افتتح الفنان عبدالرحمن السليمان في ثقافة الدمام معرض الفنانة «مريم الجمعة» الذي سمته «حب أصفر» وقد ذكرتني الثلاثين لوحة التي عرضتها مريم بقول لأرسطو هو «اعرف نفسك» وهذا يعني أن على الانسان أن يحدد ماذا في داخله إن كان فنانا تشكيليا مثلاً، إن كان داخله مصورا تشكيليا (painter) أو جرافيكيا (graphic artist) أو غيره. والغريب أن الكثير من الفنانين لا يفرقون بين الأمرين فنرى خليطا عجيبا على الكانفاس ويظن الفنان أنه مصور تشكيلي وفي الواقع أن حقيقته جرافيكيا كما هي حالة الفنانة الجمعة. ترسم مريم المرأة بالأسود على سطح أبيض أو على سطح بيج وتستخدم الأبيض أحيانا في التلوين علما بأن الأبيض والأسود ليسا لونين أساسا فقد كشفت أبحاث شابرول أن اللون الأبيض مكون أصلا من ألوان الطيف وأن الأسود هو حالة انعدام الضوء تماما .. ومن المعروف أن المصور التشكيلي لا يستخدم لا الأبيض ولا الأسود مثل بقية اللون بل يستعملهما إما لتغميق اللون بالأسود أو لتفتيح اللون بالأبيض. وما لا يستعمل في التصوير التشكيلي يستعمل في فن الجرافيك الذي يعتمد على الرسم أصلا.. ولو نظرنا إلى أعمال مريم الجمعة لاكتشفنا في أعمالها فنانة جرافيكية. ولا يمكن محاكمة ما عرضته «الجمعة» على أساس أنه (painting) ولا (graphic) بل هو خليط عجيب من كليهما، فنراها ترسم بالفرشاة بالأسود وتضع لونا أحيانا بشكل سيء كأن تهشّر فوق الوجه بالأصفر أو الأحمر .. أو تلون الشفتين والعينين بالأحمر!! ولا يمكن أن نشهد لا تجاورا ولا إضاءة ولا تكوينا جيدا .. وعلى العكس من اللوحات الكبيرة تبرع الفنانة مريم في اللوحات صغيرة الحجم لأنها تسيطر على المساحة بينما تعجز عن ذلك في اللوحات الكبيرة. وأما ما يخص الموضوع وهو هنا الانتصار للمرأة فهي تكتب شعاراتها على مساحات شعر المرأة المرسوم بالأسود ومن المعروف أن المباشرة في الفن تحول مثل هذه الأعمال إلى ما يشبه الإعلان أكثر من كونها تصويرا تشكيليا.