الأمم المتحدة تكشف: آلاف السودانيين يفرون يوميا من جحيم الحرب    "باحث": لا يوجد أدلة على أن الاستمطار يحدث هطول أمطار شديد    "تعليم تبوك" و"أرامكو" يطلقان حملة توعوية للوقاية من الحرائق    80 شركة تشارك بمعرض المنتجات الوطنية السعودية بقطر    رونالدو: لا أركض وراء الأرقام القياسية    الإيرادات تقفز بأرباح "تداول" 122%    توقعات بهطول أمطار رعدية خفيفة على معظم مناطق المملكة    المملكة تعين وتروي المحتاجين حول العالم    تنمية جازان تفعل برنامجًا ترفيهيًا في جزر فرسان    "ميدياثون الحج والعمرة" يختتم أعماله    اللحوم والبقوليات تسبب "النقرس"    السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة منظمة التعاون الإسلامي وتطويرها    القبيلة.. وتعدد الهويات الوطنية    لتقديم أفضل خدمات وحلول التمويل.. شراكة استراتيجية تجمع «بان» و«أبعاد»    «السبع» تتخلى عن مصادرة أصول روسيا    بأمر خادم الحرمين.. تعيين 261 عضواً بمرتبة مُلازم تحقيق في النيابة العامة    «المظالم» يخفض مدد التقاضي و«التنفيذ» تتوعد المماطلين    الأرصاد: توقعات بهطول أمطار على أجزاء من منطقة الرياض    السعودية.. دور حيوي وتفكير إستراتيجي    يسله وجيسوس يحذران المهددين من «الإنذارات»    «مهندس الكلمة» عاصر تحولات القصيدة وغيَّر أبعاد الأغنية    البدر «أنسن العاطفة» و«حلّق بالوطن» وحدّث الأغنية    «الجمارك»: استيراد 93,199 سيارة في 2023    لا تظلموا التعصب    أنقذوا «سلة الحقيقة»    معالي الفاسد !    «كاكا» الصباغ صرخة سينمائية مقيمة    عضوية فلسطين بالأمم المتحدة.. طريق الاستقلال !    القيادة تعزي رئيس الإمارات وتهنئ رئيس بولندا    رعى حفل التخرج الجامعي.. أمير الرياض يدشن مشروعات تنموية في شقراء    الذهب يتأرجح مع تزايد المخاوف بشأن أسعار الفائدة    تقدير الجهود السعودية لاستقرار السوق العالمية.. المملكة تعزز تعاونها مع أوزبكستان وأذربيجان في الطاقة    موسكو: «الأطلسي» يستعد لصراع محتمل    مفاوضات هدنة غزة.. ترقب لنتائج مختلفة    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية    70 % نسبة المدفوعات الإلكترونية بقطاع التجزئة    منح تصاريح دخول العاصمة المقدسة    مجلس الشؤون الاقتصادية يشيد بالنمو المتسارع للاقتصاد الوطني    تحت رعاية ولي العهد.. وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل ويشهد حفل التخرج    وفاة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود    الهلال يستأنف تدريباته استعداداً لمواجهة الأهلي    الطائي يتعادل مع الخليج سلبياً في دوري روشن    "زرقاء اليمامة".. أول أوبرا سعودية تقدم تفسيراً لإحدى أقدم الأساطير    ملتقى الصقارين ينطلق في الرياض بهدف استدامة هواية الصقارة    بتنظيم وزارة الرياضة .. "الأحد" إقامة المؤتمر الدوري للقطاع الرياضي    يجنبهم التعرض ل «التنمر».. مختصون: التدخل المبكر ينقذ «قصار القامة»    انطلاق فعاليات «شهر التصلب المتعدد» بمسيرة أرفى    سفير خادم الحرمين في الفلبين يستقبل التوءم السيامي وأسرتهما    طريقة عمل بسكويت النشا الناعم بحشو كريمة التوفي    النملة والهدهد    «ذبلت أنوار الشوارع.. وانطفى ضيّ الحروف»    لا توجد حسابات لأئمة الحرمين في مواقع التواصل... ولا صحة لما ينشر فيها    أمير الجوف يعزي معرّف جماعة الشلهوب بوفاة شقيقه    وزير الخارجية: السعودية تؤكد ضرورة إعادة هيكلة «التعاون الإسلامي» وتطويرها    محمية عروق بني معارض.. لوحات طبيعية بألوان الحياة الفطرية    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    كيفية «حلب» الحبيب !    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المخالفات المرورية.. نزيف الجيوب والأرواح
