الجاسر: نعمل على توسعة مطارات الباحة وجازان والجوف    وول ستريت تفتح على استقرار مع ترقب نتائج إنفيديا    قدوم 267657 حاجا عبر المنافذ الدولية حتى نهاية أمس    نائب أمير جازان يكرم 1238 متفوقاً ومتفوقة بتعليم جازان    غرفة الشرقية تعقد "لقاء رياديون" لطلبة جامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل    من هو الرئيس المؤقت لإيران؟    أمير الرياض يستقبل رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية المتقاعدين بالمنطقة    الوحدة يضع أنظاره على أحمد حجازي    وفاة الرئيس الإيراني والوفد المرافق له في حادث تحطم الطائرة المروحية    "سلمان للإغاثة" يختتم مشروع جراحة وقسطرة القلب في عدن    بلديةالبكيرية تنفذ 2754 جولة رقابية في شهر أبريل الماضي    أرامكو توقع اتفاقية مع "باسكال" لاستخدام أول حاسوب كمي بالسعودية    تايكوندو الشباب يهيمن على بطولتي البراعم والناشئين والحريق يزاحم الكبار    القيادة تعزّي دولة رئيس السلطة التنفيذية بالإنابة السيد محمد مخبر في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    بعد مصرع عبد اللهيان.. «كني» يتقلد حقيبة الخارجية الإيرانية    زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب منطقة "شينجيانج" شمال غرب الصين    تعليم البكيرية يعتمد حركة النقل الداخلي للمعلمين والمعلمات    إيران تعلن رسمياً مصرع الرئيس ووزير الخارجية    وصول أبطال آيسف 2024 إلى جدة بعد تحقيق 27 جائزة للوطن    «التعليم» تحدد أنصبة التشكيلات المدرسية في مدارس التعليم العام    الأرصاد: استمرار التوقعات بهطول أمطار بعدد من المناطق ورياح نشطة في الشمال    حبس البول .. 5 آثار أبرزها تكوين حصى الكلى    4 نصراويين مهددون بالغياب عن «الكلاسيكو»    1.8 % معدل انتشار الإعاقة من إجمالي السكان    خادم الحرمين يستكمل الفحوصات الطبية في العيادات الملكية    «عضو شوري» لمعهد التعليم المهني: بالبحوث والدراسات تتجاوزون التحديات    أمير عسير يُعزّي أسرة «آل مصعفق»    الفضلي: «منظمة المياه» تعالج التحديات وتيسر تمويل المشاريع النوعية    البنيان: تفوق طلابنا يبرهن الدعم الذي يحظى به التعليم في المملكة    السعودية.. يدٌ واحدةٌ لخدمة ضيوف الرحمن    متحدث «الداخلية»: «مبادرة طريق مكة» توظف الذكاء الاصطناعي    أوتافيو يتجاوز الجمعان ويسجل الهدف الأسرع في «الديربي»    مرضى جازان للتجمع الصحي: ارتقوا بالخدمات الطبية    السعودية من أبرز 10 دول في العالم في علم «الجينوم البشري»    5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والسمنة    المملكة تؤكد استعدادها مساعدة الأجهزة الإيرانية    نائب أمير منطقة مكة يُشرّف حفل تخريج الدفعة التاسعة من طلاب وطالبات جامعة جدة    ولي العهد يبحث مع سوليفان صيغة شبه نهائية لاتفاقيات استراتيجية    وزارة الحج والعمرة تنفذ برنامج ترحاب    تنظيم مزاولة مهن تقييم أضرار المركبات بمراكز نظامية    جائزة الصالح نور على نور    مسابقة رمضان تقدم للفائزين هدايا قسائم شرائية    القادسية بطلاً لكأس الاتحاد السعودي للبلياردو والسنوكر    الشيخ محمد بن صالح بن سلطان «حياة مليئة بالوفاء والعطاء تدرس للأجيال»    جهود لفك طلاسم لغة الفيلة    ثقافة سعودية    كراسي تتناول القهوة    المتحف الوطني السعودي يحتفي باليوم العالمي    الملاكم الأوكراني أوسيك يتوج بطلاً للعالم للوزن الثقيل بلا منازع    بختام الجولة ال 32 من دوري روشن.. الهلال يرفض الهزيمة.. والأهلي يضمن نخبة آسيا والسوبر    يوم حزين لهبوط شيخ أندية الأحساء    عبر كوادر سعودية مؤهلة من 8 جهات حكومية.. «طريق مكة».. خدمات بتقنيات حديثة    بكاء الأطلال على باب الأسرة    الانتخابات بين النزاهة والفساد    أمير القصيم يرعى حفل تكريم الفائزين بمسابقة براعم القرآن الكريم    165 ألف زائر من بريطانيا للسعودية    تحقيقات مع فيسبوك وإنستغرام بشأن الأطفال    ارتباط بين مواقع التواصل و«السجائر الإلكترونية»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«العالم الافتراضي» .. مخاطر تنتهك براءة الطفولة
تطبيقات الجوال والألعاب تستدرج الأطفال .. الإهمال يغتالهم «2»
نشر في اليوم يوم 24 - 08 - 2015

نبه أكاديميون ومختصون إلى خطورة التطبيقات الحديثة والألعاب في الأجهزة الذكية التي تنقل الأطفال من العالم الواقعي الذي يعيشونه إلى «العالم الافتراضي» لتنتهك براءتهم.
وأشاروا ل «اليوم» ضمن الملف الشهري ال «11» تحت عنوان «تطبيقات الجوال والألعاب تستدرج الأطفال .. الإهمال يغتالهم» بمشاركة مختصين أكاديميين وتربويين ومستشارين أسريين ونفسيين وتقنيين، إلا أن هذه الشبكات الحديثة أفرزت الكثير من المشكلات والمخاطر على الأطفال.
لافتين إلى أن هذه المخاطر والجرائم تهدد أمن الأطفال وبراءتهم، وأن الاستغلال الجنسي والفكري والإجرامي يعد الهدف الأبرز لبناء علاقات معهم عبر «العالم الافتراضي».
وتستدرج تلك العصابات - معدومة الأخلاق - الأطفال ببث الصور الجنسية والأفكار المنحرفة وتسويق المخدرات وغيرها من الجرائم، إلى أن يتقبلها الطرف الآخر ويدمن مشاهدتها، ثم تبدأ رحلة السقوط في وحل الانحراف الفكري والأخلاقي.
وفند المختصون هذه القضية المهمة والحساسة من مختلف الجهات، وطرحوا أفكارا للوقاية والعلاج من الوقوع في مستنقع هذه المواقع والتطبيقات الحديثة شديدة الخطورة على أطفالنا.
ولفتوا إلى أن تطبيقات الجوال والألعاب تقدم للأطفال خدمات لا يمكن لهم الحصول عليها في العالم الواقعي، ومن أبرزها التعبير عن أنفسهم، وإبراز شخصياتهم للآخرين دون أي قيود أو ضوابط وهذا يفاقم الخطر ويهدد مستقبل أطفالنا.
واقترحوا سن قوانين وعقوبات صارمة لمستغلي الأطفال والتشهير بهم، ونشر هذه العقوبات على الملأ حتى يحذر من تسول له نفسه الإقدام على مثل هذا العمل المشين.
ويشدد الدكتور عبدالله بن إبراهيم المبرز - رئيس قسم دراسات المعلومات كلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الإمام بالرياض - على المخاطر المحدقة من تلك التطبيقات والألعاب.
مشيرا إلى أنها أفرزت الكثير من المشكلات والمخاطر على الأطفال، إلا أن الاستغلال الجنسي يعد الهدف الأبرز لبناء علاقات معهم.
طلبات من غرباء
وأضاف : تشير الإحصائيات إلى أن واحدا من كل خمسة أطفال مستخدمين للإنترنت قد تلقوا طلبات جنسية من أشخاص غرباء.
