استأنفت أسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني نشاطها، بعد توقف قصير، بمحاضرة الدكتور أحمد قران الزهرني، تحت عنوان «الإعلام الجديد وتأثيره في المشهد الثقافي»، أدارها الدكتور بدر العتيبي، وحضرها لفيف من المثقفين والإعلاميين وأساتذة الجامعات، وافتتحها مؤسسها الدكتور عبدالمحسن القحطاني بالترحيب بالحضور، وبالمحاضر، وعرج على علاقته به، وذكر الفترة التي زامله فيها، في نادي جدة الأدبي، وذكر شيئا من عصامية د. أحمد قران، وكيف أنه عمل في مطلع حياته - وهو الذي تزوج مبكرا - في مناطق لا يقربها إلا الواثقون من أنفسهم، فكان يدرس، وفي الوقت نفسه يعتاش وأسرته مما يدره عليه العمل. وذكر أنه اشتغل في دراسته وحياته الثقافية على أضلاع ثلاثة، هي الإعلام والسياسة والشعر، وأنه حقق في كل منها ما أراده لنفسه، بعدها تحدث الشاعر الدكتور احمد قران عن الثقافة في جانبها الأدبي/ الإبداعي، وليس بمفهومها الشامل، وتناول تأثير الإعلام الغربي على القيم الثقافية، وبخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل تنميط الثقافات المحلية للمجتمعات، وتسويق قيم ثقافية ومبادئ وسلوكيات تتنافى مع منظومة قيمنا المحلية، في عصر لم نعد قادرين فيه على التحكم في التدفق الهائل للمعلومات. وتطرق الحديث إلى الإعلام العربي، ومنه إلى الإعلام السعودي، ثم مرحلة الإعلام الجديد، وانطلاق المواقع الاجتماعية، إيذانا ببدء مرحلة ثقافية واجتماعية مختلفة، تزامنا مع البث الفضائي، فكانت النقلة التاريخية للعالم كله. وكما كان لهذا الأمر إيجابياته التي ذكرها كانت له سلبياته التي وقف عليها، وركز في نهاية محاضرته على الثقافة السعودية، وكيف جاءت مرحلة الانتشار واختراق جدار العزلة التي كانت تعيشها.
