واصلت الجهات الأمنية والحكومية أمس استنفار طاقتها البشرية والآلية تزامنا مع الأمطار الغزيرة التي شهدتها بعض مدن المنطقة الشرقية محملة بغيوم رعدية استمرت 5 ساعات تقريبا، وتسببت في إغراق شوارع وطرقات عدد من الأحياء، حيث نشرت في المواقع والطرق الرئيسة التي شهدت تجمعات لمياه الأمطار ومتابعتها المستمرة مع غرف العمليات التابعة لها، لتلقي البلاغات وتمريرها مباشرة للميدان لمواجهة حالات الطوارئ في حال حدوثها. كما يستمر النظام الآلي للإنذار المبكر يشير للون البرتقالي، ويعني تنبيها متقدما عن تأثير ظاهرة جوية، ويجب أخذ الحيطة والحذر والالتزام بتعليمات الدفاع المدني الصادرة في هذا الشأن (هطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة مصحوبة برياح نشطة تحد من مدى الرؤية الأفقية). وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تدني الرؤية الأفقية بسبب الضباب على منطقتي الرياضوالشرقية، مع استمرار تواجد السحب على وسط وشرق وأجزاء من شمال المملكة وهطول الأمطار على مرتفعات عسير وجازان، ويتوقع تدفق كتلة هوائية باردة، وتستمر ابتداء من شمال المملكة ومن ثم تتحرك باتجاه وسط وشرق المملكة، في حين تشهد مياه الخليج العربي رياحا شمالية شرقية إلى شمالية بسرعة 18 – 38 كم/ساعة وارتفاعا في الموج من متر الى متر ونصف المتر مع حالة البحر والتي تصل لمتوسط الموج إلى مائج. وأكد الناطق الإعلامي للدفاع المدني في المنطقة الشرقية العقيد منصور الدوسري ان غرفة عمليات الدفاع المدني تلقت أمس الجمعة 18 بلاغا تتعلق بهطول الامطار على محافظات المنطقة، حيث تلقى دفاع مدني الدمام 11 بلاغا منها احتجاز 7 سيارات، وسقوط شجرتين اثنتين وتضرر مركبة من إحداهما، ودخول مياه الأمطار الى منزلين اثنين، وتلقى دفاع مدني القطيف بلاغا واحدا عن تجمع مياه امطار داخل حفرة في أحد الأحياء، وتلقى دفاع مدني الخبر بلاغين أحدهما يتعلق بحريق عداد بسبب هطول المطر، وآخر عن تجمع مياه في أحد الشوارع، وتلقى دفاع مدني الأحساء أربعة بلاغات تتعلق باحتجاز مركبتين وتماس كهربائي. وأوضح العقيد الدوسري أن فرق الدفاع المدني باشرت عدداً من البلاغات ذات الاختصاص، في حين قامت بتمرير بلاغات أخرى لجهات ذات العلاقة. مبينا أن مراكز الدفاع المدني في المدن والمحافظات رفعت درجة الاستعداد والتأهب لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول تماشيا مع توجيهات أمير المنطقة الشرقية في وقت سابق باتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لحماية وسلامة الأرواح والممتلكات". وحذرت إدارة مرور المنطقة الشرقية قائدي السيارات من استخدام الطرق التي تشهد تجمعات مياه الأمطار، واتباع طرق فرعية أخرى، في الوقت الذي كثفت من تواجدها الميداني من الضباط والأفراد والدوريات المرورية في جميع الميادين والطرق السريعة التي تربط حاضرة الدمام ببعضها. كما أوضح الناطق الاعلامي لحرس الحدود في المنطقة الشرقية النقيب عمر الأكلبي "أن منع الابحار يتزامن مع تقلبات الأجواء حتى تتحسن الأحوال الجوية، حرصا من حرس الحدود على السلامة العامة للصيادين والمتنزهين، وأيضا السماح بالإبحار يتطلب توخي الحذر باستمرار والتأكد من وجود أدوات السلامة الكاملة على القوارب، بما في ذلك التأكد من صلاحية القارب للإبحار والوقود الكافي واستمرار الاتصال برقم طوارئ حرس الحدود (994) للتزود بمستجدات الطقس أو عند الحاجة للمساعدة". وفي نفس السياق، اتخذت هيئة الطيران المدني اجراءات احترازية مع الأحوال الجوية لإيقاف أو تعليق الرحلات والتي تعتمد على معايير مرتبطة بسرعة الرياح ومستوى الرؤية الأفقية، إضافة إلى ما يسمى بالمطار البديل، بحيث متى ما رأت الملاحة الجوية في المطار المقصود