كما أن واحدا من كل 17 مستخدماً للانترنت قد تعرض للتهديد أو نوع آخر من المضايقات، وقال الدكتور المبرز : تعد التطبيقات والألعاب والشبكات الاجتماعية أكثر ما يجذب الأطفال والمراهقين، نظراً لما تقدمه من خدمات متنوعة وجاذبة تتناسب وطبيعة الاحتياجات والاهتمامات لمختلف الفئات العمرية وتتيح هذه الشبكات للأطفال الانضمام لها، وإنشاء الحسابات الشخصية، والاستفادة من جميع الخدمات المقدمة، إلا أنها تتفاوت في الحد الأدنى من العمر لمن يرغب في التسجيل ويتراوح العمر الأدنى بين 13 عاما و18 سنة حسب سياسة الاستخدام لكل واحدة منها.
وتابع : تتنوع الجوانب السلبية التي يمكن أن تلحق بالطفل من خلال استخدام الشبكات الاجتماعية دون ضوابط، إلا أن من أبرز الأشياء التي يمكن ذكرها إهدار الوقت وقضاء أوقات طويلة في استخدام الطفل الشبكات الاجتماعية قد يشغله عن أمور أساسية أخرى في حياته، مثل: الجلوس مع أفراد العائلة، ومذاكرة الدروس، وممارسة الأنشطة الاجتماعية وتغير السلوكيات واكتساب صفات غير حميدة، من خلال التواصل وربط العلاقات مع أناس مجهولين يتسمون بالأخلاق السيئة ويتصرفون بطريقة مخالفة لعادات وتقاليد المجتمع.
وزاد : تظهر الدراسات أن 49 % من الأطفال مستخدمي الشبكات الاجتماعية يعقدون صداقات جديدة مع أشخاص لا يعرفونهم، وأن ما يقارب 43 % منهم سبق أن تم الاتصال بهم من قبل أناس غرباء يشكلون خطراً عليهم وتشجيع الأطفال على العزلة وغرس عادة الانطواء لديهم.
سرية المعلومات
وحول النصائح للوالدين لحماية الأطفال، قال: إن الآباء والأمهات يقع عليهم جزء كبير من المسؤولية فبدون أن يتدخل أحدهم في ضبط عملية استخدام الشبكات الاجتماعية، فلن تجدي الأساليب التقنية كافة في حماية خصوصية الطفل وحفظ معلوماته الشخصية من التسرب والاستغلال.
ومن التوجيهات التي يمكن القيام بها لتحقيق هذا الغرض حفظ جهاز الحاسب في مكان مفتوح، يمكن للجميع الاطلاع عليه مثل: غرفة جلوس العائلة بحيث يمكن مراقبة المستخدمين، ومعرفة مع من يتحدثون، وما الموضوعات التي يدور الحوار حولها استخدام إعدادات الحجب لبعض المواقع والشبكات المشبوهة وغير المناسبة للفئة العمرية التي ينتمون إليها وإرشاد الأطفال الى أن عليهم الإبلاغ عن أي تصرفات أو تهديدات قد تعرضهم للاستغلال من قبل الآخرين، وأن عليهم عدم التواصل مع الغرباء سواء بالبريد الالكتروني أو المحادثة الفورية أو بالفيديو.
وأوضح أن من أبرز التطبيقات التي جذبت فئة الأطفال والمراهقين الشبكات الاجتماعية وأشهرها «ماي سبيس» و»فيسبوك» و»تويتر» وغيرها لسهولة استخدامها ومرونة القيود المفروضة على الاشتراك فيها.
إضافة إلى أن طبيعة الطفل الاجتماعية، ورغبته في تكوين العلاقات مع أقرانه نظراً لقلة انشغاله، وتوافر وقت فراغ كبير في حياته، مع محدودية الفرص المتاحة له خارج المنزل للالتقاء بالآخرين، كانت عاملاً أساسياً في انضمام الكثير منهم لتلك الشبكات.
وعن أسباب انتشار التطبيقات والشبكات الاجتماعية بين الصغار، أجاب : إن الشبكة الاجتماعية تقدم للأطفال خدمات لا يمكن لهم الحصول عليها في العالم الواقعي، ومن أبرزها : التعبير عن أنفسهم، وإبراز شخصيتهم للآخرين دون أي قيود أو ضوابط وأكثر من يستفيد من هذه الممارسة الأطفال الخجولون الذين يخشون الحديث في الأماكن العامة.
