ابتلينا بمن يتفنن في صناعة النكد واليأس والإحباط، بل وأعتقد أنه أصبح يتلذذ به ويرى أنه أحد مهامه في الحياة، ونحن لا حول لنا ولا قوة فلا بد أن تكتحل أعيننا برؤيتهم كل يوم، شئنا أم أبينا، رضينا أم كرهنا، والحمد لله على كل حال، وإليك بعض النماذج على سبيل المثال لا الحصر: * تخرج من صلاة الجمعة فتجد سيارتك مغلقاً عليها، وبعد انتظار طويل يخرج جزاه الله خيراً بخشوع وذكر لله، وعندما يراك قد يركب سيارته ولا يتكلم، وقد يعتذر بأنه تأخر في الحضور للصلاة فعاقب نفسه بالجلوس بعد الصلاة لقراءة سورة الكهف!!. * تسلك الطريق بأمان الله، وعندما تأتي إلى الإشارة الحمراء، وتريد أن تنحرف إلى اليمين كحق من حقوقك، تجده واقفاً بكل شموخ في المسار الأيمن، ومسجل سيارته يصدح بصوت عال، غير عابئ بمن وراءه!. * تأخذ أولادك في رحلة تسعدهم بها، فلا تعود إلا وقد ضاق صدرك فحولت الرحلة إلى فاصل من النكد، فلا يمكن أن تسير في طريقك إلا وتصطدم بتحويلة أو تأكل مطباً أو تقع في حفرة، أو تجد المكان الذي خرجت إليه قذراً، أو تنتظر رسالة نصية جميلة تأتيك صباح الغد (صاحب السجل المدني ..... عليك مخالفة مرورية برقم .... يرجى سرعة التسديد) وإلا ستضاعف!. * تريد أن تستنشق هواء وطنك النقي، وتطلق بصرك لترى مشاريع النهضة في بلادك، فتتألم لمشاريع متوقفة كنتيجة لسوء الاختيار، وبيروقراطية الإجراءات، ومقاولي الباطن، وخلل الرقابة، وأمن العقوبة. * تفتح المذياع وأنت تتمنى أن تجد ما ينفع، فتقع في براثن محطات الاف ام، ومن يسمون بالمذيعين الشباب، وما أصبحت يرادف هذا الوصف من رسائل السطحية والتهريج والتغنج! * مراجعة إدارة من إداراتنا الحكومية، يعني كمية كبيرة من الوقت الضائع والإرهاق والقلق، فإن كان مستشفى فالدواء سيئ والموعد بعد ستة أشهر، وإن كان في إدارة أخرى فلا بد أن تجد: النظام عطلانَ! أو الموظف في إجازة! أو راجعنا بكرة! أو معاملتك ضائعة!. * بعض شريكات الحياة من المساهمين الكبار في حملة التنكيد، فلا تجد الوقت لمناقشة القضايا الكبار إلا عند القيلولة، ولا يمكن أن تراك خارجاً إلا وترسل وراءك عبارة (الغاز خلّص!) (وايت الماء ما جاء اليوم!)! ولا نقول إلا ربنا أفرغ علينا صبراً، وثبت أقدامنا، يا رحمن يا رحيم!.