سوءًا للأحوال الجوية فإنه يتجه لأقرب مطار لحين تحسّن الأجواء كما أن أجهزة التشغيل في مرافق المطارات وأجهزة الملاحة الجوية مهيأة مسبقا للتعامل مع هذه الأوضاع من خلال استخدام التقنية الحديثة في أجهزة المراقبة الجوية والرادارات المتقدمة، ويتم بشكل يومي تلقي النشرات الجوية من الجهات المختصة ليتم بثها عبر النظام الآلي لتكون متاحة للمراقبين الجويين والطيارين ويتم التعامل بشكل جاد مع أي تنبيهات جوية تصدر. ومن جانبها، أصدرت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية تعليمات لكافة طواقم القطارات وإدارات سير حركة القطارات بأخذ الحيطة والحذر وتوفير كافة وسائل الأمن والسلامة اثناء هطول الأمطار وهبوب الرياح الشديدة من خلال تعليق الرحلات أو تأجيلها، وفي حالة استدعاء الأمر ذلك تتخذ المؤسسة الإجراءات اللازمة والنظامية حيال ذلك وفق خطة طوارئ مقننة وتعليمات مدروسة وفق معايير دولية، كما تتواصل غرفة عمليات التحكم والمراقبة الرئيسية بإدارة الدمام بشكل مستمر مع طواقم القطارات ويتم توجيهها بحسب ما تقتضيه السلامة وفق أنظمة وتقنيات متطورة يتم التعامل معها. وهطلت أمطار متفاوتة ما بين متوسطة وخفيفة أمس الأول على الصمان والقرعاء والهجر التابعة لها، وسالت على إثرها الأودية والشعاب، واستبشر الأهالى خيرًا بالأمطار التي غابت عن منطقتهم لفترة تقارب 10 سنوات، وأكد رئيس مركز القرعاء سعود محمد الدويشب أن بعض الأودية سالت بها المياه جراء هطول الأمطار. وتوقع عدد من سكان القرى أن تكون الأمطار الهاطلة خيرًا؛ حيث إنها روت الأرض بعد جفاف طويل، داعين الله أن يجعلها أمطار خير وبركة ويعم بنفعها أرجاء البلاد، وأن تكون مؤشرًا لربيع معتدل. وفي محافظة بقيق أهاب مسئول هجرة الكدادية الشرقية فواز بن عبدالهادي بن جديد الهاجري بالمسئولين ببلدية بقيق بالتحرك الجاد لحل مشكلة مستنقعات المياه التي خلفتها الأمطار منذ ساعات صباح أمس، منوها إلى انتشار العديد منها على الطرقات وأمام المنازل، ومستهجنا بذات الوقت عدم تحرك البلدية في سحب المياه التي تجمعت في الطرقات بعد هطول الأمطار في الأسبوع الماضي. وأضاف الهاجري إننا في الكدادية الشرقية نعاني منذ سنوات من تجمع المياه على اغلب طرق الهجرة عند هطول الامطار، ولا نجد من يحرك ساكنا من الجهات المسئولة. وأشار الى تخوفه من انتشار البعوض وظهور الأمراض بسبب اختلاط مياه الامطار بمياه المجاري من خلال المستنقعات المنتشرة بمواقع عديدة بالهجرة وخاصة أمام المنازل، منوها على مطالباتهم منذ العام 1426ه بعمل مشروع تصريف مياه الامطار وآخر للصرف الصحي، وقال عند مراجعتي لبلدية بقيق حول مشروع الصرف أفادوا بأنه يكلف 5 ملايين ريال وهو في طور الترسية وحتى اليوم لم يتم البدء فيه. وقال الهاجري إن أهالي الكدادية باتوا يخشون من تضرر منازلهم من كثرة الامطار حيث أغرقت العام الماضي 9 منازل وقامت وزارة الداخلية في حينها بحصر المنازل المتضررة بمتابعة محافظ بقيق. وقال حمد الدوسري وهو من سكان محافظة بقيق: إننا نعاني من تجمع المياه بعدد من المناطق بمحافظة بقيق، والتي لم تجد أي تحرك من البلدية، حيث خلفت مياه الامطار مستنقع في ساحات الاحتفالات الموجودة امام مبنى البلدية مباشرة وكذلك وجود خلل في احد مواقع تصريف المياه في احد شوارع حي المطار واختلاطه بمياه المجاري. مركبات تسير وسط تجمعات الأمطار إسكان الدمام تحاصره مياه الأمطار مركبات تسير على الطرق مياه الأمطار تغمر شارعاً بأحد الأحياء المياه تغطي شارع الخدمة الموازي للطريق السريع المياه بقيت متجمعة على الطرق حتى ساعات المساء برك طينية أسفل نفق الطريق السريع طفلة تلهو بالصمان أمس بعد توقف الهطول من شوارع هجرة الكدادية الشرقية ببقيق
