بينما رأت مشاغل نسائية في إجازة الصيف الطويلة، فرصة سانحة لها، في تحقيق المزيد من الأرباح، من وراء مغازلة السعوديات الباحثات عن الرشاقة والقوام الممشوق، عبر دعوتهن لمراكز صحية بداخلها، حذرت أمانة الأحساء من أن هذا التصرف مخالف للأنظمة المعمول بها، وأن من يثبت أنه افتتح مراكز صحية لا تملك تصريحاً رسمياً، ستتم معاقبته وفق الأنظمة المعمول بها. وبين «رؤية» المشاغل، و»تحذير» الأمانة، فضلت سعوديات ممارسة الرياضة بأي وسيلة، ولو في السر، متسلحات برغبتهن القوية في الحصول على الجمال، والرشاقة التي يحلمن بها. فصل الصيف ويتجه عدد من مشاغل الأحساء النسائية إلى تخصيص ركن ل «الساونا»، و»البخار»، إضافة إلى ممارسة أنواع أخرى من الرياضات بغرض الحصول على القوام والتخسيس، مستثمرة زيادة الطلب النسائي على تلك المراكز، التي أصبحت مطلوبة في محافظة الأحساء، نظراً لقلتها. وتشهد هذه المراكز خلال فصل الصيف من كل عام إقبالا مضاعفا مقارنة ببقية فصول السنة، التي تستهلك فيها النساء غالب أوقاتهن في العمل أو الدراسة أو المسؤوليات الأخرى، فتأتي عطلة الصيف، وتعطيهن ضوءاً أخضر للالتفات إلى أنفسهن ومعالجة ما أفسدته الوجبات السريعة والإفراط في تناول الطعام على أجسادهن. النظام لا يسمح بأن تمارس المشاغل النسائية الأنشطة الصحية بشتى أشكالها، وفي الوقت نفسه، هناك طلب متزايد وحاجة ماسة لممارسة الرياضة بشتى أنواعها.
العناية بالبشرة وتختلف المراكز الصحية التي اعتبرها البعض مخالفة صريحة للنظام، باختلاف مستوياتها وخدماتها التي توفرها، فمنها ما هو أكثر تخصصاً، إذ تضم طاقماً ذا خبرة في مجال العناية بالبشرة والرياضة. أما الخيار الأبسط لفئة أخرى من السيدات، فيتمثل في صالونات التجميل التي تقدم بعضها علاجات سريعة لبشرة الوجه والجسم والوزن الزائد، قد تصيب أحيانا وقد تخيب». الأنشطة الرياضية وتذكر فوزية أحمد أن النظام لا يسمح بان تمارس المشاغل النسائية الأنشطة الصحية بشتى أشكالها، واستطردت «لكن هناك طلب متزايد وحاجة ماسة لممارسة الرياضة بشتى أنواعها، ما جعل العديد من المشاغل يرى في هذه الفرصة مكسبا ماديا سريعا، لكن تبدو العقبة في إنعاش هذا الجانب، عدم وجود متخصصات في الأنشطة الرياضية والجمالية، القادرات على تشغيل أجهزة البخار والساونا». ساعات الظهر ورغم منع ممارسة الأنشطة الرياضية بدون تراخيص، ومطاردة رجال أمانة الاحساء هذه الأماكن، لإغلاق المخالف منها، ومنعها من ممارسة هذه الأنشطة، إلا أن النساء رأين أن يخصصن ساعات معينة من النهار، يضمن فيها عدم تواجد عيون الرقابة فيها، مثل ساعات الظهر، ويستقبلون فيها المشتركات، اللائي يمارسن فيها الرياضة وحمامات البخار والساونا وغيرها من الأنشطة الرياضية غير المرخصة من الخلطات والتركيبات التي يعتقد أنها تضفي لمسات جمال ورشاقة للسعوديات. العروض الخاصة وتؤكد ابتسام عبد الرحمن (صاحبة مشغل) تزايد إقبال السيدات على الصالات الصحية في المشاغل خلال الصيف، وبالذات على عروض علاج البشرة وإنقاص الوزن، وتقول: «هناك إقبال على ممارسة الرياضة، وعروض انقاص الوزن، وعادة يستمر الاقبال خلال شهور الصيف، لا سيما أن المشاغل الرياضية تحرص على طرح العروض الخاصة خلال الإجازة الصيفية، ونلاحظ إقبالاً يفوق بقية الخدمات، بحكم حرص كثير من السيدات على إنقاص وزنهن، بالإضافة إلى العناية بالبشرة والجسم، التي تحتاج إلى ترطيب مضاعف، بحكم التعرض لحرارة الصيف، والإصابة بالجفاف، فنقدم علاجات مختلفة للبشرة، إلى جانب النصائح الصحية كالإكثار من شرب الماء، والاهتمام بالتوازن الغذائي»، مؤكدة أن «أكثر الخدمات التي تشهد إقبالاً خلال شهور الصيف الرياضة التي تركز على شد الجسم والاهتمام بالقوام، إلى جانب العلاج الخاص ببشرة الوجه وترطيبها». المسليات الخفيفة ورغم أن عطلة الصيف تتخللها مناسبات اجتماعية، تأكل أوقات النساء كافة، إلا أن الكثير منهن حريصات على سرقة أوقات لممارسة أنواع عدة من الرياضة كما توضح أميرة محمد قائلة : «خلال السنة تأخذنا مشاغل العمل، فما أن نصل إلى البيت إلا ونحن مهلكات من طول الدوام، وكثرة المهام، ثم نكمل وقتنا في النوم»، موضحة «أما أثناء الدوام، فالحال أكثر سوءا، فنحن لا نتوقف عن الأكل والشرب على المكاتب، خاصة أنني أعمل معلمة، ولا تكف المدرسات عن إحضار أطباق مختلفة من الأكلات والحلويات، هذا عدا المسليات الخفيفة التي لا تفارق مكاتبنا مثل البسكويت والشيكولاتة والمكسرات وغيرها». أما خطتها في الصيف الحالي فترى فيها «ما يعيد لي التفاؤل بتخفيف وزني عبر ممارسة الأنشطة الرياضية في أحد المشاغل الخاصة، ويشجعني على ذلك أن عدداً كبيراً من الزميلات والصديقات يذهبن إلى المشغل نفسه، لممارسة الرياضة بشتى أنوعها وبصفة مستمرة، تحت إشراف متخصصة، تنصحنا دائماً بما يجب اتباعه من أجل حمية غذائية متوازنة، تضمن لنا أجساماً رشيقة».
الأمانة: نتعامل مع المخالفات بكل حزم وصرامة أكدت أمانة الأحساء أن المراكز الصحية التي تمارس أنشطتها داخل المشاغل النسائية، تعتبر مخالفة صريحة للنظام والتعليمات المعمول بها في هذا المجال»، موضحة أن «هناك نظام مراقبة وضعته عبر البلديات، يتضمن جدولاً لجولات تفقدية وتفتيشية من مفتشي البلديات على تلك المشاغل، للتأكد من أنها ملتزمة بممارسة الأنشطة المصرح بها، ولا تتجاوزها إلى أنشطة أخرى، لم تحصل على تصريح رسمي لممارستها»، مشيرة إلى أن عمليات التفتيش غالباً ما تسفر عن مخالفات عدة، يتم التعامل معها بكل صرامة وحزم، وفق الأنظمة».
