدت يداه وتم رميه في البحر ثم يطلب منه أن ينجو بنفسه. ولخص حمدان معاناة كل من شركتي "ناس" و"سما" في أربعة نقاط أولها أن جميع البيانات والأرقام والإحصائيات التي بنيت عليها دراسات الجدوى الاقتصادية للمشروعين كانت أرقاما غير دقيقة ومبالغا فيها، بالإضافة إلى فرض وجهات إلزامية على كلتا الشركتين لخدمة عديد من المدن في مناطق المملكة المختلفة وفي الوقت نفسه فرضت عليها أسعار دولية للوقود على رحلاتها الداخلية وفي هذا "إجحاف كبير وعدم إنصاف مقارنة بما يتم منحه للخطوط السعودية" على حد تعبيره، إلى جانب فرض سقف أسعار على التذاكر الداخلية وعدم إعطاء الشركتين حرية العمل ضمن مبدأ السوق المفتوحة. بالإضافة إلى زيادة في تعرفة الرسوم الخاصة بالطيران المدني ''الهبوط والإيواء، الأمن والملاحة'' بنسبة 30 في المائة تقريبا، وهي زيادة لم تكن موجودة من قبل وتم استخدامها بعد بدء الشركتين في العمل، كما أن هذه الزيادة لم تكن موجودة على الإطلاق في دراسات الجدوى الاقتصادية، وعن أبرز المطالب للتغلب على تلك المعوقات قال الحمدان :"نحتاج إلى دعم مالي ولوجستي، معاملة عادلة أسوة بالشقيقة الكبرى ''الخطوط السعودية''، النظر في سقف أسعار التذاكر الذي لا يمكن تجاوزه في النقل الداخلي، وأسعار وقود داخلية للرحلات المحلية بدلا من السعر الدولي المطبق حاليا".