منذ أكثر من 30 عامًا مضت كانت الأفكار تلوح بين أروقة وزارة الصحة لإنشاء مشروع مستشفى الخبر الحكومي والذي تم اعتماده قبل 14 عاما، حيث لا يزال حتى هذه اللحظة من أبرز المشاريع المتعثرة على مستوى المملكة، هذا المستشفى بدأت أعماله الإنشائية من الشركة المنفذة بعد عام فقط من الإعلان عن ذلك، أي قبل 13 عاما، ومنذ حينها وهو يمر بمراحل توقف متكررة وأعذار متزايدة من مسئولي الشؤون الصحية ما بين عذر التوسعة وعذر الاعتمادات المالية وعذر تأخر المقاول وغيرها. في بداية العام الميلادي الجاري استبشر أكثر من 600 ألف نسمة من المواطنين والمقيمين بمحافظة الخبر بإعلان المديرية العامة للشؤون الصحية بالشرقية عن إنهاء مستشفى الخبر الحكومي خلال منتصف العام الميلادي المقبل بعد حصولها على الاعتمادات المالية للمشروع، ولكن الوضع الراهن بموقع المشروع لا يشير إلى إمكانية تحقيق هذه الوعود على أرض الواقع، حيث لا تزال الأعمال الإنشائية بالمشروع تسير ببطء شديد خلال الأشهر الماضية، وهو الأمر الذي يعطي دلالات واضحة على تأجيل افتتاح هذا المشروع. «اليوم» تواصلت مع صحة الشرقية؛ للحديث عن مستجدات المشروع وأسباب بطء العمل، وأشارت صحة الشرقية إلى أن المشروع تحت إشراف مباشر من وزارة الصحة واعدة بالرد حول ذلك، حيث لم يصل الرد عن الاستفسار منذ مطلع الأسبوع الماضي. أعمال إنشائية لم تكتمل بالمستشفى وفي ذات السياق، استطلعنا آراء عدد من المواطنين حول تعثر مشروع مستشفى الخبر الحكومي بعد أن تجددت مطالبهم بإنهاء معاناتهم مع الخدمات الصحية. يقول سعد الدوسري: هذا المشروع الصحي يعتبر حلمًا من أحلام سكان محافظة الخبر، حيث لا يزالون في انتظار تحقيقه منذ ما يقارب 13 عامًا، بالرغم من طوال هذه السنوات وتعثر المشروع دون أسباب مقنعة من مسئولي الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية، إضافة إلى أزمة المراكز الصحية وعدم تسليم العديد من المراكز الجديدة التي أعلنت عنها الوزارة بالفترة الماضية. وأوضح مشعل الحربي، أن محافظة الخبر أصبحت تعيش أزمة حقيقية مع تأخر إنشاء مستشفى الخبر الحكومي وتزايد الاشكاليات التي يشهدها الكثير بالمراكز الصحية والازدحامات من المراجعين للمستشفى الجامعي بالخبر الذي تصل المواعيد خلاله إلى أكثر من 6 أشهر أحيانا في حالات تستدعي التدخل الصحي السريع، وهو ما يضطر المراجعين إلى دفع أموال طائلة على حسابهم الخاص للعلاج بالمستشفيات الخاصة، مبينا أن البعض الآخر لا يزال تائها بين بعض المراكز الصحية ذات الخدمة العلاجية المتواضعة وذات المباني غير المؤهلة لعمل الموظفين واستقبال المرضى. وأشار فيصل الدوسري إلى أن أهالي الخبر يعيشون معاناة حقيقية مع تأخر إنشاء المستشفى في ظل ضعف الخدمات المقدمة من المراكز الصحية واضطرارهم للتوجه للمستشفيات الأخرى بالدمام والظهران لتلقي العلاج، مضيفا إن إشكالية محافظة الخبر لا تزال دائمة مع المشاريع الصحية، حيث هناك انزعاج واضح من المواطنين من التأخر في تنفيذ مشروع مستشفى الخبر الحكومي الذي تم اعتماده منذ فترة طويلة ولم يتم الانتهاء من العمل به حتى الآن. أهالي الخبر يترقبون سرعة انتهاء العمل بالمستشفى وأكد عبدالله البلاهدي، أن محافظة الخبر ينقصها مستشفى حكومي يستوعب الأعداد الكبيرة من المواطنين والمقيمين الذين لا يجدون أمامهم إلا مستشفى الملك فهد التابع لجامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل، إضافة إلى تحويل حالات كثيرة إلى برج الدمام الطبي، لذلك لا بد من الإسراع في إنجاز مستشفى الخبر الحكومي. وأوضح محمد اليامي، أن أهالي الخبر وقعوا ضحية أعذار متكررة غير مقنعة لإنهاء هذا المشروع المهم طوال السنوات الماضية في محافظة الخبر رغم ارتفاع عدد السكان في هذه المدينة الذي بلغ ما يقارب نصف مليون مواطن ومقيم وحاجتهم الشديدة لوجود مستشفى حكومي كبير يخدمهم. ويأتي هذا التأخر في إكمال الأعمال الإنشائية للمشروع في ظل توضيح المتحدث الرسمي في صحة الشرقية أسعد سعود ل «اليوم» بداية العام الحالي بالانتهاء من الأعمال الإنشائية لمشروع مستشفى الخبر الحكومي خلال منتصف العام المقبل بحد أقصى، بعد أن تم إنجاز أكثر من 60 % من حجم العمل الكلي للمشروع، مبينا أن مدير عام صحة الشرقية أكد على مقاول مشروع مستشفى الخبر العمل على إنجاز المشروع بوتيرة متسارعة ليكون جاهزا لتقديم خدماته لمرضى ومراجعي محافظة الخبر، وأضاف إن المشروع عبارة عن برج للولادة والأطفال بسعة (300) سرير، حيث أُضيف إلى حرم مستشفى الخبر العام سعة (200) سرير لتصبح السعة السريرية الإجمالية للمجمع (500) سرير، فيما تم إضافة البرج إلى المستشفى بميزانية عام 1431ه/1432ه، وهو يقوم بخدمة النساء والأطفال ويحتوي على عيادات، إضافة إلى غرف للولادة والأشعة التخصصية لأقسام النساء والأطفال، وسيتم الربط بين البرج الرئيسي لمستشفى الخبر العام، ومباني العيادات الشاملة، والإسعاف الذي يخدم المجمع بالكامل. وتبلغ تكلفة مشروع مستشفى الخبر الحكومي 276 مليون ريال، بعد أن اعتمدت وزارة الصحة مبلغ 170 مليون ريال دعما إضافيا للمستشفى قبل 5 سنوات تقريبا، حيث ارتفعت على إثرها الطاقة السريرية من 200 إلى 500 سرير.