نشر في المدينة يوم 14 - 03 - 2015

تحت شعار «قرارك.. يحدد مصيرك» إنطلق اسبوع المرور الخليجي الحادي والثلاثين الذي تسعى خلاله إدارات المرور في دول مجلس التعاون إلى رفع مستوى الوعي لدى المواطنين والمقيمين بما يحقق الحفاظ على سلامتهم وحسن النظام في الشارع الخليجي. ولكن الأرقام «المليونية» التي كشفت عنها إدارات المرور بالمملكة عن عدد المخالفات خلال العام الماضي، تشير إلى تبوء المملكة للمركز الاول خليجيا في عدد المخالفات، ولعل مدينة الرياض وحدها تليها جدة ثم الشرقية قد حققوا ما يزيد على 5 ملايين مخالفة خلال عام واحد، وهو ما يعيد طرح السؤال من جديد حول مدى الوعي المروري المنشود لدى قائدي المركبات بالمملكة وكفاءتهم الفنية، وكذلك حول مدى التزام قائدي المركبات بالأنظمة المرورية، وكذلك مدى صرامة تلك الأنظمة ومدى ملاءمتها للحد من تلك المخالفات.
«المدينة» طرحت الأسئلة من جديد على عدد من المختصين في شتى المجالات، سعيا للبحث عن إجابة شافية، علها تشير إلى حل ناجع لهذا المرض المزمن، عبر هذا الموضوع.
الشيخ خلوفة الأحمري: الحزم والعقاب الشديد مطلب شرعي قبل أن يكون نظاميا
يقول الداعية الاسلامي الشيخ خلوفة الاحمري ل»المدينة»: إن هناك من قد يعتقد أن الالتزام بقواعد السلامة المرورية والتقيد بالأنظمة ليست من الدين، فليس هناك آية من القرآن تدل على ربط حزام الأمان وليس هنالك دليل على الوقوف في الإشارة نعم، أقول هذا لأني سمعت وقرأت من يقول هذا. وهناك من لا يبالي أصلا بهذه الأنظمة والتعليمات ويكابر ويتلاعب بالأنظمة ويتباهى بعض المراهقين بارتكاب المخالفة.. والحقيقة أن الإسلام دين شمولي لكل ما يحقق للناس مصالحهم بل هو يحرص في تعليماته وتوجيهاته الى الأخذ بكل ما يحفظ على الناس حياتهم وأموالهم وصحتهم وأمنهم واستقرارهم وسلامة معايشهم ولهذا الإسلام سمي إسلام ومن أحد معانيه الجامعة السلامة من ما يفسد دين الناس ودنياهم ومن هنا نعلم أن الذي يتعدى على الأنظمة المرورية مخالف لدين الاسلام متجاوز حد العقل والنقل والشرع الله يقول (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وما نشاهده في طرقنا يوميا مهالك تذهب العقل بل حروب طاحنة أعطني يوما لا يقتل فيه أحد في بلادنا أو يصاب بسبب الاستهتار بأنظمة المرور، الاحصائيات تقول: نحن من أكثر دول العالم في الحوادث المرورية وخذ هذه الاحصائية الصادرة لشهر شوال للعام الماضي 1435ه في المملكة 37787 أكثر من 37 ألف حادث في شهر عدد الوفيات 623 في شهر الوفيات أكثر من 600 وفاة في شهر نحن في خطر عظيم وبلاء جسيم ناهيك عن الأموال المهدرة والاصابات والاعاقات وما يصرف عليها ناهيك عن الأرامل والأيتام ومع هذا لازال البعض يسعى للعبث واللامبالاة، ولذلك فإن الحزم والعقاب الشديد مطلب شرعي قبل أن يكون نظاميا وتطبيق أقصى العقوبات مطلب ملح تأمر به الشريعة ويتطلبه الواقع المرير.
