كشفت أول ورشة عمل بالمنطقة الشرقية حول جراحة مناظير الصدر، عن ندرة في استشاريي وأخصائيي مثل هذا التخصص، وقال رئيس قسم الجراحة وجراح الصدر والأستاذ المساعد بجامعة الدمام الدكتور ياسر الجهني: "نسعى من خلال مثل هذه الورش لزيادة العدد بغية تقديم خدمة أفضل للمجتمع". وكانت الورشة التي نظمها قسم الجراحة العامة بالتعاون مع إدارة الشئون الأكاديمية والتدريب، قد اختتمت أمس الأول أعمالها بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، وفيها أكد الجهني أن جراحة الصدر تعتبر من التخصصات الناشئة والمطلوبة، كانت بالسابق مع جراحة القلب، والآن تم فصلها بحكم التخصص الدقيق فيها، ومن ضمن التخصصات بجراحة الصدر جراحة مناظير الصدر والتي تعتبر من التخصصات المتقدمة، والتي تتم من خلال فتحات صغيرة بالصدر، وأغلب العمليات تتم من خلال جراحة مناظير الصدر من اقتصاص لأجزاء من الرئة واستئصال الأورام وعمليات الخزع والعينات كلها تتم من خلال جراحة مناظير الصدر. مبينا أن اهمية مثل هذه العمليات هي أن المريض لا يحتاج البقاء بالمستشفى وقتا طويلا، ويكون الألم أخف من الجراحات التقليدية للصدر، والأهم من ذلك رجوع المريض للعمل بوقت أسرع. وأضاف الدكتور الجهني ان ورشة العمل هي الاولى التي تقام لجراحة مناظير الصدر وتعتمد على جزئيتين الاولى المعمل الحيواني (المحاكي الجراحي) وهذه من أحدث الأساليب التي تستخدم في التدريب الجراحي، وهي تعتمد على اجراء العمليات للحيوانات كما تجرى على الانسان وهذه اضافة قوية لورش العمل، ومن المتوقع أن تكون مثل هذه الدورات بشكل سنوي، وأن نحصل على اعترافات عالمية كمركز تدريب لجراحة مناظير الصدر في المنطقة وعلى مستوى العالم من خلال هذه الدورة، مبينا أن مثل هذه الورش توجه غالبا للاستشاريين والاخصائيين والاطباء المقيمين والاخصائيين الذين يسعون للتخصص في جراحة مناظير الصدر لندرته، وكذلك للممرضين في غرف العمليات الذين يزاولون اعمالهم مع الاطباء في جراحة مناظير الصدر، كما ان قسم الجراحة يقيم ورش عمل وتدريبا بشكل مستمر، ولديه حصيلة من الدورات المقامة منذ حوالي 10 سنوات، ولكن بالنسبة لجراحة مناظير الصدر فتعتبر ورشة العمل هذه هي الأولى في المنطقة الشرقية، ونسعى لاستمراريتها وتوسيعها في الدورات القادمة.وأضاف الدكتور الجهني أن هناك نقصا من الاستشاريين والاخصائيين في مثل هذا التخصص ونسعى من خلال مثل هذه الورش لزيادة العدد بغية تقديم خدمة افضل للمجتمع.وتابع يقول "أغلب المرضى الذين يأتون إلى العيادات المختصة بالصدر بالمستشفى لعمل التشخيصات وكذلك بعض المرضى الذين يعانون من مضاعفات الدرن والالتهابات المزمنة، ولكن نتوقع وفي خلال 10 سنوات قادمة ان نتدخل بمشاكل سرطان الرئة واورام الرئة بحكم ان لدينا بالمملكة تقريبا 7 ملايين مدخن، لذلك فإن تخصص جراحة مناظير الصدر سيصبح لديه ثقل كبير لمواجهة مثل هذه الأمراض، والتعامل معها في وقت نعاني فيه من ندرة في مثل هذه التخصصات، وهناك حاجة ملحة لمثل هذه التخصصات؛ لمواجهة النقص الحاد بالمملكة على وجه العموم والمنطقة الشرقية في تخصص جراحة مناظير الصدر، فجزء من المسئولية لدينا ان نوعي وندرب ونطور الاخصائيين للاهتمام بمثل هذا التخصص حتى نغطي جزءا من النقص.وأكمل الدكتور الجهني "نسعى بمثل هذه الورش ان يكون العدد مختصرا حتى تحصل المنفعة بشكل كامل، فلدينا المادة العلمية، ولدينا ايضا بالورشة التدريب العملي ومع الاستمرارية سيستفيد اكبر عدد ممكن، كما أن كثيرا ممن زارنا من خلال الدورات وورش العمل التي تقام بالمستشفى من خارج المملكة أشاد بما نقدمه في هذه الدورات وورش العمل ومن دول متقدمة، ويرى مثل هؤلاء أن يكون المستشفى مركز أكاديميا عالميا يقدم خدماته للمنطقة على وجه العموم وهذا ما نسعى إليه".