أكد اقتصاديون أن فرض ضريبة القيمة الانتقائية على بعض السلع كمرحلة أولى، والتي تشمل التبغ والمشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، من شأنها تخفيض عدد الواردات من هذه السلع، وزيادة الإنفاق على قطاعات أخرى مثل التجزئة وغيرها من الصناعات التي يستفيد منها المواطن، وتحل بديلا لتلك السلع. وأوضح المختصون أن فرض ضرائب على بعض السلع الانتقائية من شأنه أن يخفف الضغط على العملات في بعض الدول، كما أن له تأثير على الدول المنتجة لهذه السلع، وتقل الأموال الداخلة لها جراء بيع مثل هذه السلع، وتسريح الموظفين، مما يؤدي إلى إغلاق بعض الصناعات لديها، وهذا في الاقتصاد له شقين، فإذا انخفض الضغط في جانب، فإنه يقوى من الجانب الآخر، مطالبين بحملات توعوية في كافة الوسائل المتاحة، موجهة بشكل مباشر إلى الآباء، مشيرين الى أن الأسرة هي المعنية بمنع أولادها وتثقيفهم حول مخاطر تناول السلع الضارة، ومنع الإعلانات في كافة الوسائل التي تروج لمثل هذه السلع، والتشديد على منع بيعها على صغار السن في جميع المتاجر. وقال المستشار المالي د. عبدالله باعشن: عندما تفرض ضريبة على سلعة معينة، فإن هناك هدفا ماليا الى جانب أهداف أخرى، منها الاقتصادية والصحية وغيرها، خاصة في مثل هذا النوع من الضرائب، مما سيوقف عملية البعد عن الأسباب التي تؤدي إلى الأمراض الناتجة عن تناولها، مما سيعمل ذلك على تخفيف الإنفاق على قطاع الصحة والرعاية الصحية. وأضاف باعشن أن المتحكم الأول في الامتناع عن تناول مثل هذه السلع الضارة على صحة الإنسان، ليس العامل المادي فقط، وإنما يعتمد على سلوكيات الأشخاص الذين ستفرض عليهم الضريبة الانتقائية، وبالتالي سلوكيات المتناولين قد لا يكون لها الأثر الجوهري واحتياج الشخص لهذه الأموال. من جانبه، أكد الأكاديمي والاقتصادي، د. عبدالله بن ربيعان، أن بداية تطبيق القيمة الانتقائية ينطوي على تقليل المخاطر على الصحة، والتي تتسبب بها تلك السلع الضارة، ففي كل الدول يتم رفع الضرائب بها بشكل سنوي لأن لها تكلفة عالية على المجتمع، ولا تزال السعودية في بدايتها في هذا الجانب، ويتوجب عمل حملة إعلامية تثقيفية مواكبة لتطبيق ضريبة القيمة الانتقائية. وأوضح د. ابن ربيعان أن المستخدمين لمثل هذه السلع يحتاجون إلى برامج توعوية تثقيفية في وسائل الإعلام المختلفة محاضرات توعوية، والاستفادة من المدارس والجامعات، ورفع بعض أنواع السلع لن يؤثر إن لم يصاحبه توعية خصوصاً للأهالي، والتركيز على العوائل في الرسائل التوعوية، ومنع البيع على صغار السن. وفي ذات السياق، قال المستشار الاقتصادي د. محمد العُميري: إن هناك جزأين مرتبطين بفرض ضريبة القيمة الانتقائية، الأول، أنه لا خلاف على أن الضرائب أو الرسوم بغض النظر عن مسماها، والمفروضة على السلع الانتقائية مثل التبغ، والمشروبات الغازية، وكذلك مشروبات الطاقة، لها عوائد مالية جراء تلك الرسوم. وأشار د. العُميري إلى وجود تكاليف مرتبطة بتناول تلك السلع، تتحملها وزارة الصحة، وبعض الجهات الأخرى التي تهتم بالصحة، ومثل هذه التكاليف سيقلل المصروفات على الأمراض الناتجة عن تناول مثل هذه السلع، منوهاً الى أن الإيرادات سترتفع جراء تلك الضرائب على المدى القصير، بينما ستقلل من المستخدمين لها على الأمد الطويل، وترفع صحتهم.