د.الحليبي: يجب توعية النشء بضرورة احترام الأنظمة والالتزام بالقوانين
في حين يري الدكتور خالد الحليبي المستشار الاجتماعي أن القضية تكمن في احترام الانظمة والالتزام بها. حيث قال في حديثة ل»المدينة»: يجب توعية النشء بضرورة احترام والالتزام بالقوانين والأنظمة في جميع مناحي الحياة ومن أهمها وأكثرها خطورة ألا يحترم النشء الضوابط المرورية لما يترتب عليها من أخطار بشرية ومادية، وأضاف: في الحقيقة أرقام المخالفات المرورية التي تدل على عدم احترام نظام المرور بمعدلاتها المرتفعة تدل على ضعف في تطبيق النظام وليس بالضرورة أن تكون القوة والعقوبة المطبقة عقوبات مالية أو بتوقيف المخالفين، فقد تكون التوعية وتكثيف توجيه جرعات توعوية بمقاطع الفديو مثلا لمن يستسهل زيادة السرعة عن الحوادث والاصابات قد يكون مردودها أكبر وأعمق في نفس الشخص يقوده الى احترام الأنظمة في المرة القادمة، فبرغم أن القضية ليست وعي مروري فقط ولكن التغير قد يحدث في النفس لمعالجة اصرار الشخص على مخالفة الانظمة وتحديدا نظام المرور، فمن يشاهد المواطن السعودي بالخارج سواء بالبلدان العربية أو الأجنبية والانضباطية العالية واحترام النظام يعرف ان لدينا خللا في اجراءات تطبيق الانظمة، وكما اشرت العلاج لايكون لزامًا بالعقوبات الصارمة قد يكون بصور عدة من توعية الشخص ومحاورته للوصول معه الى نقطة التقاء واحترام للنظام، في جانب أسبوع المرور والجهود التوعوية المبذولة به قال «الحليبي»: نشكر إدارات المرور بالمملكة على مجهوداتها ولمن قد يطالبها بالمزيد من اجراءات التوعية والتثقيف قد ترد بانها تبذل قصار جهدها وتعمل وفق الامكانيات المتوفرة، ولكنني تمنيت ان طريقة التوجية والارشاد الذي تبذله إدارات المرور في أسبوع المرور ان يتغير ويتوجه إلى الشباب حيث هم عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث لك أن تعرف أن رواد موقع اليوتيوب على الانترنت من السعوديين تعدى الحاجز المليوني يوميًا واذا ماتوجهة إدارات المرور إلى نشر مقاطع قصيرة ومؤثرة ومركزة لهدف محدد أو لتوعية من سلوك مروري خاطئ لحققت تداولا وانتشارا وفائدة أكبر من المعارض التقليدية للتوعية.
خالد العلكمي: هناك شعور بأن رجال المرور اكتفوا ب«ساهر» فتركوا مهامهم
من جانبه قال الخبير والكاتب الاجتماعي خالد العلكمي: إن مربط الفرس في قضية المخالفات المرورية ومواصلة استمرارها باعداد كبيرة وعدم ظهور اي بوادر تشير الى تحسن الوضع المروري من قبل سائقي المركبات في شوارعنا من مواطنين ومقيمين لايعود الى نقص الوعي المروري، فالنسبة الأكبر من المخالفين يعرفون المخالفات المرورية ويعي مخالفته للنظام، ولكن عدم تطبيق هذه الانظمة والقوانين بصرامة على الجميع وبدون أي تفرقة وتمييز هو من أهم الأسباب التي تجعل من المواطن او المقيم يتساهل أو يتعمد في بعض الأوقات مخالفة النظام المروري المحدد والواضح لدي السواد الأعظم من المخالفين فكل قانون يوضع ولا يطبق بصرامة وعلى الجميع يصبح له مفعول عكسي ويضعف المنظومة القانونية بأكملها.
وأضاف «العلكمي»: ان الكثير من المواطنين والمقيمين اليوم لا يضربون حسابا للنظام بل وصلت لمخالفة النظام اما بتجاوز السرعة او تخطي الاشارة أمام رجال الأمن وهذه ظاهرة تستحق وقفات، وفي الوقت نفسه هناك شعور عام بأن رجال المرور «اكتفوا» بنظام ساهر وهذا في نظري أدى لغياب هيبة المرور في الشارع.
