للشعر الشعبي متذوقوه من الجنسين الذين يحرصون على قراءته ومتابعة شعرائه باستمرار من خلال الصحافة والأمسيات , ولا غرابة اذا قلنا أن الفتيات هن أكثر متابعة وأكثر معايشة للقصيدة عند سماعها أو قراءتها لما تحمله المرأة من خصائص فسيولوجية تجعلها تجنح لعاطفتها في أغلب الأحيان , والشعر عاطفة واحساس متدفق . البعض يقول أن متذوقات الشعر يحرصن أكثر على متابعة الشعراء الرجال ولا يتحمسن لمتابعة الشاعرات , وهذا شيء ملاحظ ولا يمكن انكاره , فأمسيات الشاعرات التي تقام هنا وهناك ويقتصر فيها الحضور على النساء غالباً ما تفتقد للاقبال من الجمهور النسائي , وأكثر ما تردده الفتيات ويحفظنه هي أبيات وقصائد رجالية , ونادراً ما ترى بينهن من تردد أبياتا أو قصائد لشاعرة , ولمعرفة أسباب هذا النفور واللامبالاة بما يطرح من قصائد نسائية من قبل متذوقات الشعر قمنا باستطلاع آراء مجموعة منهن فخرجنا بهذه المحصلة التي تعبر فقط عن آراء المشاركات بهذا التحقيق : مي محمد الحملي - هاوية للشعر وتكتب محاولات - تميل للقصائد العاطفية, وقصائد الغزل والرثاء, وهي متابعة جيدة للشعراء والشاعرات, ولكنها تفضل الشعراء خصوصاً عبد الرحمن بن مساعد وسلطان المسلم, والسبب برأيها هو أن الشعراء لديهم قدرة على التعبير أفضل من الشاعرات وإحساسهم أقوى.. وتتابع قائلة: الفتيات يفضلن دائماً أسلوب الرجل لأنه هو الأكثر تعبيراً, وأيضاً لأننا نحن النساء نرغب بالتعرف على مشاعر الطرف الآخر, ألا وهو الرجل, والذي يتفوق على المرأة بأسلوبه في التعبير. @ سارة- لديها نفس الرأي, إذ تقول إن الشاعر أكثر قدرة على التعبير عن الأحاسيس وسبب تفضيلها للشاعر على الشاعرة هو طريقته في التعبير, وتنتقد أسلوب الشاعرات قائلة: في بعض الأحيان تخرج الشاعرة بقصيدة مبالغ بها وفيها نوع من المغالاة فتفتقد الذوق والصدق! @ إبتهال العطا الله- تحب الشعر الشعبي خصوصاً الغزل , ولكنها لا تتابع سوى قصائد الشعراء, ولديها نفس السبب وهو أن الشاعر أكثر إحساساً وقدرة على التعبير, وتوضح قائلة: في عصرنا الحالي ظهرت عدة شاعرات متميزات بقوة الأسلوب وحلاوة الكلمة وهذا يدعونا إلى التفاؤل.. و لكن لا أعتقد أن الشاعرة ستصل يوماً لمستوى الشاعر لأن الشاعر يمتاز بقوة تعبيرأكبر وقوة الكلمة وخصوبة الخيال, والشاعر عنده إحساس مرهف, وأجمل ما يجذبنا لقصائد الرجل طريقته في التعبير عن المرأة وشعورها, وأبياته التي تزهو بذات المرأة وكيانها. @ رنا التركي- تفضل القصائد العاطفية التي يغلب عليها طابع الحزن, وتفضل الشعراء على الشاعرات, مبررة أن شعر الأنثى مبالغ فيه ونادراً ما تجد فيه روعة التعبير أو التشبيه الجميل بين حروفها, وتستثني (رنا) في رأيها الشاعرة (غيوض) قائلة أنها هي الوحيدة التي تستهويها وهي الوحيدة التي تكتب بصدق, وتختتم حديثها قائلة: أتمنى أن تنتهي الغيرة بين الشاعرات في الساحة, وأن يبتعدن عن الأسماء المستعارة التي غالباً ما يكون خلفها رجل!! @ شذى الدهام - متذوقة للشعر, وتفضل الشعراء لأنهم قادرون على تنظيم أفكارهم وقصائدهم ذات مضمون ومعنى. وتتابع قائلة: أما الشاعرات فأفكارهن مبعثرة وأسلوبهن ضعيف, وطريقة طرحهن ليست بالمستوى المطلوب. وتضيف: الشاعرة أكثر اهتماماً في مظهرها الخارجي ( كشختها ) أكثر من اهتمامها بما تطرحه في شعرها, وما يهمها أكثر هو طرح أكبر كمية من الدواوين في الأسواق وتعشق الظهور أكثر من اهتمامها بأذواق ومتطلبات الجمهور المحب لجودة الشعر... أشعر أنهن "مايعات.."