عادة أكره المقارنة وخاصة تلك التي تحمل في طياتها جلدا للذات والمبالغة في تمجيد الآخرين، ولكن فيما سأذكره الآن أعتقد أن الأغلبية ربما يوافقني الرأي، الموضوع يتعلق بكيفية تعامل البعض مع التوعية أو التنبيه أو التحذير فيما يخص السلامة المرورية وغيرها، عباد الله في مشارق الأرض ومغاربها إذا قيل للسائق انتبه أو عندما يحضر ورشة عمل للتوعية، يصغي لها بكل جوارحه. فمثل هذه الورش ترفع عنده معدل الوعي ومن ثم يطبق كل ما تعلمه، وكذلك التقيد بالتعليمات فهي إما تحذره من خطورة طريق قد يكون منحدرا او منزلقا، وربما تكون عبارة عن تحذير من الأجواء والأعاصير وتدني الرؤية إلخ... وعندنا اسألوا أمن الطرق والمرور والدفاع المدني كيف يتم التعامل مع التوعية والأنظمة؟!! مثال، ثقافة البعض عندنا من يتعلم النظام ليس من أجل الاتباع أو حبا في النظام ولكن للبحث في الثغرات للتحايل عليه. مثال آخر، من يصور كل موقع توجد فيه رقابة أو مرور سري لكي يرسله لكل مجموعة لديه ليتقيد الجميع بالسرعة المحددة في تلك الأماكن فقط وبعدها لسان حاله يقول (حط رجلك)! ومع كل إشارة يتم تزويدها بنظام التحكم التقني سينبري من يعطي دروسا في كيفية (اللف والدوران) لكي يقطع الإشارة دون أن تتم محاسبته!! من وجهة نظري، للتغلب على هذه النظرة السقيمة والعقيمة، على الجهات المعنية بالسلامة أن تكون خلاقة في مخاطبة الشباب، بحيث تشعرهم أن حياتهم أهم من كل شيء وأنهم جزء من الحل وليسوا جزءا من المشكلة. فهناك مقاطع توعوية جذابة في طرحها إبداع، على سبيل المثال شاهدت مقطعا مروريا توعويا على موقع أمن طرق في «تويتر» يعرف بما لديهم من تقنيات حديثة تستخدم في مركبات أمن الطرق في الرصد الثابت والرصد المتحرك. الفيلم يخاطب العقل الباطن عند المتلقي مباشرة عن خطورة الحوادث من خلال مشاركة ضحايا الحوادث المرورية في مستشفى الظهران العام، الأستاذ سالم الهاجري أكثر من 33 سنة والأستاذ حبيب الدوس قارب من 25 سنة إعاقة، فكانت كلماتهما كفيلة بإيصال الرسالة. لقد استوقفني عدد السنوات للأخوين سالم وحبيب أثناء مشاهدة المقطع الذي أبدع في التعليق عليه الزميل علي ال فرحة بصوته الشجي، فرسالة الفيلم عبارة عن حماية وردع، حماية لكل قائد وقائي من المتهورين، وردع كل متهور عن تماديه حتى لا يكون سببا في وفاته أو وفاة غيره ممن يشاركه الطريق. علينا أن نتعامل مع كل نظام مروري على أنه لحمايتنا وليس لجبايتنا وكل ما تشاهدون من تقنية للتتبع الهدف منها ردع كل من يخالف القوانين من سرعة زائدة أو تجاوز من الأكتاف، لتتحول الطرق من حلبات موت إلى واحات أمن.