لنكن صريحين ونسأل ما نقطة ضعف الإنسان العاطل الذي يبحث عن عمل؟ وهل هناك من يستفيد من وجوده عاطلا عن العمل؟ قد تكون هناك الكثير من الإجابات المختلفة والمتنوعة. ولكن الجواب العام المشترك الوحيد هو أمر واحد. وهو أن العاطل عن العمل رغم أن ليس لديه دخل مادي إلا أنه من الممكن أن يتحول إلى سلعة مغرية تدر الكثير من الأموال والمنافع لكل من أراد استغلال حاجة الباحث عن وظيفة. وقد سمعنا في الماضي عن قصص استغلال حاجة من يريد فرصة عمل من أناس ليس لديهم ضمير وصل بهم الأمر إلى استخدام طرق الابتزاز أو المساومة. ولكن كان ذلك في الماضي نتيجة تصرفات فردية شخصية عادة ما يتم اكتشافها منذ البداية. ولكن من المؤسف أننا وقبل عدة أيام رأينا وسمعنا عن خطة ممنهجة ومعلن عنها بعلامة أطلق عليها كلمات رنانة تمثل أنه لا حاجة لك أن تبحث عن الوظيفة، بل ان هناك مجموعة ستعمل على البحث لك عن وظيفة بعد أن تأتي هي إلى مكان العاطل دون الحاجة لأن تتعب نفسك للبحث عن وظيفة. ورغم أن هذا الأمر لم تطبقه أكبر دولة صناعية في العالم وهي أمريكا والتي تعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي لديها القدرة على توفير مئات الآلاف من الوظائف في تقاريرها ربع السنوية، إلا أن حاجة الكثير للوظيفة جعلت الكثير يتفاءل خاصة بعد معرفتهم أن الكثير ممن يشارك في هذه الحملة هم ممن تم تسميتهم في مجتمعنا بمشاهير «السوشيال ميديا» والذين توسم فيهم المجتمع الكثير من الخير كون بعض هذه الأسماء ترى منهم أقوالا وتقرأ عنهم كتابات تحس أنها عاطفة جياشة لخدمة المجتمع. ولكن وبعد تكشف الأمور اتضح أن هناك مبالغ مدفوعة وهناك أناس مستفيدون في نهاية المطاف جعل من العاطل عن العمل بالفعل سلعة يتكسب منها البعض بدلا من أن يكون العاطل هو من يكسب المال. وأصبحت هذه المبادرة محل تساؤل الكثير إلى أن قامت جهات رسمية بإصدار قرار يوقف دعم الحملة التي قيل انها بصدد القيام بحملة لتوظيف 5 آلاف عاطل. وفي هذه الحالة تبخرت آمال الكثير من العاطلين والعاطلات حتى قبل أن يبدأ الحلم بالوظيفة... وأمر مثل هذا يجب ألا يمر مرور الكرام.