فبين المجموعات كسب صداقات جديدة لها اهتمامات وهوايات مشابهة كالبقاء في تواصل مع أفراد العائلة أو الأصدقاء الذين يعيشون في أماكن نائية أو يتعذر على الطفل الاتصال بهم لأسباب معينة.
وأضاف : أظهرت الدراسات أن 92 % من مستخدمي الشبكات الاجتماعية كان دافعهم البقاء في تواصل مع آخرين لهم معرفة سابقة بهم لقضاء وقت الفراغ من خلال وسائل الترفيه المتاحة، ومن أبرزها : الألعاب الإلكترونية التي تتيح للطفل اللعب الفردي أو اللعب بشكل جماعي مع الأصدقاء وغيرهم رغبة في إشراك الآخرين في المناسبات المختلفة، سواء الخاصة أو العامة عن طريق تحميل الملفات والصور والتعبير عن الآراء والأفكار من خلال ممارسة التدوين والكتابة.
تدارك المشكلة
وقال الشيخ تركي بن سعيد الزهراني إمام وخطيب جامع الفاروق الكبير بالجبيل الصناعية ومأذون الأنكحة الشرعية : قبل أن نحل هذه المشكلة أو أن نعالج الآثار المترتبة عليها، لابد أن نتداركها.
فالوقاية خير من العلاج، بوضع قوانين في المنزل متعلقة بجميع الأجهزة من جوالات وأيبادات وجهاز السوني والكمبيوترات المحمولة منها عدم استخدام هذه الأجهزة بعد الساعة 9 ليلا ووضعها مغلقة في مكان محدد.
ويجب بين الحين والآخر تفقد جهاز ابنك وكأني أبحث عن المفيد والمسلي فيه ولا يمنع أن أعطيه جهازي ليتصفحه ويأخذ منه المفيد، هذا يربي في النشء الوضوح والنزاهة والشفافية عن طريق القدوة لا يعني ذلك أن أراقبه وأحاسبه على كل صغيرة وكبيرة، بل أدع له مساحة مريحة مع أصدقائه المعروفين في حدود الأدب العام وأتحسس بين الحين والآخر وأراقب تصرفاته، خصوصا إن لاحظت تغيرا في سلوكه وردة فعله تجاه جهازه وفي سلوكه عموما.
ولفت الشيخ تركي إلى أن الأجيال الجديدة تربت على التقنية وهذا يكسبها ذكاء الكترونيا قد يفوق ذكاء الأهل بمراحل، وهذا قد يجعلنا نغفل عن بعض الجزئيات في البرامج والتطبيقات ما قد يقلل تحسسنا أو يجعلهم يخفون عنا ما هو خطير.
لذلك لابد من غرس الوازع الديني والأخلاقي، وتنمية الرقابة الذاتية للطفل منذ صغره، بأن نذكره بالله أنه يرانا إن أحسنا العمل ويرانا إن أسأناه، يرانا ويسمعنا إن عبدناه أو إن عصيناه، أربيه على قول الصدق والحقيقة والوضوح بجميع الوسائل والطرائق التربوية.
وفي حالة اكتشاف الابن وتورطه مع هذه التطبيقات والألعاب، قال الشيخ الزهراني : يجب الاحتواء النفسي فنحن نحب أبناءنا حبا شديدا، لكننا نبغض هذا السلوك المشين وننبذ هذا الفعل المخزي، ونحاول قدر الامكان ضبط النفس وعدم العنف مع إبداء الاستياء الشديد. فالموضوع ليس سهلا والتكتم الشديد وعدم الفضيحة والتشهير عند باقي الإخوة، لكي تستمر الحياة بعد ذلك دون تأثيرات سلبية على شخصيته وثقته في نفسه ونظرتهم له وإن استطعت أن أقدم شكوى وآخذ حق ابني فهو الأفضل.
تشهير وعقوبات
واقترح سن قوانين وعقوبات صارمة لمن يقوم بالابتزاز والتشهير ونشر الصور الخاصة المتعلقة بالآخرين بشكل يسيء لهم ويلحق الضرر بالآخرين، ونشر هذه العقوبات على الملأ حتى يحذر من تسول له نفسه الإقدام على مثل هذا العمل المشين.
