اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس ان لجوء السلطات الاوكرانية الى الجيش ضد السكان في شرق البلاد يعتبر "جريمة خطيرة"، و"ستكون لها عواقب"، واتهمت موسكو امس الغرب باستخدام اوكرانيا "اداة في اللعبة الجيوسياسية" ضد روسيا، فيما وصفت واشنطن تأكيدات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن واشنطن تمول او تقود حملة في أوكرانيا ب"السخيفة"، وقتل "خمسة" موالين لروسيا وجرح جندي اوكراني في عملية عسكرية للجيش الاوكراني لاستعادة السيطرة على مدينة سلافيانسك. وقال الرئيس بوتين "اذا بدأ النظام الحالي في كييف فعلا باستخدام الجيش ضد السكان فهذه جريمة خطيرة جدا ضد الشعب". وقال "انها عملية قمع ستكون لها عواقب على الذين يتخذون هذه القرارات خصوصا في ما يتعلق بالعلاقات بين الدول". اتهام روسي للغرب واتهم لافروف الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي بالوقوف خلف الانتفاضة الشعبية في اوكرانيا التي اطاحت بالرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في شباط/فبراير. وقال لافروف في تصريحات نقلتها وكالة انترفاكس الروسية انه "في اوكرانيا حاولت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي تدبير ثورة ملونة جديدة، وعملية تغيير نظام مخالفة للدستور". وقال لافروف إن على واشنطن أن تحث حكومة كييف على نزع فتيل التوتر في ظل الوضع الحالي بالبلاد. ورأى لافروف أن قرار استخدام الجيش ضد الشعب يعد جريمة. هجمات واشتباكات ميدانيا، قتل "نحو خمسة" موالين لروسيا وجرح جندي اوكراني في عملية عسكرية للجيش الاوكراني لاستعادة السيطرة على مدينة سلافيانسك شرق البلاد الخاضعة للانفصاليين، على ما اعلنت الداخلية الاوكرانية. وقالت الوزارة في بيان "في اثناء المواجهات تم القضاء على نحو خمسة ارهابيين. واصيب جندي اوكراني بجروح"، مشيرة الى "تدمير" ثلاثة حواجز نصبها الانفصاليون على مدخل المدينة. وشنت القوات النظامية الاوكرانية هجوما على المدينة التي يسطر عليها المتمردون الموالون لروسيا، وسمع مراسلو فرانس برس تبادلا لاطلاق النار على المدخل الشمالي للمدينة قبل مشاهدة مدرعات اوكرانية تجتازه وهو يحترق. واعلنت السلطات الاوكرانية عن اصابة جندي بجروح في هجوم للانفصاليين الليلة قبل الماضية على قاعدة عسكرية في ارتيميفسك قرب مدينة سلافيانسك معقل للموالين لروسيا. وافادت وزارة الدفاع في بيان ان حوالى 100 مهاجم "فتحوا النار بالاسلحة الاوتوماتيكية والرشاشات واستخدموا القنابل"، موضحة ان حياة الجندي الجريح ليست في خطر. وصرح الرئيس الانتقالي اولكساندر تورتشينوف "تم صد المهاجمين وتكبدوا خسائر فادحة". وقالت الحكومة الأوكرانية إن قواتها صدت غارة على قاعدة في ارتميفسك في شرق أوكرانيا امس الخميس. وقال وزير الداخلية ارسن افاكوف بصفحته على موقع فيسبوك إن جنديا أصيب في الهجوم الذي نفذه حوالي 70 شخصا يقودهم جنود روس. وأضاف انه لم تتضح تفاصيل الخسائر البشرية في صفوف المهاجمين. وقال افاكوف أيضا إن محتجين مؤيدين لروسيا غادروا مبنى البلدية في ماريوبول وهي مدينة صناعية على ساحل البحر الأسود وإن رئيس البلدية عاد الى مكتبه حسب اتفاقات أبرمت مع روسيا في اجتماع في جنيف قبل اسبوع. واستعادت القوات النظامية الاوكرانية السيطرة على مبنى بلدية ماريوبول، المدينة المرفئية في جنوب شرق البلاد التي تضم حوالي 500 الف نسمة واحتلها انفصاليون، على ما اعلن وزير الداخلية امس. وكتب ارسين افاكوف على صفحته على فيسبوك ان "البلدية حررت وبات يمكنها العمل كالمعتاد". والمبنى كان محتلا منذ 13 نيسان/ابريل. واشتعلت النيران في حاجز تابع للانفصاليين كما سمع اطلاق نار امس عند مدخل سلافيانسك معقل هؤلاء في شرق اوكرانيا حيث افاد ناشطون موالون لروسيا عن هجوم للقوات الاوكرانية، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس. وكان الانفصاليون الذين قالوا لفرانس برس انهم من اضرم النار في الحاجز يتراجعون بينما كانت مروحية تحلق فوق المنطقة وصوت اطلاق نار مسموع. وقال احد الناشطين انه راى سبع مدرعات اوكرانية في الجانب الآخر من الحاجز. واشنطن ترد من جهتها، وصفت الولاياتالمتحدة ب"السخيفة" تأكيدات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وان واشنطن تمول او تقود حملة في اوكرانيا، في تبادل حاد للتصريحات بين القوتين العظميين. وقالت جنيفير بساكي المتحدثة باسم الخارجية الاميركية "اعتقد ان معظم هذه التأكيدات في هذه المقابلة سخيفة وليست مبنية واقعيا على ما يجري على الارض". وبحسب بساكي فإن تصريحات لافروف التي قال فيها ان الولاياتالمتحدة "تقود هذا المشهد بأكثر الطرق مباشرة" يجب ان تصنف "في خانة السخافة". واشارت المتحدثة الى ان "عمليات الحكومة الاوكرانية هي رد فعل شرعي للسلطات على الاستيلاء غير المشروع والمسلح على المباني والعديد من المدن في شرق اوكرانيا". واضافت ان ادارة الرئيس باراك اوباما تدرس ايضا طلبا من الحكومة المؤقتة في كييف التي ترغب في مساعدة عسكرية اميركية. وشددت "لكن مقاربتنا تقوم على خفض التصعيد ونحن لا نعتقد بوجود حل عسكري ميدانيا". وتابعت "هناك احتلال على الارض ولا نعتقد انه علينا زيادة التوتر مع الروس". وكان لافروف نفى في مقابلته وجود قوات روسية في شرق اوكرانيا كما تقول اوكرانياوعواصم غربية.