الواجب على الجميع الحرص أيما حرص على المال الخاص والمال العام خاصة في ظل الظروف والأزمات الاقتصادية والمالية، ومراقبة ذلك وكل ما يؤدي الى فساد مالي أو إداري، لأن الأمانة واجبة وواجب الحرص عليها باستمرار. قال عز من قائل: «قالت إِحداهُما يا أبتِ استأجِرهُ إِن خير منِ استأجرت القوِيُ المِينُ» (سورة القصص). وقال (صلى الله عليه وسلم): «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته». فقد قص الله - جل وعلا - علينا خبر موسى مع شعيب عليهما السلام حين جاء مدين، ووجد ابنتين لشعيب قد منعتا غنمهما من الورود في انتظار ذهاب الرعاة وفراغ المكان وما حدث من تطوع موسى عليه الصلاة والسلام بالسقيا لهما، وما كان من امر شعيب حين بلغه ما قام به موسى، حيث ارسل له يطلبه ليجزيه على ذلك، وذكر لنا القرآن الكريم كذلك نصيحة ابنة شعيب لأبيها باستئجاره، وعللت ذلك بقوة موسى وأمانته عليه الصلاة والسلام، لأنه قوي أمين. يجب المحافظة على المال العام الذي خصص للمشاريع الضرورية والهامة للمواطن والمقيم لا ان يذهب الى غير ما خصص له أو ان يهدر بلا محاسبة ولا مراقبة! اذ يجب أن يشمل التقصي والتفتيش الإداري بكافة الجوانب، وان تستمر الحملات الخاصة بالكشف حول تلك التلاعبات وعدم اعطاء العمل الإداري حقه أو اهدار المال العام وأخذه دون وجه حق !! وهكذا يجب ان نكون في محاربة الفساد المالي والإداري في كل وجوهه.. والعمل يدا واحدة لمحاربة الفساد بكافة جوانبه ماليا وإداريا لتحقيق مبدأ الأمانة والعدل والمساواة، وإعطاء كل ذي حق حقه - بإذن الله تعالى - ومحاسبة ومعاقبة المخطئ والمقصر..قال تعالى: «وقُلِ اعملُوا فسيرى اللُه عملكُم ورسُولُهُ والمُؤمِنُون»، ويجب على كل عامل وموظف ومسؤول ان يتحلى بصفة الأمانة حتى يبتعد الناس جميعا عن التقصير والإهمال أو خيانة الأمانة التي عرضت على السماوات والأرض وحملها الإنسان فكان ظلوما جهولا، وحتى لا تحدث العواقب الوخيمة جراء التقصير في الأعمال المنوطة والموكلة الى كل شخص. من هذا المنطلق يجب المحافظة على المال العام الذي هو عصب الحياة كما يقولون وهو أمانة، ولا يأتي من لا يأبه به من اين حصل على هذا المال، وفق الله الجميع لما فيه الخير وتحقيق الأهداف المنشودة لبلادنا وأفراد المجتمع. عبدالله بن عبدالعزيز السبيعي