قبلت منى (35 عاماً) الزواج برجل، بعد نصيحة وإقناع من العائلة، ولكنها بعد 4 سنوات, أصبحت مطلقة. تحكي قصتها: تزوجت على الطريقة التقليدية المتبعة, تقدم لعائلتي لطلب يدي كزوجة, وتم الزواج. كنت في ال21 من عمري, شابة متعلمة، أعمل في وظيفة جيدة, ومع زوجي كنت أحلم دائماً بمستقبل أجمل. ولكن ماتت الأحلام واحدا تلو الآخر، بعد أن بدأت المشاكل بيننا. كنت أظن أنه شيء طبيعي, فلابد من مواجهة المشاكل في بداية الحياة الزوجية, ولكنني شعرت بعدها بأن الوضع صعب جداً, عندما سمح زوجي لوالديه بالتدخل في كل تفاصيل حياتنا تقريباً. وإذا اعترضت ألاقي منه ردة فعل عنيفة، وكثيرا من الإهانات. حتى شعرت أن حياتي لا تطاق، لذا تركته ولجأت لبيت والدي. تجاهل حملي مرت الأيام على منى, فاكتشفت أنها حامل, فاتصلت بزوجها لتخبره بذلك, وبدلاً من أن يشعر بالفرح ويطلب منها العودة إلى البيت, تجاهلها.. تقول: تركني وحيدة 9 أشهر بأكملها، لم يسأل عني، ولم يهتم إذا كنت محتاجة له في تلك الفترة، وكنت أتلقى الدعم المعنوي والمالي من عائلتي. شعرت بالكثير من القلق من أجل الطفل الذي أحمله, فكنت أتساءل ما المصير الذي ينتظره؟ أنجبت طفلة، وعندما نظرت إلى وجهها البريء أول مرة قررت أن تضحي لأجلها, بالعودة لبيت الزوجية، والمحافظة على علاقتها بزوجها، مهما كانت الظروف.. تقول: اتصل والدي بزوجي، وأخبره عن ابنته التي ولدت للتو, وأقنعه بضرورة أن تعود العلاقة بيننا. فوافق زوجي على إعادتي، ولكن على شرطين, أراد مني ترك وظيفتي، وفعلت ما أراد، ولكنه لم يتغير.. تضيف: فعلت المستطاع لأحافظ على هدوء أعصابي, صبرت عليه كثيراً، كان يفتعل المشاكل، وكنت حليمة من أجل مصلحة ابنتي. وحصلت على الورقة في أحد الأيام, انتهى كل شيء. فلقد دخلت منى في جدال قوي مع زوجها.. تقول: سمح لعائلته بالتدخل، وأدركت لحظتها أنه حان الوقت لأن أبتعد، حفاظاً على كرامتي. وبعد ذهابي للعيش في بيت عائلتي مع ابنتي, وصلتني ورقة الطلاق، ولأول مرة أشعر براحة نفسية منذ 4 سنوات. ومنذ تلك الأيام لم يسأل طليقي عن ابنته, فقد بدأ حياة جديدة, تزوج مجدداً، وأنجب أطفالاً. نظرات جارحة.. وانطوائية لولا دعم وتفهم عائلتها لحالتها لما استطاعت تحمل كل الضغوط التي واجهتها.. تقول: ما زلت أتلقى الدعم المعنوي منهم، فأنا كمطلقة أواجه تعليقات غير لائقة، ونظرات غريبة من الآخرين، فقط لأنني مطلقة! وكأنه ذنبي أنا، أنني امرأة سيئة، وهذه التعليقات أو النظرات جارحة ومؤلمة للغاية. وعلى الرغم من الحياة الجيدة التي أعيشها مع عائلتي اليوم, إلا أنني أشعر بأنني شخصية مختلفة، فقد أصبحت انطوائية, لا أتقبل صداقات جديدة, أو التقرب من أحد, فقد أصبح الكل يحاسب قبل أن ينطق بأي كلمة أمامي، فهم يعتقدون أن المطلقة امرأة تعيسة وحساسة، وأي كلمة قد تجرحها، وأنا لا أريد هذه المعاملة الخاصة، أريد أن أعامل كأي شخص عادي، ألا يدرك الناس أن المرأة السعيدة بزواجها لن تترك زوجها مهما كان؟! وأن الطلاق هو الحل من أجل حياة أفضل في بعض الحالات؟ مر عقد من الزمن على طلاقها, ولكنها ما زالت تكافح من أجل العيش بسلام في هذا المجتمع.. تقول: علي أن أكافح لأستطيع رعاية ابنتي بشكل جيد، وأتمنى لو يغير البعض من طريقة تفكيره, فلا يسيئون الحكم على المطلقة, فالحالات السيئة قد تحدث لأي إنسان في هذا العالم.