قبل عصور من الآن لم نستطع تقريب معنى الجهل بأمر عدا عدم القدرة على القراءة والكتابة، التقييم الذي ارتبط باختراع الآلة الكاتبة في ألمانيا على يد (يوهان جوتنبرج 1447)، وحين تحول العالم للعصر الرقمي قربنا مفهوم الجهل لجهلة الانترنت والكمبيوتر وما بينهما من جيل من الأجهزة ما بات يفاجئنا بتغيره كل ستة أشهر وينتزع ما بجيوبنا لارضاء مرآة المجتمع التي تركز على مظاهرنا في استقراء تمازجنا ووضعنا الاجتماعي والتعليمي، وليتحول الآن تصنيفنا للجهل لمدى ارتباط وعي المرء بالتطور من حوله التكنولوجي والمعرفي في العلوم.. الوضع أيضاً اختلف فما كان سابقاً يدفع للتخصصّات الدقيقة، بدأ يدفع لمزيد من التحول والتغير الممنهج نحو تكامل وتداخل العلوم، مقروناً بالتشجيع لانفتاح العلوم وإكمال الفجوات التي أعاقت التطور الإنساني لتكون هناك العلوم البينية وهي تخصص الفرد في نقاط التقاء العلوم ببعضها، واذكر لكم تخصص الهندسة المعمارية الصوتية على سبيل المثال، والقائمة مع تطورنا ستطول لكنها في جامعاتنا قد تدخل متاهة بيروقراطية اللجان العلمية. في برلين بالأمس كنّا نناقش اثر التطور التكنلوجي على موظفي الغد (من المهددين اكثر بخسارة وظائفهم، ما هو مستقبل الوظائف التقليدية كالأطباء والمحامين واساتذة الجامعات، ما الذي نحتاجه لتحويل البيئات التعليمية إلى مجتمعية واستثمارية). كيف سيكون العالم الوظيفي في 2030م، وكم موظف سيخسر وظيفته لا لأن تجارة الروبوت نجحت، لكن لأن الأنظمة الالكترونية باتت أكثر فعالية والمثال استبدال وظائف المراسلات بالمراسلين، وقريباً وظائف السكرتارية، وكيف نضمن أن تسبق مواءمة الخريجين لسوق العمل هذه التحولات؟ هل ستتغير السيرة الذاتية قريبا بال ePortfolio وقد تغيرت في أوروبا الآن، لكنها ستتغير مرة أخرى قبل أن تصل لنا إلى مفهوم Open Badge Passport ليسهل على رب العمل مفاضلة آلاف الشهادات التي قد لا تعكس المستوى الوظيفي بجدارة. كنت اجلس واستمع للمبادرات الحديثة في سوق العمل مع عدد من Futurists استمعنا لمبادرة no man society ومشروع الملينيوم و. Industry .. هم يفكرون كيف يوظف خريجون لهم الكفاءة والمهارات العالية في أعمال ذات دخل منخفض ومكافآت متقطعة، ونحن نفكر ماذا نفعل بخريجين لم نمكنهم من أبجديات العمل! من يملك حق منعك من التحصل على عمل إضافي خارج وقت العمل (كمنع السجل التجاري عن بعض موظفي الدولة) فهل هو وقت مدفوع ليتم إيقافك قسرا عن العمل وهل تعتبر هذه العقود من صلاحيات رب العمل وان تنازل عنها الموظف، وهل توقف هذه الفرضية قدرة بعض الموظفين على ادارة منشآت صغيرة ومتوسطة والتي تعتبر المستقبل لاستبدال البورصة البترولية لدينا بالبشرية. قرأت أغلب خطط الدولة المعرفية والاقتصادية والاستراتيجية وأعدت قراءة بعضها رغم غياب الخطط التنفيذية والتنبؤية الواضحة لما سنكون في 2030م، الأكيد أنني خرجت من المحفل في ألمانيا ورأسي ينبض حباً بكم ورغبة في استباق العالم والأحداث للأفضل.