تعتبر المسؤولية الاجتماعية ضرورة حياتية للأفراد والمجتمع على حد سواء، لاسيما ونحن نعيش في عصر تتسارع فيه وتيرة التطور والحداثة، التي قد تؤدي إلى الانعزالية والتقوقع الاجتماعي. من هنا جاء مفهوم المسؤولية الاجتماعية لوضع دعائم الحياة الاجتماعية، لأنها تبرز وتشجع الأفراد والمؤسسات على تحمل المسؤولية تجاه أنفسهم أولا وتجاه الآخرين، لذلك يجب نشر ثقافة ومعاني هذا المفهوم السامي بين أبناء المجتمع، لتكون مصدر قوة وتكاتف لتعزيز الروابط الإنسانية. والأهم من ذلك كله هو السعى إلى بلورة وتنظيم أعمال المسؤولية الاجتماعية على مستوى الأفراد والمجتمع والمؤسسات، وذلك على أسس التكامل وبناء الشراكات وتبنّي المبادرات والنشاطات لتعزيز العمل في المجالات المختلفة المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية. هذا ما خالج شعوري أثناء عقد مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية لقاءه الشهري مؤخرا مع الأندية الرياضية، حيث أكد اللقاء أهمية الريادة في التكامل والعمل المشترك في مجال المسؤولية الاجتماعية، وذلك بحضور مسؤولين ولاعبين من أندية النهضة والاتفاق والقادسية والخليج والفتح، وكذلك كوكبة من الاعلاميين. ويأتي تأسيس هذا المجلس ليكون الجهة المتخصصة في وضع الأهداف والخطط، وتوحيد جميع جهود وممارسات المسؤولية الاجتماعية في المنطقة الشرقية، حيث دعت رئيسة مجلس أمنائه الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي إلى تأطير أهم ما توصل إليه اللقاء، والعمل على آلية لتفعيل المسؤولية الاجتماعية في الأندية الرياضية، وتوحيد جهود المسؤولية الاجتماعية، التي تبذلها الأندية الرياضية. وحتى إن كان هناك تنافس رياضي على لقب الدوري أو بطولة ما، فلم لا تكون المنافسة بين الأندية في تدشين مبادرات وأنشطة متعلقة بالمسؤولية الاجتماعية، الأمر الذي يعزز التكامل في جهود المسؤولية الاجتماعية بين الأندية الرياضية، وهو ما أشارت إليه صاحبة السمو الأميرة عبير خلال اللقاء. لذلك تسعى الأمانة العامة للمجلس ممثلة بالاستاذة لولوة الشمري بأن يكون قناة تواصل وتكامل، تهدف إلى فتح مجال الحوار مع القائمين على المبادرات وصناع الرأي وأصحاب التجارب المجتمعية. لقد اطلعت عن قرب على أهداف المجلس فيما يخص المسؤولية الاجتماعية للأندية الرياضية بالمنطقة الشرقية، وذلك لتحقيق أهدافه الاستراتيجية في تعزيز كفاءة أدائه المؤسسي، وتعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية في الجهات الحكومية والخاصة، وتعزيز مشاركة المجتمع في تطوير برامج المسؤولية الاجتماعية. الحديث عن المسؤولية الاجتماعية من الجانب الرياضي يشمل جوانب عديدة من المسؤوليات التي تتعهد بها الأندية الرياضية، منها مسؤولية الأندية تجاه المجتمع، ومسؤولية الأندية تجاه اللاعبين، ومسؤولية رجال الأعمال تجاه المجتمع من خلال الأندية، لذا يجب تأطير تلك الجهود ووضع آليات لها من خلال العمل المشترك. وهنا أدعو إلى بلورة عمل المسؤولية الاجتماعية للأندية الرياضية في المنطقة الشرقية، من خلال توحيد الجهود، ورفع الوعي الفكري لنشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية من خلال الأندية الرياضية. وفي ذلك تظهر أسمى واجبات الأفراد تجاه ذواتهم أولا ومجتمعاتهم ثانيا بإحساس المسؤولية الاجتماعية، التي من شأنها تقوية أواصر المجتمع، الذي ننتمي إليه ونحمل هويته، وذلك جزء لا يتجزأ من العمل التطوعي، الذي يعتبر جزءا من واجب كل فرد من أفراد المجتمع لرد جزء من الجميل للوطن المعطاء.
