أوضح الدكتور أحمد قران الزهراني أن الإعلام الغربي أثر في القيم الثقافية للمجتمعات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ عمل على تنميط الثقافات المحلية للمجتمعات، «وتسويق قيم ثقافية ومبادئ وسلوكيات تتنافى مع منظومة قيمنا المحلية، في عصر لم نعد قادرين فيه على التحكم في التدفق الهائل للمعلومات». وتطرق قران لمفهوم الثقافة من الناحية الأدبية الإبداعية، وليس في مفهومها الشامل. وتحدث قران في أسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني مساء أول من أمس عن الإعلام العربي، ومنه إلى الإعلام السعودي، ثم مرحلة الإعلام الجديد، وانطلاق المواقع الاجتماعية، «إيذاناً ببدء مرحلة ثقافية واجتماعية مختلفة، تزامناً مع البث الفضائي، فكانت النقلة التاريخية للعالم كله»، مشيراً إلى إيجابيات هذه المرحلة كما توقف عند سلبياتها، مركزاً في خاتمة المحاضرة على الثقافة السعودية، وكيف جاءت مرحلة الانتشار واختراق جدار العزلة التي كانت تعيشها الثقافة السعودية. وفي الختام تم تكريم المحاضر بشهادة تقدير من «الأسبوعية» قدمها له رجل الأعمال محمد القحطاني. وكانت محاضرة قران التي كانت بعنوان: «الإعلام الجديد وتأثيره في المشهد الثقافي» وأدارها الدكتور بدر العتيبي، أول نشاط تنظمه أسبوعية عبدالمحسن القحطاني بعد توقف قصير، وحضرها لفيف من المثقفين والإعلاميين وأساتذة الجامعات، وافتتحها مؤسسها الدكتور القحطاني بالترحيب بالحضور، وبأخيه الأكبر رجل الأعمال محمد القحطاني الذي حضر من الدمام للمشاركة، وذكر أنه كثيراً ما حثه على تحصيل العلم، والاهتمام بدرسه في الوقت الذي تحمل هو جانب السعي والعمل. ثم رحب القحطاني بالمحاضر، وعرّج على علاقته به، وذكر الفترة التي زامله فيها بنادي جدة الأدبي، ومعهما الدكتور حسن النعمي، والدكتور يوسف العارف، وكانا حاضرين ضمن ضيوف الأسبوعية، وذكر شيئاً من عصامية الدكتور أحمد قران، و«كيف أنه عمل في مطلع حياته - وهو الذي تزوج باكراً - في مناطق لا يقربها إلا الواثقون بأنفسهم، وأنهم سيصنعون شيئاً، فكان يدرس وفي الوقت نفسه يعتاش وأسرته مما يدره عليه العمل على سيارته بالأجرة، أو العمل ميكانيكياً في ورشة للسيارات، ولا أحد يصدق أن مثل هاتين اليدين الرقيقتين عملتا في مثل هذه الأعمال الخشنة». وذكر القحطاني أن قران اشتغل في دراسته وحياته الثقافية على أضلاع ثلاثة: الإعلام والسياسة والشعر، وأنه حقق في كل منها ما أراده لنفسه، مشيراً إلى أنهم اشتغلوا معاً لمدة ثلاث سنوات في نادي جدة على إقامة معرض جدة الدولي للكتاب، وتابعوا معاملته في كل الإدارات، حتى وصل الأمر إلى الديوان الملكي، وكان قاب قوسين أو أدنى، ولكنه توقف، ثم جاء المعرض الذي يعرفه الجميع الآن.