واشار «العلكمي» الى ان الالتزام المروري يتغير عند المواطن او المقيم بتغير المكان، حيث ان المخالف عندما يذهب الى خارج المملكة لدول الخليج على سبيل المثال تجد منه التزام بالقوانين المرورية هناك، خوفا من العقوبة التي يعي انها ستطبق عليه فور ارتكابه للمخالفة ولن تنفعه شفاعة ولن يجد تساهلا من قبل مطبق النظام المروري هناك لانه ببساطة هو يعلم أن القوانين هناك وضعت لتطبق على الجميع بلا استثناء.
د.سالم باعجاجة: المخالفات المرورية هدر مالي وضرر اقتصادي على المواطن
ويشير الخبير الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة إلى أن الكثير من مخالفي أنظمة المرور لا يقومون بتسديد المخالفات وإنما هي متراكمات على المواطنين حيث ان ما نسبته 70% من المخالفين يتجاهلون المخالفات المرورية التى تمنح لهم جراء مخالفاتهم المرورية، في حين ان ما نسبته 30% هم من يبادرون الى السداد حيث ان ارقام المخالفات السنوية التي تتعدى حاجز المليار ريال سعودي لا تعد ذاهبه الى خزينة الدولة سنويًا جراء المخالفات المرورية، ولكنها متراكمات على المواطن المخالفين مروريًا الى حين السداد الذي لامفر منه.
وأضاف «باعجاجة» هذا الهدر المالي الكبير من قبل المواطنين في الحصول على المخالفات المرورية يعد هدرا ماليا وضررا اقتصاديا على المواطن ويعد عدم وعي مروري، حيث ان الكثير منهم لا يبالي بمصالحه المالية ولا مصلحته الشخصية ومصالح مستخدمي الطريق.
عبدالله الثقفي: الوعي المروري لدى النشء قضية وطنية وتربوية
من جانبه قال مدير إدارة التربية والتعليم بجدة عبدالله الثقفي: إن الوعي المروري لدى النشء هى قضية تربوية وقضية أمن وسلامة وقضية وطنية، حيث ان حجم المخالفات وحجم الحوادث أمر يستدعي منا التوقف والمراجعة، سواء في قضية التوعية والتربية او في قضية العقوبات. ولا شك ان الفئة المستهدفة هي فئة الشباب في المراحل الدراسية المتوسطة والثانوية وبلاشك المرحلة الجامعية بشكل مؤكد، حيث ان العدد الكبير للمخالفات هو مؤشر الى ان الوعي المروري واحترام النظام ليس كما يجب وان العقوبات الحالية ليست رادعة لان المخالفات تستمر اذا ماكانت تتنامى، وهنا اتحدث عن الشأن التربوي وقد لايكون العدد كبيرا حيث ان الطالب يكون صديق رجل المرور في نشر التوعية في الاماكن العامة والمدارس، وايضًا عملنا شراكة مع شركة ارامكو وهي بمسمى القيادة الآمنة وبعض الشركات التي اعطت دروسا في القيادة الامنة، ولكنني هنا اعترف بأن أعداد الطلاب أكبر من دوائر التوعية والارشاد واتطلع الى ان يكن هناك منهج مستقل بالتوعية المرورية وان لايكون منهجا اعتياديا او تقليديا انما يكن منهجا تطبيقيا يقوم على الممارسة ويدعم بالجانب المعلوماتي، ولايغفل بكل تأكيد ادوار الجهات الاعلامية في نشر الوعي ودور مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ان وجهة واهتمام الشباب مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ان اسلوب المعارض التقليدي لم يعد يأتي بذيك الجدوى المنشودة، وانا اتمني وارحب بان يكن لدينا في كل مدرسة ركن يهتم ويعني بالتوعية المرورية خصوصًا في المدارس الثانوية، حيث ان هذا وذاك يعطي نوعًا من رفع الوعي، في المقابل اتمني ان يكن هناك جزاءات رادعة وصارمة على مخالفي الانظمة المرورية، وان لاتكون الجزاءات مالية فقط ولكن ان تتنوع بين الايقاف وحجز المركبة.
