بدأت أمس فعاليات "منتدى إسطنبول الدولي"، الذي يُعقد برعاية رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ،ويمثِّل موضوع "العدالة" القضية الرئيسة التي يبحثها المنتدى. ونقلت وكالة أنباء اناضول التركية عن أردوغان انتقاده الحاد في مُستهلِّ أعمال المنتدى "للموقف غير الحاسم" الذي تتخذه الأممالمتحدة في الوقت الراهن من الوضع في سوريا، وشدّد اردوغان على ضرورة إصلاح الأممالمتحدة. وأوضح رئيس الوزراء التركي، أنه إذا كان بمقدور عضوٍ واحد في الأممالمتحدة أن يوقِفَ سياسةً نشطة فإنَّ المنظمةَ الدولية "ليس لديها القدرةُ على التّحرّك" الأمر الذي يُدينُها بالظلم. وأشار اردوغان إلى أن الأممالمتحدة وكما ظلّت لا تُحرِّك ساكناً إزاءَ المذابح التي كانت تحدث في البلقان قبل عشرين عاما فإنها الآن تقف صامتة إزاء الأزمة السورية. ورأى اردوغان أن هذا الصمت الأُمميّ يُعدّ كأنّه دعوةٌ لنظام الرئيس بشار الأسد للاستمرار في قتل مئات الأشخاص كلّ يوم دون عقاب. وأشار اردوغان إلى أن الأممالمتحدة وكما ظلت لا تُحرِّك ساكنا إزاءَ المذابح التي كانت تحدث في البلقان قبل عشرين عاماً ،فإنها الآن تقف صامتة إزاءَ الأزمة السورية. من ناحية ثانية ,أعطى البرلمان التركي موافقته المبدئية على تعديل دستوري يتيح تقديم موعد الانتخابات المحلية ستة اشهر في إجراءٍ يُنظرُ إليه على انه يمنح رئيس الوزراء طيب أردوغان مُتّسعاً من الوقت استعداداً لقرارٍ متوقّعٍ بخوض انتخاباتِ الرئاسة. ووافق البرلمان على التعديل في ساعة متأخرة من مساء الجمعة بأغلبية 360 صوتاً ،وهو ما يقِلُّ عن نسبة الثُّلثين اللازمةِ لإقراره دون إجراء جولة ثانية من التصويت. وسيطرح التعديل في استفتاءٍ خلال 60 يوماً إذا لم يُقرِّر الرئيس عبد الله جول إعادته لتصويتٍ ثانٍ. والانتخابات التي ستجري لاختيار رؤساء المجالس البلدية التي كان مُقرّرا لها في الأصل مارس آذار 2014م ،هي المرحلة الأولى ضمن دورة انتخابات تشمل إجراء انتخاباتٍ رئاسيةٍ بعدها ببضعةِ أشهُرٍ وانتخاباتٍ عامة في عام 2015م . ورغبة أردوغان في خوض انتخابات الرئاسة سِرٌّ علنيٌّ بعد تعديلات دستورية منحت من يتولّى منصب الرئيس صلاحيات تنفيذية بدلاً من المنصب الشّرَفي الحالي. وقال محلِّلون ودبلوماسيون: إنه يريد تجنُّب أن تُصبِح الانتخاباتُ المحلية استفتاءً على حُكمشه. ويخشى خصوم أردوغان من أنّ تغيير النظام البرلماني الحالي وهو نتيجة محتملة لمراجعة دستورية تجري الآن سيسمح بقَدَرٍ كبير من السُّلطة لرجلٍ ينظرون إليه بالفعل بشكوكٍ في أنه صاحبُ نزعةٍ شمولية. وأودع مئات السياسيّين والأكاديميّين والصحفيّين السجون لاِتهامات بتدبير مؤامرات مزعومةٍ ضد الحكومة ،بينما صدرت أحكامٌ على أكثر من 300 ضابطِ جيشٍ بالسجن لفترات طويلة الشهر الماضي للتآمر على الإطاحة بأردوغان قبل عشر سنوات تقريبا. ونظراً لأن أردوغان أشرفَ على عِقدٍ من الرفاهية غير المسبوقة في تركيا أصبح يتمتع بشعبيةٍ كبيرة لدى طبقة متوسطةٍ جديدة يَغلبُ عليها الفكرُ المحافظ. لكن استطلاعاً للرأي نشرت نتائجه في الشهر الماضي، أفاد بأن عدداً أكبر من الأتراك يُفضِّل أن يرى جول يتولّى فترةً ثانيةً في منصب الرئيس. وموعد الانتخابات المحليَّةِ سيكون 27 اكتوبر تشرين الأول 2013م إذا أُقِرَّ الاستفتاء أو تصويت ثانٍ في البرلمان للتعديل.