مشيرا إلى أن العلاج النفسي عند طبيب مختص أو على الأقل استشارة نفسية، ترجع الابن لطبيعته وإحكام المراقبة والأفضل حرمانه مما يضره حتى يستكمل تأهيله النفسي ويعود لطبيعته ودائما أذكره بأن الله يغفر الذنوب إذا تاب وحسنت توبته وأن ذنبه يستدعي الاستغفار وعمل الصالحات كي تذهب تلك السيئات بمعنى أعلقه بالله العظيم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب.
من جانبها، أشارت الدكتورة سحر رجب مستشار نفسي وأسري مدرب ومستشار دولي معتمد لإزالة المشاعر السلبية، إلى أن الأطفال والمراهقين هم اللبنة التي يجب أن نحافظ عليها ونحرص على غرس القيم والمبادئ في دواخلهم، وليس كلاما نظريا فقط وإنما عملي ليتم تصديق القدوة، ونصحت الآباء بضرورة العناية بأطفالهم ومناقشتهم والاستماع لهم وعدم نهرهم.
فالتربية مسؤولية عظمى تتفتق منها أمور أكثر أهمية، مضيفة : عندما أعلم بأن ابني وقع في هذه المصيدة آخذه باللين واللطف لأعرف أمورا دقيقة بعدها أرتب لكيفية العلاج واستئصال الأمر من جذوره وتبليغ المسؤولين للتصرف مع هذه الشرذمة المنحرفة، وكفانا سكوتا على الخطأ والتمادي يؤدي إلى التهلكة أكثر وأكثر.
إلى ذلك، قال سفر حسن المشرف التربوي بمحافظة الجبيل : اقتحمت ثورة التقنية الرهيبة والمتسارعة بيوتنا برضانا ففرقت الأسر وأخذت الابن عن أبيه والبنت عن أسرتها.
ولا أشك في أننا سلمنا تربية أبنائنا إلى أجهزة الجوالات وإلى شركات عالمية لا هم لها غير الربح، والمنافسة في الثراء، ونحن بدورنا استودعنا هذه الأجهزة المدمرة فلذات أكبادنا .. فهل تراعي مشاعر أبوتنا ؟ أم هل تمتلك الحس التربوي الذي يملكه قلب الأم وعقل الأب؟ والمتتبع لسير الجانب التربوي في مجتمعنا يلاحظ تغيرا كبيرا في التربية بعد دخول ثورة التقنية الجوالات، حيث أصبحت في متناول الصغير قبل الكبير؛ وقلّ أن ترى الأسرة مجتمعة؛ وإن اجتمعت فكل الهم الجوال.
أسرار التقنية
ويرى أن الحل في أن يتعلم الأب أسرار هذه التقنية ويتعمق فيها كي يحمي أسرته ويتابع أبناءه ولابد أن يشعروا بمتابعتك ولا يضع الابن ولا البنت رقما سريا لجواله وإن وضع فيكون الأب والأم يعرفانه ولا تحرم أبناءك من جلسة تربوية يومية بحيث لا تقلّ عن ساعة كاملة تخصص بعضها للحوار والمناقشة ولاستعراض مشاكل التواصل الاجتماعي ومخاطرها.
من جهته، حذر عبدالله بن لافي الفريدي معلم ومدرب حاسب في مدارس الهيئة الملكية بالجبيل من عصابات الابتزاز والنصب والاحتيال في ظل الثورة التقنية واقتحامها كل المجتمعات.
لافتا إلى أنها استغلت التقنيات الحديثة في تحقيق بعض أهدافها الخبيثة، فمن هذه العصابات من يستغل السذج في عمليات مالية وسرقتهم والإحصائيات تدل على أنها في ازدياد، ومنهم من يجمع الأموال بأساليب أشد خبثاً.
حيث يقومون باستغلال الأطفال والمراهقين جنسياً بشكل مباشر - كأخذ الأموال منهم وتهديدهم بالفضيحة - أو غير مباشر بكسب المال من نشر صورهم وجني المال منها.
