في اسبوع واحد مقطعا فيديو يوهنان القلب، وأمامكم جميعاً أوجه رسالتي لإدارة التربية والتعليم بالشرقية في الحالتين؛ لتركها للإرشاد الاجتماعي والنفسي، وتأخرها في التثقيف التوعوي المناسب، وهي حقوق وبديهيات أساسية. نعلم جميعاً بإمكانات الدولة المادية والبشرية المهولة، لا للتمكين ولكن للتميز بها. المقطع الأول لمعلم يتعرض للتصوير بالفيديو (وقد يكون ولا يكون لتكرار ممارسته للضرب والايذاء الجسدي)، معلم يتم تصويره وهو يضرب هذا وذاك، وألومه ولا ألومه لأن بعض أولادنا مؤذ لنفسه وزملائه وأساتذته، وقادر على اخراج الجن من أجساد المعلمين. لكنني ألوم كل معلم نسي ان رسالته التعليم وتحول لجلاد يمارس التأديب والتعذيب لأجساد وعقول اؤتمن عليها. كل هذا يحصل في الدور الأول بينما غرف المرشدين الاجتماعيين والتي يفترض أن تكون دائماً وسط الصفوف الدراسية لمتابعة التجاوزات هي بالدور الأول للقهوة والفطورات والتصبيحات والترويقات، (ولسرية الحالات والشكاوى طبعاً!). وعي غائب وحضور باهت للإرشاد الاجتماعي والنفسي، ويفترض بالطلاب أن يثقفوا أنفسهم بحقوق المعلمين والوالدين والاخوة والزملاء! ويفترض أن يتعلموا أيضاً من تلقاء ذاتهم ما معنى حماية أنفسهم؟ أيستطيع أحدكم اخباري ما معنى أن يتعرض طفل صغير في مقطع الفيديو الآخر لعمل كريه في شارع مكتظ بالبشر والسيارات، دون أن يعي ما يفعله السائق، إلا أن تكون المدرسة (وهذا لا يعفي الأسرة)، تنازلت عن دورها التربوي تجاه الأطفال وهم بمئات الآلاف (يارب سلم)، ما معنى ألا يفقه الطفل مايحصل له؟ ولو سألته عن الإحسان والعبودية لأجابك (أن تعبد الله كأنك تراه). هل سيطول هذا الوضع ونستمر بالتسامق في معايير الجودة والتعليم الالكتروني والتعليم التقليدي دون أن نعزز انماط التعليم والتثقيف الأخرى؟ متى تتحول المدرسة لبيئة نموذجية للعلم (لا تعليم ولا تعلم)؟! وهل بعد عشرين سنة من الآن نقول (إن شاء الله) إن الجودة التي تنفخ بها ادارات التعليم ستتجاوز التسطيح الفكري والورقي لمنجزات سعادة المدير وحضرة المعلم، والمعلم المتميز والمعلم الأميز لتكون وعياً حقيقياً ينقذ الطلاب من السائقين والمعلمين والزملاء والشارع، ولربما ينقذهم من أحد الوالدين أو الأقرباء. يا إدارة التعليم، هذه المقالة لكم، والتعليم دون فكر وتثقيف نفسي واجتماعي لن يحفظ للطلاب ايمانهم بدينهم وأنفسهم واحترامهم لوالديهم، ولن يحفظهم. يقضون في المدارس ما يتجاوز ثلث أعمارهم، وإن كانت الوزارة قد تنازلت عن مفردة (التربية) في مسماها الجديد، فلا ينبغي أن تتجاوزها في الواقع الأليم. الجودة حياة، والأطفال مستقبل، وان اتفقنا أو اختلفنا هم الوطن، ونحن نرسلهم يومياً لكم ليعودوا أفضل من أمس وليعودوا كاملين دون اصابات أوحوادث أو وفيات، ويعودوا بأرواح حاضرة، لا بعيون باهتة وأنفاس متقطعة. نريد برامج وعي ديني ووطني وانساني، لا أوراق عمل وتكريم للمعلمين المتميزين دون تأهيل وتدريب وتطوير لبقية المعلمين، ونكون من الشاكرين لو أحدثتم فرمتة كاملة للارشاد والمرشدين في المدارس وبرامج تثقيفية نوعية للطفولة. (صباحكم وطن يحمي خادم البيتين حدوده، ويحمي أبناؤكم ثغوره، ويحمي معلموكم عمقه.. فلنعي جميعاً حجم المسئولية).