وأشار «الثقفي» الى ان هناك لجنة تسمى «باللجنة العليا لرعاية السلوك» تقع تحت اشراف صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن ماجد محافظ جدة متكونة من المرور والشرطة والهيئة وإدارة التربية والتعليم تعني اللجنة باحالة الحوادث والوقوعات للطلبة الينا من اجل التعامل معها من الجانب التربوي البحت.
د.إبراهيم كتبي:
لا نعاني من أزمة وعي.. بل من عدم تطبيق النظام
ويشير الدكتور ابراهيم كتبي مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة الملك عبدالعزيز إلى أن المخالفات المرورية ترتكب على مرأى الجميع وباصرار من مرتكبيها دون حياء او خجل حيث انك تشاهد المخالفة المرورية وتتفاجأ بمرور دوريات مرور ولا يتم التعامل مع المخالفة المرورية وكأنه لا يرى أو يشاهد هذه المخالفة المرورية، حيث اننا نعاني من أزمة نظام وليس أزمة وعي النظام لا يطبق وهذا يجعل المسألة تعج بالفوضى وتكثر المخالفات المرورية في شوراعنا، حيث ان التوعية المرورية والتوعية باحترام النظام يجب ان تكثف في المدارس والجامعات ويجب ان تقوم كل جهة بدورها للوصول إلى بيئة مرورية آمنة، فالمخالفات المرورية نجدها حتى في الجامعات وهذا دليل لعدم احترام الأنظمة والالتزام به.
وشدد «كتبي» على أن رصد المخالفات الكترونيًا تعد هي الحل الاول ليس في السرعة فقط او بقطع الاشارة كما هو مطبق حاليًا بل عند عدم ربط حزام الامان او المكالمة اثناء القيادة حيث ان الرصد الالي لايعترف بالمجاملة وسيكون بالمرصاد لكل مخالفة مهما كان اسمه او بلغ منصبه، وهنا نصل الى ما ننشده من التزام مروري عالي من قبل الجميع.
العميد المغربي: الاعتماد على رجال المرور لن يجدي مع تعرضهم لضغوطات اجتماعية
أوضح قائد إدارة مرور العاصمة المقدسة سابقًا العميد مشعل المغربي أن ازمة ارتفاع اعداد المخالفات المرورية لا ترجع الى نقص الوعي المروري من قبل مرتكبي هذه المخالفات المرورية بل هي عدم احترام الانظمة، حيث اننا لن ندس رؤوسنا في التراب وننفي ان هناك من رجال المرور ضباط وافراد من هم يخالفون انظمة المرور ولا يلتزمون بها، وهذا الامر واجهناه سابقًا ومازال مستمرا من بعض الذين يعانون من ازمة عدم احترام الانظمة والقوانين، وأضاف «المغربي» اذا كنا نريد ان نوقف او نحد من اعداد حوادث الوفيات، فلنضبط اولًا المخالفين مروريًا فهم شرارة اي حادث مروري وفي عدم التزامهم تهديد لامن وسلامة مستخدم الطريق، وأشار: الى ان الانظمة الالكترونية هي اجدى الحلول التي نضمن بها تعدل الوضع نحو شوارع وطرق اكثر انضباطًا مروريًا، حيث ان تطبيق الانظمة حاليًا والاعتماد على رجال المرور لن يجدي في ظل تعرضهم الى الكثير من الضغوطات الاجتماعية التي دعتهم الى ازالة لوحات الاسم التي تبين من هم جراء ما يلقونه من المخالفين بالتوسط بكل قريب وبعيد لكي لاتسجل المخالفة عليه، بينما نظام ساهر حاليًا يرصد المخالفة الكترونيا ولا تجدي معه الشفاعة والواسطة، ولا يعرف ابن الفقير من ابن الأمير فالمخالفة ترصد فور مخالفتك.
