يعتبر الشاعر الشعبي عمر النعيمي من الأسماء الحاضرة بقوة في الساحة الشعرية الشعبية، إضافة لسطوع اسمه وسط أعمال كبار الفنانين كمحمد عبده. «اليوم» التقت بالشاعر النعيمي، الذي أكد أن شعراء الجيل الجديد مبدعون كأسلافهم، حيث يناقشون في قصائدهم أبرز قضايا زمنهم، آخذين بعين الاعتبار أسس وقواعد وقيم مَنْ سبقهم. ¿ في رأيك، لماذا الشعر الشعبي ما زال حاضرا بقوة في المملكة والخليج العربي؟ - أعتقد أن السبب الجوهري هو أن الشعوب في المملكة والخليج العربي اعتادت على أن الشعر الشعبي هو جزء من المحكي اليومي لهذه البلدان، بمعنى آخر أن مفردات الشعر الشعبي الكثير منها يتحدث به الأفراد يومياً ما جعله يظل ويستمر. ¿ هل ترى أن المسابقات الشعرية تصب في صالح الشعر وجمهوره؟ - في واقع الأمر المسابقات الشعرية الشعبية مفيدة جداً، سواء للشعر أو للشعراء والجماهير المحبة لهذا اللون، وذلك للمحافظة على هذا التراث ولتسليط الضوء على تطوره بما يضمن استمرار الأجيال القادمة على الإبحار فيه. ¿ يتضح من المشهد الثقافي غياب الشعر الشعبي عن الأندية الأدبية؟ - لا أرى غيابا للشعر الشعبي في الأندية الأدبية، حيث توجد ديوانية التراث والأدب الشعبي في المنطقة الشرقية التي تأسست عام 1413ه ويرأسها الشاعر خالد بن فهد الخالدي ولها نشاط فاعل وملموس، وتقام فيها الكثير من الأنشطة والمناقشات الجدية، وتبادل الآراء المفيدة لاستمرار دور الشعر الشعبي ومكانته في المجتمع. ¿ هل ساعد غناء بعض الفنانين الكبار في انتشار الشعر الشعبي؟ - نعم بكل تأكيد، ومثال على ذلك غناء الفنان الراحل سلامة العبدالله الذي يعد إحدى هذه المدارس الكبيرة، وأعاد أغنياته كثير من الفنانين البارزين وأذكر منهم الفنان راشد الماجد المحبوب جماهيرياً في المملكة الحبيبة ودول الخليج والوطن العربي، حيث أعاد أغنية «لو بغيت أضحك وأسولف مع الناس» وهذه الأغنية جميلة جداً وواسعة الانتشار ولا أنسى أيضا غناء فنان العرب محمد عبده الذي عودنا بين فترة وأخرى على تضمين ألبوماته لأغنيات من الشعر الشعبي، وكذلك العائد بقوة للساحة الفنية مزعل فرحان، الذي يعود ليثري الساحة الغنائية بلونه المميز جداً، وأذكر هنا تعاوني معه بأغنية «ما كفاك الجرح» وهذا بمثابة دعم للأغنية الشعبية، في ذلك الوقت. ¿ في رأيك، هل هناك نقاد يواكبون تطور الشعر الشعبي؟ - جميع المسابقات الشعرية تحتوي على لجنة تحكيم، وهذا يؤكد أن الناقد موجود، ويساهم في جعل الشعر الشعبي يسير في الطريق الصحيح. ¿ ماذا يتمنى الشاعر عمر النعيمي من المسؤولين عن الثقافة؟ - أتمنى كغيري من متذوقي الشعر إقامة مسابقات مناطقية واختيار شاعر من كل منطقة ليتوج في نهاية المسابقات الشاعر الأبرز، بهذه الفكرة أعتقد نستطيع تحفيز الأجيال الناشئة لتتمسك بهذا الجزء من التراث الأدبي الشعبي الأصيل. ¿ للشعر الشعبي حضور قوي في المناسبات الوطنية حدثنا عن ذلك؟ - لا تخلو المناسبات الوطنية الغالية من القصائد الشعرية، التي تتغنى بحب هذه الأرض وحكامها، وهذا دليل على أن للشعر مكانة خاصة في قلوب ولاة الأمر والشعب السعودي كافة، وهو ما يحضر بشكل كبير في المحافل والمهرجانات الوطنية كالجنادرية، التي تهدف للتأكيد على القيم الدينية والاجتماعية وصيغة التلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها المملكة. ¿ البعض يقول هناك فرق بين شعراء الأمس واليوم.. كشاعر ماذا تقول؟ - أعتقد أن شعراء الجيل الماضي تحدثوا عن فترة زمنية بظروفها، وكذلك يفعل شعراء هذا الجيل حيث يبدعون كأسلافهم، ليتحدثوا عن زمنهم بوجود وسائل أكثر تطورا تساعد على إبراز مواهبهم بصورة أوسع، آخذين بعين الاعتبار أسس وقواعد وقيم مَنْ سبقهم.