التعليم وجودته في أي بلد يعد بمثابة المرآة التي تعكس مستوى ورقي المجتمع، وهذا ما جعل الحكومات في الدول المتقدمة تبذل الغالي والنفيس للرقي بالتعليم عن طريق الاهتمام بالمعلم أولا لأنه الركيزة الأهم في عملية التعليم الطويلة والمعقدة ومن ثم يأتي دور الاهتمام بالمتعلم، وأخيرا الاهتمام بتطوير المناهج المستمر.. ومن خلال ما نشاهد حولنا كيف ان الحكومات التي تهتم بالقيم نفس اهتمامها بالعلم والمعلم والمتعلم والمناهج تجد طريقها ممهدا نحو النجاح. نحمد الله ونشكره نحن من البلدان التي تنفق بسخاء على التعليم، والدليل على ذلك الازدياد المذهل في عدد الجامعات الذي قفز في فترة وجيزة في عهد الملك عبدالله، رحمه الله، من سبع جامعات الى 27 جامعة وهذا ما لم يحدث في أي بلد على مر التاريخ، لم تنته الحكاية الجميلة للعطاء حول دعم التعليم في عهده، بل انفتحنا على العالم وثقافاته لما فيه من أهمية وقيمة مضافة للتحصيل العلمي فقد تم فتح باب الابتعاث على دول العالم المتحضرة على مصراعيه في عهد «أبو متعب» رحمه الله. فلا تنسوه من الدعاء بعد مماته كما طلب منا في حياته! إذا نحن لا نفتقر الى الجامعات بل نحتاج ان نرتقي بسلوك طلابنا من اول يوم دراسي الى اخر يوم بالثانوي، فيما يلي ثلاثة سلوكيات علينا ان نزرعها في عقول طلابنا لتصبح نهجا قبل الدخول الى المنهج، احترام الصف «الطابور»، النظافة، وأخيرا اللباقة. لابد من احترام الوقوف في «الطابور» امام بوابة المقصف لأنه للأسف من يتجه لأي مدرسة سوف يشاهد قمة الفوضى عند المقصف، الحقوق ضائعة وإذا كان الطفل متعافيا و«عتر» سوف يتجاوز كل زملائه في طابور الانتظار امام المقصف، ونتيجة لهذا التصرف الارعن سوف يخلق نوعا من الحقد والكراهية المبكرة في نفوس من تعداهم او تحداهم من الطلاب صغار البنية او المتأدبين وهذا امر طبيعي لأن الانسان بطبعه يكره من يأخذ حقوقه او يسلبها، وإن لم يجد هؤلاء الأطفال من يربيهم على احترام الدور، فسوف يكبرون وتكبر معهم علة التعدي والعنترية والتحدي في المطعم في الملاهي في الشوارع وربما حتى التعدي على الأراضي لان التعدي أصبح في «جيناتهم». ثانيا: الاهتمام بنظافة المكان وعدم رمي المخلفات وعقاب من يترك بقايا اكله مع متابعة ذلك السلوك عند الطلاب، وخاصة بعد كل فسحة، نريد ان نزرع في عقول أبنائنا الطلاب أهمية النظافة وهنا ليس المقصد ان نكثر من اللوحات الدالة على أهمية النظافة والاستشهاد بأحاديث نبوية رغم أهميتها، لكن ان يكون هناك مثال يحتذى من قبل المدير والمعلمين لأنه اصبح لدى اغلب الطلاب تبلد ولم تعد تعني له التوعية شيئا، والحل ان يكون هناك قدوة، مع جوائز كنوع من الحوافز ومن لم تنفع معه القدوة والتحفيز يجب عقابه حتى وإن وصل العقاب لدرجة الفصل من المدرسة او نقله. المطلب الثالث «اللباقة» في الحديث واحترام من نتعامل معهم او من يقدم لنا خدمات، مثال: لو دخلنا أي مركز تموينات «سوبر أو هايبر ماركت» شاهد كيف يتعامل الشباب او الاطفال الصغار مع المحاسبين او مع من يخدمهم داخل السوق وخارجه، وكذلك نفس النمط في المطاعم ومحطات البنزين، نادرا تسمع كلمة «ممكن، لو سمحت، اسف، شكرا، يعطيك العافية» كل هذه الكلمات بسيطة وسهلة في نطقها وجميلة جدا في مفعولها، فلماذا لا نجعل من استخدامها بين المعلمين والتلاميذ وزرعها فيهم من الأمور المسلمة دون ان يشعر الطالب انه يتعامل مع هذه السلوكيات وكأنها مقرر، علينا ان نتذكر جيدا اننا عندما نجعل من الاخلاقيات والسلوك مناهج سينفر او يفر منها الطلاب وتصبح في نظره مادة مكملة ولن يرسب فيها احد وهذه الطامة بعينها! لان السلوكيات أصبحت مناهج ولم تتحول الى نهج.