وطالب «المغربي» إدارات المرور في المملكة الى تغيير النهج مع المخالفين وابتكار حلول اخرى غير الجزاءات الحالية، ويحكي «المغربي» إحدى القصص التي تعامل معها مع مخالفي انظمة المرور حيث يقول: كان توقيف المرور قد امتلأ بمخالفي قطع الاشارات، فقررنا يومًا ان نصطحبهم الى دار النقاهة وتجولنا بهم بين شباب هناك نسأل الله عز وجل لهم الشفاء والعافية منهم المقعد ومنهم الذي لايستطيع الحراك اطلاقًا، وتحدثنا مع بعضهم وقلنا لهم هؤلاء قاطعوا اشارات ومخالفين لأنظمة المرور فهل من نصيحة توجهونها لهم، فكان موقفا دمعت له اعين المخالفين وبدأ التأثر عليهم جلي، فعندما اعدناهم كانوا يتحدثون باسف عن مخالفاتهم للنظام، ومثل هذه الجولات قد تكون اكثر اثرًا من احتجاز الشخص او مخالفته ماديًا.
د.سعد الحريقي: بعض مرتكبي الحوادث يجب محاسبتهم جنائيا
ويقول معالي الدكتور سعد بن محمد الحريقي عضو مجلس الشوري: عندما نسترجع ارقام المخالفات والحوادث المرورية نجد انها للاسف الشديد عالية جدًا بكل المقاييس وهي ناتجة عن عدم وعي بعض قائدي السيارات، وحين ننظر الى اسباب الحوادث نجد انها تكمن اما في السائق او في الطريق ومدى جودته او في الجوانب الفنية للمركبة، وهذا مالا ينطبق على طرقنا فجودة الطرق لدينا بشكل عام جيدة جدًا ومتوفرة بها عناصر السلامة وتعتبر طرق آمنة ولا نستطيع ان نلقي اللوم على الطرق في أسباب الحوادث تحديدًا في حين ان السيارات لدينا تخضع الى فحص دوري واختبارات مستمرة وقد يكون سبب السيارات أقل من غيره حيث ان الامر الرئيسي في المخالفات المرورية والحوادث يعود الى سائقي المركبات، ونحن بالاسف الشديد نتعامل تعاملا خاطئا ونتكلم بعمومية وحين ننظر الى ضحايا الحوادث المرورية من حيث الوفيات اعداد كبيرة جدًا والاعاقات التي تحدث من الحوادث المرورية كذلك ارقام كبيرة ويجب التوقف عندها ومعالجة مكامن الخلال، فوزارة الداخلية وعملت الكثير من اجل بيئة مرورية آمنة ووضعت النظام ووضعت العقوبات ووضعت الانظمة التى تكفل معاقبة المخالفين، وانا اعتقد انه يجب علينا المضي قدمًا نحو نقطتين وهي الجانب التثقيفي سواء في المؤسسات التعليمية او في كل وسائل الاعلام، لتثقيف المجتمع بخطورة هذا الامر، الامر الآخر تشديد العقوبات بشكل أكبر لأن هناك بعض المخالفات كقطع الاشارة التي لا اعتبرها مخالفة مرورية بل اعتبرها جانبا جنائيا، ويجب أن يعاقب مرتكبها بعقوبات الجانب الجنائي، ومن هذا الجانب يجب التشديد على بعض العقوبات ولا ان يكتفي بالعقوبات المرورية، وهنا اشير الى اثر نظام «ساهر» ساهم في ضبط المخالفين، والحد من اعدادهم، ونوه معاليه الى ان المخالفات المرورية المتهوره غالبًا ما يرتكبها المراهقون واصاب الفئة العمرية الصغيرة لذا يجب على القائمين على المؤسسات التعليمية تكثيف الجرعات التوعيوية عليها، واضاف: الى ان الالتزام المروري الذي نشهده من قبل المواطنين بالخارج يرجع ذلك الى انه يلتزم هناك بالنظام لمعرفته بانه سيحاسب فورًا وسيطبق عليه النظام فورا ارتكاب المخالفة، واشار الى ان السائقين الوافدين الينا يجب ان يتم التأكد من معرفتهم والمامهم من القيادة وضوابطها حيث ان الكثير منهم ياتون الى المملكة ويتعلمون في شوارعها القيادة.
المزيد من الصور :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.