في بعض الاحايين تجد على الطلاب نوعا من العبث يدعوك للتأمل او الامتعاض، حتى لتظن ان الذي امامك طفل صغير بحركاته وسكناته والتفاتاته بل حتى طريقة حواره وخطابه. علما ان هذا العابث هو طالب في مرحلة ما قبل الجامعة. وهذا العبث كثيرا ما يثير معلمه وينبىء عن ان صاحبه غير مبال ولا مدرك لسنه ولا لمرحلة حياته العلمية المصيرية، وقد يكون ذلك نتيجة انعكاس لما عليه حياته الاسرية، هذا النوع من الطلاب يحيرك في معاملته ماذا عساك ان تصنع معه؟ هذه الفئة هي التي يكتظ بها الفصل وتسيطر على معظم نواحيه.. لكن وفي اوقات كثيرة تقف حائرا وانت ترد على تساؤلات طالب من الطلبة لا يخطر ببالك ان يكون موجودا داخل هذا الفصل والذي تنبىء اسئلته عن عقلية فذة ورجولة حقة وشخصية تفرض عليك الاهتمام بها واحترامها وتقديرها وتمنحك مزيدا من العطاء لان مستقبلها مشرق باذن الله. هذه الظاهرة يعايشها الكثير من الاساتذة والمربين والذين يقتربون من التلاميذ يدركون وجود هاتين الشخصيتين في معظم الفصول وفي المراحل الدراسية المتقدمة. وقد تتعايش بينهما شخصية ثالثة تغرف من تلك تارة ومن هذه تارة اخرى، فمرة ترى عليه الاتزان والسكينة والهدوء والحياء الامر الذي يجعلك تجله وتكبره وتقدره، ومرة ترى منه الطيش والعبث والكذب والخداع ليصبح ابغض الطلاب فلا تعشق حديثه ولاسؤاله ولا النظر اليه بسبب تصرفاته المشينة.. فأيها أنت؟ أمن الشخصية الاولى العابثة اللاهية التي هبطت بمستواها العقلي والثقافي منزلة الاطفال فاصبحت تحاكيها مثلا بمثل. ام انك ذو شخصية تفرض على معلميها احترامها وتقديرها لجدك ومثابرتك وانضباطك؟ ام انك تلك الشخصية الخليط بين الاثنين فتارة محبوب وتارة مبغوض؟