!!, ووجودهن في الساحة ليس إلا منافسة للرجل ورغبة في لفت الانتباه! @ فتون الدوسري - تحب القصائد التي تهتم بقضايا المجتمع, وتفضل الشعراء لأنهم أكثر صدقاً من الشاعرات على حد قولها.. وتنصح الشاعرات بكتابة أشياء تفيد المجتمع أو يتركن ميدان الشعر الشعبي لأهله! @ فاطمة التميمي - تفضل القصائد العاطفية والاجتماعية, وتفضل الشعراء لأنهم أكثر قدرة على التعبير من الشاعرات, ولأنها معجبة بأسلوب الرجل في توجيه الكلام لمحبوبته في القصيدة.. وتواصل حديثها قائلة: لا أنكر أن هناك شاعرات متمكنات في هذا المجال ولكنهن قلة مقارنة بالشعراء. @ سمر الفارس - تعشق القصائد العاطفية, وتتفق مع غيرها في أن الرجل هو الأفضل من المرأة في كتابة الشعر, وتقول : لا أتابع الشاعرات لأن معظمهن غير صادقات فيما يكتبن, وحينما يكتبن فإن ذلك يكون بغرض التنافس فيما بينهن, وأغلبهن يبالغن في قصائدهن. ولأن عددهن قليل في هذا الوسط. @ مضاوي - تفضل الشعراء لأن طريقة إلقائهم أفضل ولأنهم أكثر ظهوراً على الشاشة, ولقلة الشاعرات الموهوبات. @ أم مناف - تهوى القصائد التي تحكي معاناة صاحبها, وتتابع الشعر ولكنها لا تتابع الشعر النسائي, لأنها تعتقد أن معظم الشاعرات يعتمدن على الرجل في الوزن والتعديلات الأخرى, ولأنهن على حد قولها-حتى لو كتبن الشعر صحيحاً وبأنفسهن فالأسلوب يفتقد الإبداع والعمق الذي يؤثر في النفس تماماً كأسلوب الرجل. @ جواهر عبدالعزيز العنزي- تقول:الفرق كبير بين الشاعر والشاعرة, فأغلب الشعراء يكتبون قصائدهم بصدق وتشعر بأنها كتبت بسهولة لأنها نابعة من الصميم, أما الشاعرة فأشعر بأنها تحاول جاهدة حتى تخرج بقليل من الأبيات!! وليتها مؤثرة أو فيها شيء يحرك المشاعر!؟... وتضيف: أنا لا أثق في الشاعرة أبداً, فإذا قرأت قصيدة رائعة باسم شاعرة أشعر بأن الكاتب الحقيقي لها رجل!؟.. وهذا ما يحصل الآن فعلاً, وعلى الشاعرة التي ترى بأن في كلامي ظلما لها أن تثبت لنا موهبتها بالمشاركة في مسابقة شعرية أو محاورة تحد مع شاعر أو شاعرة مثلها . وتسخر (جواهر) من قصيدة تافهة- على حد تعبيرها- قرأتها مؤخراً لإحدى الشاعرات في إحدى المجلات الشعبية المعروفة, وتذكر لنا أكثر بيت مثير للسخرية ويؤكد أن المرأة لا تفقه في الشعر ولا تجيد الصياغة : تقول تلك (المستشعرة) في قصيدتها "التافهة": عمري معك أصبح ضياع وضحيّه شربت مُرّه لاجل راحة لقاكم أتساء ل هنا, كيف تقول "معك" مخاطبة فرداً, ثم تقول "لقاكم" مخاطبة جماعة!؟.. أعتقد أن البعض من النساء لا يهمهن المعنى ولا يهمهن إن كان كلامهن متناقضاً, أكثر شيء مهم لديهن في كتابة الشعر هو القافية المتشابهة!!