* لغة الأرقام دائما ما تكون منصفة في الدوريات الخمسة الكبرى، وذلك لعدة أسباب، أهمها تلك التي يحصدها مدرب الفريق من حيث جمعه عدد النقاط في نهاية كل موسم، حيث الإبداع دائما ما يكون للفريق المتوج بلقب بطولة الدوري. * ومدرب تشيلسي حاليا الإيطالي انطونيو كونتي أصبح علامة فارقة في تاريخ البلوز الحديث، فبغض النظر عن تربعه على صدارة البريميرليج حاليا وبفارق مريح عن الوصيف، إلا أن الأداء الفني والمتعة الكروية التي يقدمها مع البلوز جعلت من الأندية الأخرى تسعى لاستقطابه بأي ثمن. * وقد يتفاجأ القارئ الكريم بأن بداية كونتي المتعثرة في أول إطلالة له مع تشيلسي سجلت أسوأ انطلاقة لتاريخ مدرب مع الفريق، حيث ظن الجميع أن المدرب يحتاج إلى الكثير من العمل كي يعيد الفريق إلى مستواه، قبل أن يحقق الرقم القياسي بثلاثة عشر انتصارا متتاليا وبسجل هو الأروع إلى الآن، وكل ذلك كان بسبب أمر يفتقر إليه فكرنا الرياضي في المنطقة ألا وهو الصبر. * فتخيل لو أن كونتي مدرب لأحد من أنديتنا في المنطقة، وبدأ منافسات الدوري بمثل ما بدأ به مع أزرق لندن، فأعتقد أن مقصلة الاستقالة ستكون في انتظاره، لأن صبرنا يبدأ بالنفود عند أول هزيمة أو تعثر أو خسارة من الغريم الأزلي، وكل هذه الأمور بدأت مع العراب كونتي مع تشيلسي، فقد خسر في أول مشواره، وتعادل في العديد من المباريات، بل وتلقى هزائم متتالية من ارسنال وتوتنهام وليفربول الأعداء الأزليين للفريق، لكن عقلية الاحتراف لديهم تختلف شكلا ومضمونا عما نمتلكه من إدارتنا لعقلية الاحتراف، ولهذا فالمحاسبة تأتي في آخر الموسم، أما أن تتم إقالة الجهاز الفني في أول أربع جولات، فهذا لن يحدث في انجلترا او إيطاليا أو اسبانيا، ولو كان كونتي مدربا لأحد أندية دوري جميل، فإن الرهان سيكون على موعد إقالته في الجولات الخمس الأولى على أقل تقدير.