وحول خطر هذه التطبيقات والألعاب على الأطفال والطرق الوقائية التقنية منها، قال الفريدي : إن الخطر يتفاقم عند وصول هذه التقنية للأطفال، وطرق المجرمين في الوصول إلى شريحة الأطفال واصطيادهم، ويتم ذلك عن طريق بعض التطبيقات الحديثة والألعاب والمحادثات الصوتية، وعن طريق بعض المحادثات النصية المضمنة داخل الألعاب الالكترونية أو استخدام برامج التواصل الاجتماعي الشهيرة دون رقابة من الآباء أو المربين وعن طريق تبادل المعلومات بين المراهقين والأطفال، كل هذا يزيد فرصة وقوعهم في يد هذه العصابات.
وقال مستغربا : «لقد رأيت طفلاً جالساً أمام باب منزله ومعه جهاز الجوال عند الساعة 2 ظهراً تقريباً والجو حار وكان منطويا على نفسه مع الجهاز، فما ظنكم أنه فاعل؟!».
سرقة البيانات
وحذر من عدم وضع قيود وصلاحيات للأطفال في استخدام الأجهزة الإلكترونية المرتبطة بعالم «الإنترنت»، قائلا : من الطرق إرسال رسائل دعائية تحوي صورا ومقاطع مخلة في برامج الأطفال المخترقة غير الأصلية.
وقد يقوم المجرمون بسرقة البيانات الخاصة بالطفل عن طريق أخذ معلوماته من التسجيل في اللعبة واستغلالها: كالبريد الإلكتروني للطفل، رقم الجوال، أو العمر، وعلى سبيل المثال في بريطانيا عام 2007، تحدث 8 آلاف جريمة إلكترونية يومياً يتعرض فيها الضحايا لسرقة بيانات فما بالكم الآن؟
ويستغل المجرمون حب الاستطلاع الطبيعي لدى الأطفال في جذب انتباههم في بداية الأمر لأشياء محببة ومن ثم إغراق فكرهم بصور الانحراف المبنية على الغريزة الجنسية ويقوم المجرمون بالتغرير واستدراج الأطفال عن طريق إيهام الطفل بتكوين علاقة صداقة وفية من قِبلهم.
وأشار الفريدي إلى أنواع برامج التواصل الاجتماعي في الأجهزة الذكية منها النصية، الصوتية، الصورية النصية، والصوتية الصورية (فيديو) النصية.
مشيرا إلى أن النصية يتم التواصل فيها بين طرفين أو عدة أطراف على شكل كتابة محادثات نصية وتستخدم فيها رموز للدلالة على الحالة المشاعرية.
والصوتية يمكن أن يتبادل المشتركون فيها تسجيلات صوتية - على شكل اتصال hafe duplex - وهي تشابه اتصالات أجهزة الإرسال اللاسلكي لدى الشركات والشرطة على سبيل المثال، أو تتم المحادثة الصوتية مباشرة بين الطرفين - full duplex - مثل الاتصال الهاتفي.
أما الصورية النصية، فيتبادل المشتركون فيها الصور ويتم كتابة التعليقات عليها وإعطاء درجات للإعجاب ما يحفز المرسل على إضافة صور أخرى جديدة.
وتطرق إلى برامج الفيديوية النصية، مشيرا إلى أنه يمكن أن يتبادل المشتركون فيها مقاطع فيديو مسجلة أو مباشرة ويتاح للمتابعين التعليق عليها وإبداء الإعجاب فيها بشكل نصي أو بتسجيل مقطع فيديو، كما تطرق الى ضعف الخصوصية وسرقة المعلومات الشخصية في معظم هذه البرامج.
ولفت إلى أنه يتم التواصل بين الكبار والصغار بشكل فردي في هذه التطبيقات والألعاب، وهذا يؤدي إلى اختراق خصوصية البيوت من خلال الحديث مع الأطفال. وبطبيعة الحال الطفل لا يدرك خطر تسجيل مقطع فيديو لبيت أهله أو تصوير بعض أفراد أسرته دون علمهم جهلاً منه بالعواقب ووثوقاً منه في الطرف الآخر.
