أضحى المجتمع ينظر إلى قادة الشركات العصرية بوصفهم أبطالا. فمع تبوؤ الرجال والنساء لمناصب رفيعة في المؤسسات التجارية اليوم، يتوقع أن يلعبوا دورًا عنتريًّا في توجيه مصائر شركاتهم. ويقبل الكثيرون من قادة الشركات هذا الدور بحماس غير أنهم يجابهون وقتًا عصيبًا في التخلي عن هذا الدور عندما يتقاعدون متنحين لصالح مسئولين أصغر سنًا. في كتابه (توديع الأبطال) للناشر (مطبعة جامعة أكسفورد) يقول جيفري سونينفيلد: بالنسبة للقادة يعتبر ترك المنصب مرادفا عندهم لخسارة مكانة بطولية. وكل فترة من فترات التاريخ الأمريكي أفرزت من الأبطال من عكسوا طموحاتها ومطامحها. واحتفاء المجتمع بهؤلاء الأبطال هو عملية وظيفية للضبط الاجتماعي يقوم بها المجتمع؛ فالأبطال المختارون هم أولئك الذين يظهرون قيم المجتمع الأساسية. ومع تغير وظائف المجتمع، تتغير وظائف أبطاله. وقادة الشركات هم أحدث نتاج لأبطال أمريكا. فأبطال أو نجوم مجال الأعمال- مثل غيرهم من الأبطال أو النجوم- يوضحون لنا كيفية عمل المنظومة الاجتماعية. ومثل رجالات الأدب ونجوم الأساطير، يخفف نجوم الأعمال من حال عدم اليقين الاجتماعي عن طريق التغلب على الشدائد. ويتسم نجوم أو أبطال عالم المال والأعمال في وقتنا الراهن بخمس صفات تميزهم عن غيرهم: 1- أنهم من أصول متواضعة. 2- عانوا من عثرات وانتكاسات في حياتهم المهنية. 3- يطرحون رؤية جديدة تكتسح القديم. 4- يتمتعون بقدرة كبيرة على الترويج والدعاية. 5- لديهم حس عال بالمسئولية المدنية أو الأهلية. وحين يتقاعد هؤلاء النجوم أو الأبطال فإن التقاعد لديهم مرادف لفقدان الإحساس بالذات. فهم يرون وظائفهم امتدادًا لمفاهيمهم الذاتية. وحين يكون تقاعدهم وشيكًا، يجد الرجل من هؤلاء الأبطال نفسه بدون هوية جاهزة. والتحدي الذي يواجه القادة المتقاعدين لا يتمثل في التغلب على المشاكل التي واجهتهم في الماضي، بل يتمثل في التعافي من حال الفراغ والخواء التي تلي التقاعد. ومن أجل النجاح في هذا الاختبار، يتعين على كبار المسئولين السابقين أن يرسموا لأنفسهم مستقبلا جديدًا. إن التأسي على ما فات أو الانغماس في اللهو والتسلية لن يعود بحياة جديدة ناجحة بالنسبة لهؤلاء القادة. وفور أن يتكيف المتقاعدون مع حاضرهم، يتعين عليهم الشروع في إعادة بناء الفرص والأحلام بالنسبة للمستقبل. إن التحدي الحقيقي بالنسبة للقادة يتمثل في تبين اهتماماتهم في فترة ما بعد التقاعد وترك الشركة، وهم في وقت مبكر من حياتهم المهنية. إن الجنرالات بحاجة إلى لعب دور في فترة ما بعد التقاعد توفر لهم هوية ومكانة تنسجم وتطلعاتهم. وغالبًا، ما يستثمر السفراء اهتماماتهم في الخدمة العامة والنشاط المجتمعي المفيد، فيما يتطلع المحافظون وحكام الولايات إلى الحصول على مناصب حكومية، أو الدخول في مشروعات تجارية جديدة، أو عضوية مجالس إدارات عدد من الشركات والهيئات. التقاعد لا يعني نهاية المطاف بالنسبة للحياة العملية للقائد. وعليه أن ينظر إليها بوصفها عملية تغيير في مسار حياته المهنية. فالتقاعد يمكن أن يؤدي إلى عملية تغيير تعود بالنفع إذا تم وضع خطة حقيقية تتيح استمرار التحدي والنمو. على القادة أن يؤمنوا أن هناك فرصة لهم للمساهمة في بناء مستقبل بعد التقاعد. The Heroشs Farewell What Happens when CEOs Retire By: Jeffrey Sonnenfeld 324 pp. Oxford University Press