حلول تقنية
على الصعيد نفسه، قال المهندس عمر باكرمان والمتخصص في الشبكات الاجتماعية : هذا الموضوع مهم ومثير وينقسم الى قسمين : قسم يستهدف صغار السن والهدف منه ابتزازهم جنسياً وفكريا، والقسم الآخر يستهدف أشخاصا بالغين ويكون الهدف الابتزاز مادياً مع العلم بأن أغلب من يستهدف البالغين هم أشخاص من خارج المملكة.
حيث يتم وضع تسجيل لامرأة تعمل ايحاءات جنسية للضحية ليقوم هو الآخر بعمل حركات جنسية مع الطلب منه ان يظهر وجهه مع خلع ملابسه ليتم ابتزازه مادياً.
وتطرق المهندس عمر باكرمان إلى الحلول التقنية، مشيرا إلى أنها ليست كثيرة لأن برامج التواصل الاجتماعي غالباً لا تتجزأ فلا يمكن ان تقوم بحظر خدمة معينة فقط، لكن بالامكان حظر بعض التطبيقات بشكل كامل.
وأغلب برامج التواصل تعطي تحذيرا قبل تثبيت التطبيق بأن هذا التطبيق يجب ان يستخدم من سن معينة، لكن أكثر الاشخاص لا ينتبهون لهذه النقطة.
وبالنسبة للحلول، أردف : تبدأ من تثقيف الاطفال والمجتمع بشكل عام عن هذا الموضوع ومراقبة الاطفال ومعرفة ماذا يفعلون بالاجهزة الذكية ومع من يتحدثون مع الحرص على عدم تركهم يستخدمونها لفترة طويلة. فكم من صداقة تمت بضحية مؤلمة، حيث بدأت بارسال طلب صداقة الى الضحية عن طريق أحد برامج التواصل الاجتماعي ويبدأ الموضوع بالتعارف بعد فترة يطلبون رقم جوال الضحية لاضافته في الواتس أب، ثم يتم الدخول في مواضيع الحب والمواضيع الجنسية، وبعد ان يعتقد الضحية انه يثق في الطرف الآخر يبدأ يطلب منه ان يفتح الكاميرا ويعمل حركات جنسية، وفي هذه الاثناء يقوم هذا الشخص بتسجيل كل ما يحصل ليهدد به الضحية لاحقاً.
عالم الكبار
في السياق نفسه، أكدت هوازن الزهراني مؤلفة كتاب حماية وسلام ومستشارة لتربية الاطفال ومدربة برامج لتطوير الذات، أن الأسرة هي المؤسّسة الأولى التي تتولى تربية الطفل، وتشكّل معظم معتقداته وأفكاره، وقيمه الأخلاقية، وعاداته وأنماط سلوكه.
نجد أنه لزاماً عليها أن تتخذ دوراً جاداً ومهماً في وقاية أطفالها من مخاطر وسائل الإعلام المختلفة سواء في التلفزيون أو عبر الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية.
وتابعت : هؤلاء الأطفال ضحايا الألعاب والتسلية ومشاهد العنف في التلفزيون والألعاب الالكترونية ويميلون إلى اللامبالاة العاطفية فيضعف مستوى النمو الانفعالي للطفل، وتصل الحال إلى تبلّد عاطفي، نظراً لما يشاهدونه من أحداث مؤلمة، فتكون ردود أفعالهم عابرة.
لذا يدخلون عالم الكبار قبل الأوان وهو عالم غريب في بنيته عن عالم الأطفال ويعاني الأطفال ألماً عميقاً ويعيشون مخاطر جمّة، فيتعرّض الطفل - الذي يواجه العنف - للاستغلال بشكل كبير مثل الاستغلال الجنسي أو السرقة ... الخ.
لذا على أولياء الأمور التعامل مع أطفالهم معاملةً صحيحة منها التقليل من الجوانب والنتائج السلبية في متابعة العنف من خلال وسائل الإعلام المرئية، أو الأجهزة الذكية والألعاب الالكترونية.
يفترض أن يتدخل الآباء لحماية معلومات الطفل وخصوصيته من تسربها
الأجيال الجديدة تربت على التقنية وهذا يكسبها ذكاء إلكترونيا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.